بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كتاب : جمال القراء وكمال الإقراء
تصنيف الشيخ الإِمام العالم العلَّامة
أبي الحسن علم الدين عَليّ بن محمد السَّخاويّ
تحقيق : د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة
الناشر : دار المأمون للتراث - دمشق - بيروت
الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997 م
عدد الأجزاء : 1
تنبيه :
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
مصدر الكتاب نسخة مصورة قام الشيخ الجليل نافع - جزاه الله خيرا - بتحويلها
وقام الفقير إلى عفو ربه الكريم القدير بتصويبه
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة المصنف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
الحمدُ لله الذي استنارت صدورُ الصُّحف باسمه ، وأشرقَتْ سطورُ
الكتُب بوَصْفه فيها ورَسْمه.
وكانت البدأةُ بحمده كافلةً بالتمام ، ضامنةً بلوغ الغاية فيما يُراد من
الأمور ويُرام.
أحمدُه مستعيناً به على تيسير ما أحاوله ، ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له الذي عمَّ الأنام نائله ، وأشهدُ أن محمَّداً صلَّى الله عليه
وسلَّم عبدُه الذي بعثه رحمة لعباده ، ورسولُه الذي اتضحت السُّبل بهدايته
وإرشاده ، أيَّده بكتابه المبين الذي ظهرت معجزاته ، وبهرت آياته ، وقهرت
ذوي العناد بيِّناته ، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين نُصرت بهم ألوية
الحق وراياته.
هذا وإن أجل ما بأيدي هذه الأمة كتابُ ربِّها ، الناطق بمصالح
دينها ودنياها ، الواصف لها مراشد أُولاها وعقباها ، وإن أشرفَ العلوم ما
كان منه بسبيل ، وأجل الرسوم فنونه التي هي أعلى الدرجات في التقديم
والتفضيل.
وفي هذا الكتاب من علومه ما يَشْرح الألباب ، ويُفْرِح الطُلاب.
ويُنيلُهم المنى ، ويُفيدهم الغنى ، وُيريحهم من العناء ، ويَمْنحهم ما دعت
إليه
الحاجة بأَيْسَر الاعتناء ، فهو كاسمه (جمال القراء ، وكمال الإقراء) أعان
الله عبْدَه الضعيفَ على إنهائه ، ومنَّ عليه بإجابة دعائه ، وصلَّى الله على
سيِّد أصفيائه ، وخاتَم رسله وأنبيائه ، وعلى آله وأصحابه المفضلين في
أرضه وسمائه.
(1/38)
نثرُ
الدُّر في ذِكرالآياتِ وَالسور
ذِكرُ أَوّل مَا نَزَلَ مِن اَلقُرآنِ
أول ما نزل من القرآن في قول عائشة رضي الله عنها.
ومجاهد ، وعطاء بن يسار ، وعُبَيْدْ بن عُمَير ، وأبي رجاء
العطاردي : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).
(1/39)
قالت
عائشة رضي الله عنها : أول ما ابتدئ به رسول الله ي من
الوحي الرؤيا الصادقة ، كانت تجيء مِثْلَ فَلَقِ الصبْح ، ثم حُبب إليه
الخلاء ، فكان بحراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع
إلى أهله ، ثم يرجع إلى أهله ، فيتزود لمثلها ، حتى فَجِئه الحق.
فقال : يا محمد أنت رسول الله! قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"فجثوت لركبتيّ ، ثم تزحّفت يرجف فؤادي ، فدخلت ، يريد ، على
خديجة ، فقلت : زمّلوني حتى ذهب عني الروْع ، ثم أتاني
فقال : يا محمد! أنت رسول الله ، فلقد هممت أن أطرح نفسي من جبل.
فتبدى لي حين هممت بذلك ، فقال : يا محمد! أنا جبريل ، وأنت
(1/40)
رسول
الله ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أقرأ ؟ فأخذني ، فَغَتنِي ثلاث
مرات ، حتى بلغ مني الجهد ، فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
فقرأت ، فأتيت خديجة ، فقلت : لقد أشفقت على نفسي.
فأخبرتها ، خبري ، فقالت : أبشر! فوالله لا يخزيك الله أبداً ، والله إنك
لتصل الرحِمَ ، وتصدقُ الحديث ، وتؤدي الأمانة ، وتحمل الكَل ، "
وتَقْري الضيف ، وتصبر على نوائب الحق.
قال : ثم انطلقت بي إلى ورَقة بن نوفل بن أسد ، فقالت : اسمع من ابن أخيك ، فسألني
، فأخبرته ، فقال : هذا الناموس الذي أنزل على موسى بن عمران ، ليتني أكون فيها
جَذَعاً ، ليتني أكونُ حياً حين يُخرجك قومُك ، قلت :
أمُخْرِجِى هُمْ ؟
قال : نعم.
(1/41)
إنه
لم يجئ رجل قط بما جئت به إلا عُودِيَ ، ولئن أدرَكَني يومُك
أنصرْك نصرا مؤزراً.
قالت : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - :
"ثم كان أول ما نزل على من القرآن بعد (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)
(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
(2)
حتى قرأ إلى (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)
و (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)
و (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2).
والعلماء على أنه إنما نزل عليه من (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)
إلى قوله : (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
ثم نَزَل باقيها بعد (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) و (يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ).
وقال جابر بن عبد الله : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) أول القرآن نزولاً.
(1/42)
والأكثر
على ما قدمته ، وليس في قول جابر ما يناقضه ؛ لأن الْمُدَّثِّر من جملة
ما نزل أول القرآن.
وقال عطاء بن أبي مسلم الخراسانى : نزلت (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ)
قبل (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) بعد إن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) ، ثم
نزلت (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) ، ثم (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) ، ثم (إِذَا
الشَّمْسُ كُوِّرَتْ).
ثم (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ثم (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) ثم
(وَالْفَجْرِ)
ثم سورة الضحى ، ثم (ألم ئشرح) ، ثم (والعصر) ، ثم سورة
(1/43)
العاديات
، ثم الكوثر ، ثم (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) ، ثم (قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ)
ثم الفيل ، ثم سورة الفلق ، ثم سورة الناس" . ثم (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)
ثم سورة النجم ، ثم (عَبَسَ وَتَوَلَّى) ثم (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ)
ثم (والشمْسِ وضحَاهَا) ، ثم (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) ، ثم (والتين
والزيْتونِ) ، ثم سورة قريش ، ثم القارعة ، ثم القيامة ، ثم (وَيْلٌ لِكُلِّ
هُمَزَةٍ)
ثم (والمُرْسَلاتِ) ، ثم (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) ، ثم (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا
الْبَلَدِ) ، ثم الطارق ، ثم الانشقاق ، ثم (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)
ثم سورة الأعراف ، ثم سورة الجن ، ثم يس ، ثم الفرقان.
ثم (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ثم سورة مريم عليها
السلامُ ، ثم سورة طه ، ثم سورة الواقعة ، ثم الشعراء ، ثم النمل ، ثم القصص ، ثم
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) ثم سورة يونس عليه السلام ، ثم سورة هود
عليه
السلام ، ثم سورة يوسف عليه السلام ، ثم الحجر ، ثم الأنعام ، ثم
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) ، ثم سورة لقمان ، ثم سورة سبأ ، ثم الزمر ، ثم
المؤمن ، ثم حم السجدة ، ثم الشورى ، ثمٍ الزخرف ، ثم الدخان ، ثم
الجاثية ، ثم الأحقاف ، ثم (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) ثم الغاشية ، ثم الكهف.
ثم النحل ، ثم سورة نوح ، ثم سورة إبراهيم ، ثم سورة الأنبياء.
ثم (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) ، ثم ألم السجدة ، ثم سورة الطور ، ثم سورة
الملك.
ثم الحاقة ، ثم المعارج ، ثم النبأ ، ثم النازعات ، ثم (إِذَا السَّمَاءُ
انْفَطَرَتْ).
ثم (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) ، ثم (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)
ثم العنكبوت ، ثم سورة المطففين .
(1/44)
قال
عطاء بن أبي مسلم : وكانوا إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت
مكية ، ويزيد الله عز وجل فيها ما شاء بالمدينة.
قال عطاء : ثم كان أول ما أنزل الله عز وجل بالمدينة سورة البقرة ، ثم الأنفال ،
ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الامتحان ، ثم النساء ، ثم (إِذَا زُلْزِلَتِ
الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) ثم الحديد ، ثم سورة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال غير عطاء : هي مكية ، وهي بالمدنى أشبه ، ثم الرعد ، ثم سورة الرحمن عز وجل ،
ثم (هَلْ أتَى) ، ثم الطلاق ، ثم (لَمْ يَكُنْ) ، ثم الحشر ، ثم (إِذَا جَاءَ
نَصْرُ اللَّهِ) ، ثم النور ، ثم الحج.
قال عطاء بن أبي مسلم وغيره : إنها مدنية ، وقال بعضهم : فيها مدنى ومكي وسفري.
قال عطاء بن أبي مسلم : ثم المنافقون ، ثم المجادلة ، ثم الحجرات ، ثم التحريم ،
ثم الجمعة ، ثم التغابن ، ثم الصف ، ثم الفتح.
قال عطاء بن أبي مسلم وغيره : إنها مدنية ، وروي عن البراء بن عازب أنها نزلت
بالحديبية ،
(1/45)
وقال
الشعبى أيضاً : نزلت بالحديبية ، وأصاب - صلى الله عليه وسلم - في تلك الغزوة ما
لم يصب فى غيرها ، بأن بويع له بيعة الرضوان وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،
وظهرت الروم على فارس ، فَسُرَّ المؤمنون بتصديق
كتاب الله ، وأطعموا نخل خيبر ، ِ وبلغ الهدي مَحِله.
ولما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية بلغه عن رجل من أصحابه أنه
قال : ما هذا بفتح لقد صُددنا عن البيت ، وصد هدينا.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بئس الكلام هذا ، بل هو أعظم الفتوح ، قد
رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ، وَيَسْألُوكُم القضية ، ويرغبوا إليكم
في الأمان ، وقد رأوا منكم ما كرهوا" .
(1/46)
وقيل
: نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)
مَرْجِعَهُ من الحديبية.
حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي - رحمه الله -
ثنا عبد الملك بن أبي القاسم الهروي ، عن أبي عامر محمود بن القاسم
الأزدي ، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، عن أبي
(1/47)
العباس
محمد بن أحمد المحبوبي ، عن أبي عيسىِ الترمذي ، ثنا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن
(1/48)
أنس
، قال : انزِلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)
مَرْجِعَهً من الحديبية
قال أبو عيسى الترمذي : وحدثنا محمد بن بشار ، ثنا محمد بن
خالد بن عَثْمَة ، ثنا مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن
(1/49)
أبيه
، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض
أسفاره ، فكلمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسكت ، ثم كلمته ، فسكت ،
فحركت راحلتي ، فتنحيت ، فقلت : ثكلتك أمك يا ابن الخطاب نَزرْت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ذلك لا يكلمك ، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن ، فما
نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ ، فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال :
(يا ابن الخطاب لقد أنزل علي هذه الليلة سورة ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا).
والحديثان صحيحان .
(1/50)
ومعنى
نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألححت عليه ، يقال : فلان لا يعطي حتى
يُنزر ، أي يُلَحَّ عليه ، وقال المسور بن مَخْرَمَة : نزلت
بين مكة والمدينة.
قال عطاء بن أبي مسلم : ثم نزلت المائدة ، ثم سورة التوية.
وعن ابِن عباس رضي الله عنهما : أوّل شيء نزل من سورة التوبة
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) ثم أنزلت السورة
كلّها بعد ذلك ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك ، وتلك آخر غزوة
غزاها
(1/51)
النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم - ، وقيل : آخرما أنزل عليه - صلى الله عليه وسلم -
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)
فبقي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدها تسعة أيام ، ثم قبض ، ونزلت (الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) في يوم عرفة ، في يوم جمعة ، وعاش
النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدها إحدى وثمانين ليلة.
وقال أبو هريرة ، ومجاهد ، والزهري وعطاء بن يسار ، وعبيد الله بن عبدالله بن عمر
: نزلت
(1/52)
فاتحة
الكتاب بالمدينة ، والأكثر على خلاف ذلك" . قال أبو العالية :
لقد أنزلت (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي)
وما أنزل من الطوَل شيء ، يريد أن سورة الحجر نزلت قبل البقرة ، وآل عمران والنساء
، والمائدة.
وقال أبو ميسرة : أول ما أقرأ جبريل النبيَ - صلى الله عليه وسلم - فاتحة الكتاب
إلى
(1/53)
آخرها
، وقال ابن عباس : نزلت بمكة بعد (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)
ثم نزلت (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ).
وزعم مقاتل بن سليمان أن الأعراف نزل منها بالمدينة قوله عز وجل : (وَاسْأَلْهُمْ
عَنِ الْقَرْيَةِ) إلى قوله سبحانه : (مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)
قال : وباقيها مكي ، وكذلك قال في الأنفال :
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) نزلت بمكة ، وباقيها مدني.
وقال : يونس مكية إلا آيتين : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ)
والتي تليها نزلتا بالمدينة.
وقال الكلبي : (ومِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ)
نزلت بالمدينة في قوم من اليهود ، وباقيها مكي.
وقيل : نزل من أولها إلى أربعين آية بمكة ، وباقيها نزل بالمدينة ، وقال
(1/54)
ابن
عباس ، وعبد الله بن الزبير : نزلت بمكة.
وقال مقاتل : في سورة هود ثلاث آيات نزلت بالمدينة ، وباقيها
مكى : الأولى (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ) والثانية (أولَئِكَ يُؤْمِنُوْنَ بهِ)
نزلت في عبد الله بن سَلام ، وأصحابه.
وقوله : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)
نزلت في نبهان التَّمَّار.
وقال : في إبراهيم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ
كُفْرًا)
هذه الآية مدنية.
وقال الكلبى : النحل مكية غير أربع آيات : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ
هَاجَرُوا) ، والثانية : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ) وما يليها إلى آخر السورة.
ووافقه مقاتل ، وزاد خامسةً (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً).
(1/55)
وقال
الكلبي : في سورة (سبحان) آيات مدنيات.
قوله عز وجل : (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ)
نزلت حين جاءه وفد ثَقيْف ، وحين قالت اليهود : ليست هذه بأرض الأنبياء.
وقوله : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ)
وزاد مقاتل : (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ)
و (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ
قَبْلِهِ).
وقال بعضهم : في الكهف مدنى قوله عز وجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) إِلى قوله (وَلَا لِآبَائِهِمْ)
وقوله عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا
نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)
وقال ابن عباس : نزلت الكهف بمكة بين (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) والنحل
، وكذلك قال الحسن وعكرمة.
وقيل في مريم : هي مكية غيرآية السجدة .
(1/56)
وقال
مقاتل : نزل من سورة الحج (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ)
إلى قوله : (وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)
نزل في غزوة بني المصطلق ليلاً.
قال : ونزل بالمدينة منها أيضاً (مَنْ كَانَ يَظُنُّ) الآية و (سَوَاءً الْعَاكِفُ
فِيهِ وَالْبَادِ)
نزلت في عبد الله بن أنس بن خَطَل
و (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ) و (لَوْلا دَفْعُ اللَّهِ) و (لِيَعْلَمَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)
نزلت في أهل التوراة ، و (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
والتي بعدها ، وعن ابن
(1/57)
عباس
: كلها مكية إلا السجدتين ، و (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ)، والتى
بعدها.
وقال ابن عباس وقتادة : الفرقان مكية إلا قوله : (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ) إلى آخر الثلث.
وقيل في الشعراء : هي مكية إلا قوله عز وجل :
(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)
إلى آخرها ، قال مقاتل : وإلا قوله : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً).
وقال مقاتل في القصص : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ)
إلى قوله عز وجل (لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)
مدنى ، وقوله : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ)
نزلت بالجُحْفَة قبل الهجرة.
وقال قتادة : من أول العنكبوت إلى قوله عز وجل : (وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)
(1/58)
مدنى
، وباقيها مكى.
وقيل : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة أتاه اليهود ، فقالوا :
يا محمد!
بلغنا أنك تقول : (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)
أَفَعَنَتْيَنَاْ أَمْ عَنَيْتَ قَوْمَكَ ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - :
"عنيت الجميع ".
فقالوا : يا محمد! أما تعلم أن الله عز وجل أنزل التوراة على موسى عليه السلام ،
وخلفها موسى فينا ، وفي التوراة أنباء كل شيء ؟
فقال - صلى الله عليه وسلم - : "التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم
الله تعالى ، فأنزل الله عز وجل : (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ
أَقْلَامٌ)
إلى آخر الآيات الثلاث ، وباقيها مكى
وفي السجدة ثلاث آيات نزلن بالمدينة لما قال الوليد بن عقبة
لعلي - رضي الله عنه - : أنا أذرب منك لساناً ، يعني : أحدّ لساناً ، وأحدّ
سنانًا ، وأردّ للكتيبة ، فقال له على عليه السلام : اسكت فإنك فاسق ، فأنزل الله
عز وجل : (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا)
(1/59)
الآيات
، وقال آخرون ، إلا خمس آيات.
من قوله عنر وجل : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) إلى قوله :
(الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20).
وقال مقاتل : قوله عز وجل في سبأ : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)
هذه الآية منها مدنية
وفي الزمر أربع آيات نزلن - فيما قيل - بالمدينة :
الأولى : (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ)
والثلاث الباقية نزلن في وحشى فيما ذكروا (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنْفُسِهِمْ) إلى قوله : (وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55).
وقال ابن عباس وقتادة في المؤمن : في مكيَة غير آيتين نزلتا بالمدينة
(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ) والتي تليها .
(1/60)
وكذلك
قالا : في الشورى آيات غير مكية.
قال ابن عباس : لما نزل (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
قال رجل من الأنصار : والله ما أنزل الله هذا في القرآن قطْ ، فأنزل الله عز
وجل : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ
يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ)
قال : ثم إن الأنْصاري تاب وندم ، فأنزل الله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) إلى قوله : (لَهُمْ عَذَابٌ
شَدِيدٌ (26)
، فهذه الآيات على قوله مدنيات.
وقال قتادة : في الجاثية في قوله عز وجل : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا
لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ) هذه الآية وحدها مدينة.
وفي الأحقاف : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ
بِهِ)
الآية نزلت في عبد الله بن سَلاَم
وقوله عز وجل : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
وباقيها مكى .
(1/61)
وسورة
القتال مدنية ، وقد سبق القول فيها ، وقيل : هي مدنية إلا قوله
عز وجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ
الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)
قيل : إن النبيَ - صلى الله عليه وسلم - لما توجه
مهاجراً إلى المدينة وقف ، ونظر إلى مكة ، وبكى ، فنزلت هذه الآية.
وقال ابن عباس ، وقتادة : قوله عز وجل في سورة ق : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا
مِنْ لُغُوبٍ (38)
نزلت هذه الآية بالمدينة ، وباقي السورةً بمكة.
وقال : في سورة : والنجم : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ)
الآية نزلت بالمدينة ، وباقيها مكى.
واختلف في تنزيل سورة الرحمن عز وجل ، فقالت عائشة ، رضي
الله عنها ، والحسن ، وعكرمة ، وعطاء بن يسار ، ومجاهد ، وسفيان بن
عيينة ، ومقاتل : هي مكية ، وقال ابن عباس ، وقتادة : هي مكية إلا آية
واحدة (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) فإنها نزلت
(1/62)
بالمدينة.
وقال عطاء بن أبي مسلم عن ابن عباس ، ونافع بن أبي
نُعَيْم وكُرَيْب : هي مدنية.
وقال ابن عباس ، والكلبى ، وقتادة : الواقعة مكية إلا آية واحدة
(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82).
وقيل في سورة المجادلة : هي مدنية إلا قوله : (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ
إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ) الآية ..
وقيل في الصف والجمعة : هما مدنيتان ، وقيل : مكيتان .
(1/63)
وكذلك
التغابن.
وقال ابن عباس وقتادة في سورة (ن) : من أولها إلى قوله : (عَلَى الْخُرْطُومِ) مكي
، ثم إلى قوله : (أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)
مدنيّ ، ثم إلى قوله : (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) مكى ، ثم إلى قوله : (مِنَ
الصالِحِينَ)
مدنيّ ، ثم إلى آخرها مكى.
والمرسلات مكية كلها ، وقد رُوي عن ابن مسعود أنها نزلت على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن.
قال : ونحن بحراء ، ويقال : إن فيها من المدنى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا
لَا يَرْكَعُونَ (48).
واختلف في المطففين ، فقيل : هي أول ما نزل بالمدينة ، وعن ابن
عباس أنها مكية.
وسورة القدر مدنية ، وقيل : مكية نزلت بين عبس والشمس.
وقال قتادة ، وكريب : وجدنا في كتاب ابن عباس : (لَمْ يَكنْ) البينة
(1/64)
مكية
، وكذا روي عن مجاهد ، وقال ابن الزبير ، وعطاء بن
يسار : هي مدنية.
وقال مجاهد في : (إِذَا زُلْزِلَت) : هي مكية ، وغيره يقول :
مدنية.
وكذلك القول في العاديات و (أرَأيتَ) الماعون
مكية ، وقال جويبر ، عن الضّحاك : مدنية ، وقال قوم : هي مكية إلا
قوله عز وجل : (فَوَيْل لِلْمُصَلين)
نزلت في المنافقين.
واختلف في سورة الإخلاص ، وقد سبق قول عطاء بن أبي
مسلم : إنها مكية ، وهو يروي جميع ما ذكره عن ابن عباس.
وكذلك قال
(1/65)
كريب
، ونافع بن أبي نعيم ، وقال مجاهد ، ومحمد بن كعب القرظيّ.
وأبو العالية ، والربيع وغيرهم : إنها مدنية ، وهو الصحيح ، إن شاء
الله.
والفلق والناس من المدنى ، وقيل : من المكي.
فهذا جميع المختلف في تنزيله ذكرته ، وما لم أذكره من السور فلا
خلاف فيه ، وهو على ما ذكره عطاء الخراسانى في المكي والمدنى.
قوله عز وجل : "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1).
(أنزلناه) : يعني : القرآن.
قال ابن عباس ، والشعبى ، وابن جُبَيْرٍ :
أنزل الله القرآن كله جملة واحدة في رمضان إلى سماء الدنيا ، فإذا أراد الله
عز وجل أن يُحدِث في الأرض شيئاً أنزل منه ، حتى جمعه.
وهي
(1/66)
الليلة
المذكورة في سورة الدخان.
فإن قيل : ما في إنزاله جملة إلى سماء الدنيا ؟
قلت : في ذلك تكريم بني آدم ، وتعظيم شأنهم عند
الملائكة ، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ، ورحمته لهم.
ولهذا المعنى أمر سبعين ألفاً من الملائكة ، لما أنزل سورة الأنعام ، أن تزفها ،
وزاد سبحانه في هذا المعنى بأنْ أمر جبريل عليه السلام بإملائه على السفَرَة
الكرام البَرَرَة عليهم السلام ، وإنساخهم إياه ، وتلاوتهم له.
وفيه أيضاً إعلام عباده من الملائكة ، وغيرهم أنه علام الغيوب ، لا يعزب عنه شيء ؛
إذ كان في هذا الكتاب العزيز ذكر الأشياء قبل وقوعها.
وفيه ، أيضاً التسوية بين نبينا - صلى الله عليه وسلم - وبين موسى عليه السلام في
إنزال كتابه جملة ، والتفضيل لمحمد - صلى الله عليه وسلم - في إنزاله عليه
مُنَجماً ، ليحفظه.
قال الله عز وجل : (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ)
وقال عز وجل : (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى) ، وكان جبريل يلقى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في كل عام في رمضان يعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
القرآن ، وعارضه في العام الذي
قبض فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين.
فأين هذا من أمر التوراة ؟!.
وفيه أيضاً ، أن جناب العزة عظيم ، ففي إنزاله جملة واحدة ، وإنزال الملائكة له
مُفَرقاً بحسب الوقائع ما يوقع في النفوس تعظيم شأن الربوبية.
فإن قيل : قوله عز وجل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) إخبار عن
القرآن.
(1/67)
أفما
هذه السورة مما أنزل فيِ ليلة القدر ؟
قلت : هي مما أنزل في تلك الليلة كما أنزل فيها (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ)
و (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وكما قال تعالى : (إِنَّ هَذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) و (هَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ
أَنْزَلْنَاهُ).
حدثنا الغزنوي ، رحمه الله ، بإسناده المتقدم إلى أبي عيسى
الترمذي ، رحمه الله ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن عَبْدَة بن أبي
لُبَابَة ، وعاصم سمعا زِر بنَ حبَيْش يقول : قلت لأبى بن كعب :
(1/68)
إن
أخاك عبد الله بن مسعود ، يقول : من يقم الحول ، يصب ليلة القدر.
فقال : يغفر الله لأبي عبد الرحمن ، لقد علم أنها في العشر الأواخر من
رمضان ، وأنها ليلة سبع وعشرين ، ولكنه أراد ألا يَتكل الناس ، ثم حلف لا
يستثني أنها ليلة سبع وعشرين.
قال : قلت له بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟
قال : بالآية التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"أن الشمس تطلع يومئذٍ لا شعاع لها".
وهو حديث صحيح.
وروى عبد الله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"من كان متحريها فليتحرها في ليلة سبع وعشرين ".
ومن العجائب أن هذه السورة ثلاثون كلمة على عدد أيام الشهر.
فعدَها ابن عباس ، فوافق قوله عز وجل : (هي) فاستدلَّ بذلك على أنها
(1/69)
ليلة
سبع وعشرين ؛ لأن (هي) من كلمات السورة السابعة بعد
العشرين.
وقيل : إنها تختلف ، فتكون مرة في ليلة سبع وعشرين ، ومرة في غيرها.
يدل على ذلك ما روى أبو سعيد ، رحمه الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه
قال : (رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطين ".
قال أبو سعيد : فأبصرت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى جبهته ،
وأنفه ، أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين ، وكان المسجد قد وكف.
وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه بالتماسها ليلة ثلاث وعشرين .
(1/70)
وعنه
- صلى الله عليه وسلم - : "التمسوها في الخامسة والسابعة والتاسعة".
وذلك لما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تنتقل فيما أُرِي ، والله أعلم.
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "نزلت صحف إبراهيم عليه السلام أولَ ليلة
من شهر رمضان ، ونزلت التوراة على موسى عليه السلام في ست من شهر رمضان ، ونزل
الزبور على داود عليه السلام في اثنتي عشرة من شهر رمضان ، ونزل الإنجيل على عيسى
عليه السلام في ثماني عشرة من شهر رمضان ، وأنزل الله الفرقان على محمد - صلى الله
عليه وسلم - في أربع وعشرين من شهر رمضان ".
فهذا الإنزال يريد به ي أولَ نزول القرآن عليه.
وقوله عز وجل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
يشمل الإنزالين.
ومعنى ليلة القدر : ليلة الجلالة والعظمة.
(1/71)
وقيل
: القَدْرُ : مصدر من قولهم : قَدَرَ الشيْءَ يَقْدِرُهُ قَدْراً.
لأن الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره ، أو لأن القرآن أنزل فيها ، وفيه
تِبيان كل شيء.
* * *
أَسمَاءُ القُرآن
القرآن اسم من أسماء هذا الكتاب العزيز ، وهو منقول من المصدر.
ودخول اللام فيه كدخولها في الفضل ودخولها في الفضل كدخولها في
العباس ، وإنما تدخل في العباس ، ونحوه ؛ لأنها بمنزلة الصفات الغالبة
نحو : الصعِق. كذا قال سيبويه ، والخليل.
وكأنه أراد الذي يعبس ؛ فلهذا المعنى دخلت اللام ، ومن لم يرد هذا المعنى قال :
عباس ، وحارث ، ويدل على صحة مذهبهما أنهم لم يدخلوا اللام في ثور وحجر ونحو ذلك
مما نقل إلى العلمية ، وليس بصفة ، ولا مصدر ، وإنما دخلت اللام فيما نقل عن
المصدر ؛ لأن المصدر يوصف به ، فهو كالحارث.
وأيضاً فإنهم إذا قالوا : الفضل لحظوا فيها معنى الزيادة ، كما لحظوا
المغنى المقدم ذكره في الصفة.
والقرآن : معناه : الجمع ، من قولهم قرأت الشيء ، أي جمعته ؛ يدل
على ذلك قوله عز وجل : (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)
أي : فإذا جمعناه فاتبع جمعه .
(1/72)
فإن
قيل : فكيف يصح على ما ذكرت من أن معناه الجمع أن يقال :
إن علينا جمعه وجمعه ، وقد قال الله عز وجل : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ (17) ؟
قلت : قال أبو علي : الجمعٍ أعم ، والقرآن أخص.
فحسن التكرير لذلك ، كما يجوز : أعلمْتُ زيدا ، وأنذرته ؛ لأن الإنذار
أخص ؛ لأن كل منذر مُعلم وليس كل مُعْلم مُنذراً.
كذلك قرأت وجمعت ، قرأت أخص من جمعت ، وإذا جاز استعمال المعنى الواحد بلفظين
مختلفينَ نحو : أقوى وأقفر فأن يجوز فيما تختص فيه إحدى الكلمتين بمعنى ليس للأخرى
أولى
وعن ابن عباس : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ألقى إليه جبريل عليهما
السلام القرآن يعجل لحرصه ، وخوفه أن ينساه ، فيساوقه في قراءته ، ويحرك شفتيه ،
وحرك ابن عباس شفتيه ، فقيل له : لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه لك
وقرآنه .
(1/73)
ووزن
قُرْآن : فُعْلان ، وحقه ألَّا ينصرف ، للعلمية والزيادة.
فأما قوله عز وجل : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ
كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي
عِوَجٍ)
فقال أبو علي : قرآنا : حال من القرآن في أول الآية.
قال : ولا يمتنع أن يتنكر ما جرى في كلامهم معرفة من نحو هذا.
قال : من ثم أجاز الخليل في قولهم :
ياهِنْدُ هِنْدٌ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ
(1/74)
أن
يكون المعنى : يا هند أنت هند بين خلب وكبد ، فجعله نكرة.
لوصفه له بالظرف قال : ومثل ذلك قوله :
علا زيدنا يوم النقا رأسَ زيدكم
وأما قوله عز وجل : (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ)
فقال أبو علي : يجوز أن يكون مفعولاً. والتقدير : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ
وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) وأنزلنا قرآناً - ، قال : ولا يجوز أن ينتصب على الحال
من أجل حرف العطف.
قال : ألا ترى أنك لا تقول : جاءني زيد وراكباً.
قال : ويجوز أن يعطف على ما يتصل به على حذف المضاف.
أي : (وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً) وذا قرآن.
وكان ابن كثير لا يهمز القرآن ، ويقول : القرآن إنما هو اسم مثل التوراة ،
والإنجيل ، وجوز أن يكون من "قرنت الشيء بالشيء".
قال أبو علي : وهذا سهو ممن ظنه ، لأن لام الفعل من قرأت هَمْزة ، ومن قرنت نون ،
والنون في قرآن
(1/75)
زائدة.
وفي قرنت أصل ، وهي لام الفعل. قال : ونرى أن الإشكال وقع له
من أجل تخفيف الهمزة من قُرآن لَمَّا حذفت ، وألقيت حركتها ، فصار
لفظه كلفظة فُعَاْل من قُرَان وليس مثله.
قال : ولو سميت رجلًا بقُران مخفف الهمزة لم تصرفه في المعرفة.
كما لا تصرف عثمان اسم رجل ، ولو سميته بقرآن من قرنت لا نصرف.
وهذا سهو من أبي علي ، وما كان مثل هذا يذهب على ابن كثير ، وإنما
ذهب ابن كثير إلى أنه اسم من أسماء الكتاب العزيز ، فيكون على قوله له
اسمان : قرآن من قرأت ، وقُران من قرنت.
وهذا واضح لا إشكال فيه.
ومن أسمائه الفرقان
قال الله عز وجل : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ)
وهو منقول من المصدر ، وهو من المصادر التي جاءت على فُعْلان نحو :
الغُفْران والكُفْران ، وقال أبو عبيدة : "تقديره قولهم : رجل قُنْعان.
أي يرضى به الخصمان ويقنعان " فهو على هذا منقول من الصفة.
وإلى هذا القول ذهب أبو علي ، وإنما ذهب أبو علي في القرآن إلى أنه
مصدر في الأصل ، وفي الفرقان إلى ما ذكرناه.
قال : لأن الدلالة قد قامت
(1/76)
علىٍ
أن القرآن لا يجوز أن يكون صفة ، كما قامت على جواز كون الفرقان
صفة.
قال : وذلك أن الله عز وجل قال : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)
فلو كانت صفة لم تجز هذه الإضافة ؛ لأن الصفة لا تضاف إلى الفاعل ؛ لأن
اسم الفاعل هو الفاعل في المعنى ، والشيء لا يضاف إلى نفسه.
قال : فلو كان القرآن صفة ، كما أن الفرقان صفة في قول أبي عبيدة لم
تجز فيه هذه الِإضافة ، فدل جوازها على أنه مصدر في الأصل ، ولا يمتنع
أن يضاف المصدر إلى الفاعل. كما لا يمتنع إضافته إلى المفعول ؛ لأنه
غير الفاعل ، كما أنه غير المفعول.
وأجاب عن أنه لو كان صفة لجرى على موصوف كما قيل : رجل قُنْعان وأُجري صفة على
موصوف ، فقال : لا يمتنع أن يكون صفة ، وإن لم يجرِ على الموصوف ؛ لأن كثيراً من
الصفات استعمل استعمال الأسماء : من ذلك : هذا عبد ، ورأيت عبداً ، وهو في الأصل
صفة ، ولا يكادون يقولون : رجل عبد ، وكذلك صاحب ؛ ولذلك لم تعمل إعمال أسماء
الفاعلين نحو : ضارب ، وآكل ، وحسن لهذا ترخيمه في نحو :
أَصَاحِ تَرَى بُرَيْقَاً هَبَّ وَهْنَاً . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1/77)
وإن
لم يرخموا من هذا الضرب من الأسماء غيره.
قال : وكذلك الأجرع ، والأبطح ، والأدهم ، ولذلك كسروه أجارع وأباطحٍ وأبارق.
ولو لم تستعمل استعمال الأسماء لما تَعَدَّوا فيه فُعلا وفعلانا.
كأحمر ، وحُمْر وحُمْران.
فإذا كثر في كلامهم هذا النحو من الصفات التي
جرت مجرى الأسماء في أنها لمَ تجرِ على الموصوف ، وفي أنها كسرت
تكسير الأسماء ، لم يدل امتناعهم من إجراء الفرقان صفة على موصوفه
على أنه ليس بصفة.
قال : ويقوي كونه صفة مجيئه على وزن جاءت عليه الصفات
كعُرْيان ، وخُمْصان.
وقال أبو عبيدة في قول الله عز وجل : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ)
وفي قوله تعالى : (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ)
(1/78)
(الفرقان)
ما فرق بين الحق والباطل ، ؛ لأن
المسلمين علت كلمتهم يوم بدر بالقهر والغلبة ، كما نصروا في الفرقان
بالحجة.
وقيل : المعنى في قوله عز وجل : (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ
وَالْفُرْقَانَ) وآتيناكم الفرقان كقوله :
. . . . . . . . . .. مُتَقَلًداً سيفاً ورمحا
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوْسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ) يبطل هذا
التأويل ، ولكن يجوز في الآيتين جميعاً أن يريد بالفرقان البرهان الذي فرق
بين الحق والباطل. نحو : انقلاب العصا ، وخروج اليد بيضاء من غير
سوء ، وغير ذلك من الآيات ، أو الشرع الفارق بين الحلال والحرام.
(1/79)
وقيل
الفرقان : انفراق البحر ، وردَّ أبو علي هذا القول ؛ لأن
الفرقان قد استعمل في هذه الآيات في معانٍ لا في أعيان ؛ ولأن مصدر
فرقت قد جاء في القرآن (فرقاً) ولم يجئ : (فرقاناً) قال : وإن كان
بعض أمثلة المصادر قد جاء على مثال فُعْلان.
قال أبو عبيدة : "سمي فرقاناً لأنه فرق بين الحق والباطل ، والمؤمن
والكافر" ، وقال أبو عبيدة : الفرقان عند النحويين مصدر فرقت بين
الشيء والشيء أفرق فرقاً وفرقاناً.
وعن ابن عباس : الفرقان المخرج ، قال الله تعالى : (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ
يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) أي بياناً ، ومخرجاً من الشبهة ، والضلال.
وأنشدوا لمزرّد :
بادر الليل أن يبيت فلما . . . أظلم الليل لم يجد فرقانا
(1/80)
ومن
أسمائه الكتاب :
سمي بذلك لأن الكَتْب : الجمع ، يقال : كتب إذا جمع الحروف
بعضها إلى بعض.
وتكتب بنو فلان أي اجتمعوا ، فسمي بذلك لما
اجتمع فيه من المعاني كالأمر والنهي ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ
والمنسوخ ، والحلال والحرام ، ونبأ ما كان وما يكون وما يحتاج إليه من أمر
الدين ، وتفصيل ما اختلف فيه من الأحكام.
قال الله عز وجل : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)
وقال عز وجل : (مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
(111).
ولذلك سُمِّي قرآنًا ، لأنه قد جمع فيه كل "شيء.
وقال أبو عبيدة : "سمي قرآنًا ؛ لأنه جمع السور وضمها ، وكذلك نسميته بالكتاب
أيضاً".
وقال أبو علي : الكتاب مصدر "كتب" قال : ودليل ذلك انتصابه
عما قبله في قوله ، عز وجل (كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ)
وقوله : (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا
مُؤَجَّلًا)
قال : فمذهب سيبويه في هذا النحو أنه لما قال : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ
أُمَّهَاتُكُمْ)
(1/81)
دل
هذا الكلام على "كُتِبَ عَلَيْكُمْ" ، وكذلك
قوله عز وجل : (وَمَا كَانَ لِنَفْس أنْ تَمُوتَ) دل على "كتب الله
موته".
ومدة حياته ، فانتصب بـ "كتب" الذي دل عليه الفعل المظهر.
قال : ومذهب غيره ، من أصحابه ، أنه انتصب بالفعل الظاهر.
وكيف كان الأمر فقد ثبت من ذلك أن الكتاب مصدر كالوعد.
والصنع من قوله عز وجل : (وَعْدَ اللَّهِ)
و (صُنْعَ اللَّهِ) في انتصابهما بما ذكر قبلهما من قوله عز وجل : (وَهِيَ تَمُرُّ
مَرَّ السَّحَابِ) وقوله عز وجل : (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ
(3) فِي بِضْعِ سِنِينَ) ثم قال بعد ذلك (وَعْدَ اللَّهِ)
قال : وسُمي به التنزيل بدلالة قوله عز وجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) ثم قال : والمراد بالمصدر
الذي هو الكتاب : المكتوب ، كما يقال : الخلق ، ويراد به المخلوق لا
الحدث ، تقول : جاءني الخلق ، وكلَّمت الخلق ، والدرهم ضرب الأمير.
والثوب نسج اليمن ، أي : مضروبه ، ومنسوج اليمن.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"الراجع في هبته" أي : موهوبه.
(1/82)
قال
: فما تأولناه في قولنا في الكتاب المسمى به التنزيل : إنه يراد به
المكتوب ، أرجح عندي من قول بن قال : إنه سُمِّي بذلك لما فرض فيه.
وأوجب العمل به. قال : ألا ترى أن جميع التنزيل مكتوب ، وليس كله
مفروضاً.
قال : وإذا كان كذلك كان العامل الشامل لجميع المسمى أولى
مما كان بخلاف هذا الوصف.
وهذا الذي رجحه أبو علي ليس براجح ؛ لأن قولهم : هذا الدرهم ضرب الأمير قد علم
المراد منه ، وأن الضرب
الذي هو الغلض الذي قد انقضى ، وذهب ، لا يصح أن يكون موجوداً.
ومشارًاً إليه ، فتعين أن المراد بالضرب المضروب ، وليس كذلك الكتاب ؛
لأنه اسم منقول من المصدر كفضل ، وإنما سُمِّي القرآن كتاباً ؛ لأن
معنى "كتب الشيء" جمعه ، وضم بعضه إلى بعض ، وكذلك القرآن.
وقول من قال : إنما سُمِّي كتاباً ؛ لأنه يقال : كتب الله كذا بمعنى أوجبه.
وفرضه ، كقوله عز وجل : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا
أَنْفُسَكُمْ) فسمِّي القرآن كتاباً لما فيه من الواجبات التي كتبها أرجح من قول
أبي على ؛ لأن الشيء يُسفى ببعض ما فيه ، ثم إن قول أبي على يوهم
أن ليس إلَّا هذا القول ، وقوله. وأوضح من القولين ، وأصح قول من قال :
هو مَنْقُول من المصدر الذي هو معنى الجمع ، والضم.
ومن أسمائه الذكر
قال الله عز وجل : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ (9)
(1/83)
وهو
منقول من المصدر. والذكر : الموعظة ، والذكر :
الشرف ..
ومن أسمائه الوحي
قال المؤمنون كلهم : القرآن كلام الله ، ووحيه ، وتنزيله.
وقال الله عزَّ وجلَّ : (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) وهو من قولهم :
وحى يحي وحياً ، قال الشاعر :
وَحَى لها القرارَ فاسْتَقَرَّتِ
ويقال : أوحى يوحي إيحاءً ، ومعناه : الإفهام بإيماء ، أو إشارة.
وقال بعض العلماء : الوحي قذف في القلوب ، فكأنه سمي وحيًاً ؛ لأن الملك
كان يَفْهَمُه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يفهم عنه سواه ، كما سمْوا ضرب
الأمثال وحياً من جهة اللفظ ، وذلك أن يضرب الرجل لصاحبه مثلًا فيعرف به أمرا
بينهما ، ولا يفهمه سواه.
وكل من أشار إلى معنى من غير إفصاح ، فبلغ
بذلك المراد ، فقد أوحى.
ومن أسمائه التنزيل
(1/84)
يقال
: جاء في التنزيل كذا ، كما يقال : جاء في القرآن ، وهو منقول
من المصدر ، يقال : نزل تنزيلًا ، قال الله عز وجل : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ).
ومن أسمائه القصص
قال الله تعالى : (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ)
والقصص ، في العربية : اتباع الأثر ، قال الله عز وجل : (فَارْتَدَّا عَلَى
آثَارِهِمَا قَصَصًا) قال الله عز وجل : (قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى
إِلَيَّ مِنْ رَبِّي)
وأمر القرآن قصصه الذي قصه : أي اتبعه ، وألقاه إلى غيره كما قفاه ، واتبع فيه أثر
الملك.
ومن أسمائه الروح
قال الله عز وجل : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا)
سُمِّي روحًا ؛ لأنه تحيى به القلوب ، والدين ، قال الله عز وجل :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا
دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).
ومن أسمائه المثاني
قال الله عز وجل : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا
مَثَانِيَ)
(1/85)
سُمِّي
مثاني ؛ لأن القصص ، والأنباء ثنيت فيه : أي كررت.
يقال : ثنيت الشيء إذا كَررْتَه.
وسماه الله عز وجل الهُدى ، والبيان ، والتبيان
والموعظة ، والرحمة ، والبشير ، والنذير ، والعزيز الذي
لا يرام ، فلا يُؤتى بمثله ، ولا يستطاع إبطاله ، والحكيم ، وهو إما بمعنى
المُحْكَم ، بفتح الكاف ، أو المحكِم ، بكسرها من قولهم : حَكَمَةُ
الدابة لأنها تردها عن الجور ؛ لأنه يرد العباد إلى القصد.
والمهيمن ، وهو الشاهد ، والبلاغ ، قيل : - لأنه يكفي من غيره.
والشفاء ، والمجيد ، لشرفه على كل كلام ، والنور ، قال الله عز
وجل : (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15).
وتسمَّى فاتحة الكتاب أيضاً المثاني ، فهو اسم مشترك ، وتسمى
سورة الحمد أُم الكتاِب ، وفاتحة الكتاب.
سميت أم الكتاب ؛ لأن أمم كل شيء أصله ، ولما كانت مقدمة الكتاب العزيز ، فكانت
كأنها أصله.
قيل لها أم الكتاب ، وأم القرآن ، وسفيت الفاتحة ؛ لأن القرآن العزيز افتتح بها.
ومن قال : إنها أول ما نزل ، قال : سميت فاتحة الكتاب ؛ لأن الوحي افتتح
بها.
وروى أبو هريرة ، وأبى بن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(1/86)
"هي
أم القرآن ، وهي السبع المثاني ، وهي فاتحة الكتاب".
وسميت السببع المثاني ؛ لأنها تُثَنى في كل ركعة ، وقيل : لأنها نزلت بمكة ، ثم
ثُنَيَت فنزلت بالمدينة ، وقيل : لأن الله عز وجل استثناها لهذه الأمة ، وذخرها
لها مما أنزله على غيرها ".
ومنع أنس ، وابن سيرين أن تسمَّى أم الكتاب ، وأم القرآن ، قالا :
لأن ذلك اسم اللوح المحفوظ ، قال الله عز وجل : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
لَدَيْنَا) والحديث يردُّ ما قالا ، وقد تكون الأسماء مشتركة.
فإن قيل : فما فائدة نزولها مرة ثانية ؟
قلت : يجوز أن تكون نزلت أول مرة على حرف واحد ، ونزلت في الثانية ببقية وجوهها
نحو : "ملك ومالك" و " السراط / والصراط ، ونحو ذلك.
(1/87)
وفي
القرآن العزيز السبْع الطوَل البقرة وآل عمران والنساء والمائدة
والأنعام والأعراف ويونس ، وقيل : براءة.
وقد توهم عثمان رضي الله عنه أن الأنفال وبراءة سورة واحدة ؛ فلذلك وضعها في السبع
الطوَل ، ولم يكتب بينهما البسملة ، وكانتا تدعيان في زمن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - القرينتين.
والطُوَل : جمع طُولى ، والطولى تأنيث الأطول ، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -
:
"أعطاني ربي مكان التوراة السبع الطوَل ، ومكان الإنجيل المثاني " وهي
السور التي ثنيت فيها القصص.
وفي القرآن المئون ، وهو ما بلغ مئة آية ، أو ما قرب من ذلك.
وفي القرآن المفصَّل ، وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"أعطيت السبع الطوَل مكان التوراة ، وأعطيت المئين مكان الإنجيل ، وأعطيت
المثاني مكان الزبور ، وفضلت بالمفصَّل وسمِّي المفصَّل بذلك لكثرة انفصال بعضه من
(1/88)
بعض
، وسمي المفصَّل أيضاً المُحْكَم ؛ لأنه لم ينسخ منه شيء.
وأول المفصَّل سورة الحجرات ، وقيل : سورة (ق) ، وعن ابن عباس :
المفصَّل أوله من سورة (والضحى) ؛ لأنه يفصل من تلك السورة بين كل
سورتين بالتكبير.
وعن زِر بن حُبَيْش : قرأت القرآن كله في المسجد الجامع بالكوفة
علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، فلما بلغت
الحواميم ، قال لي أمير المؤمنين : يا زر : قد بلغت عرائس القرآن.
وقال بعض الأئمة من السلف رضي الله عنهم : في القرآن ميادين ، وبساتين
ومقاصير ، وعرائس ، وديابيج ، ورياض.
فميادين القرآن ما افتتح بـ (الم) وبساتينه المفتتح ب (الر) ، ومقاصيره الحامدات ،
وعرائسه المسبحات.
وديابيجه آل حم ، ورياضه المفصَّل.
وقالوا : الطواسين ، والطواسيم وآل حم ، والحواميم ، وأنشد أبو عبيدة :
وبالطواسيم التي قد ثُلِّثت . . . وبالحواميم التي ق دسُبِّعت
(1/89)
وألقاب
سور القرآن : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، وتسمَّى سورة
العقود بالعقود والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال ، وبراءة وكانوا
يسمونهما القرينتين ، وتسمَّى براءة سورة العذاب ، قال حذيفة رحمه الله :
إنكم تسفونها سورة التوبة ، وإنما هي سورة العذاب.
والله ما تركتْ أحداً إلَّا نالت منه ، وتسمَّى المقشقشة ؛ لأنها تقشقش من النفاق
أي تبرئ منه ، وتسمَّى المبعثرة ؛ لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين. والحافرة ؛
لأنها حفرت عن أسرارهم ، والمخزية ، والفاضحة ، والمنكلة والمدمدمة ، والمشرِّدة ،
وسورة التوبة ؛ لقوله عز وجل : (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ) إلى قصة
كعب بن مالك ، ومُرارة بن الربيع ، وهلال
بن أمية ، وسورة يونس عليه السلام ، وسورة هود عليه السلام ، وإنما
(1/90)
سُميت
به دون من ذكر فيها من الأنبياء لخفة اسمه ، ولم يقل : سورة نوح ؛
لأن السورة الأخرى تسمى سورة نوح ، ولم يقل : سورة لوط ؛ لأن قصته لم
ينفزد بها دون إبراهيم عليه السلام ، وسورة يوسف عليه السلام ، وسورة
الرعد ، وسورة إبراهيم عليه السلام ، وسورة الحجر ، وسورة النحل.
وتسمى سورة النعم ، وسورة النعيم ، وسبحان ، وتسمى سورة الإسراء.
وسورة بني إسرائيل ، وسورة الكهف ، وكهيعص ، وتسمى سورة مريم عليها
السلام ، وطه ، وتسمى سورة الكليم ، وسورة "اقترب " الأنبياء.
وتسمى سورة الأنبياء عليهم السلام ، وسورة الحج ، وقد أفلح ، وتسمى
سورة المؤمنين ، وسورة النور ، وسورة الفرقان ، وطسم ، وتسمى الشعراء ، وطس ،
وتسمى سورة النمل ، وسورة سليمان عليه السلام ، وطسم.
وتسمى سورة القصص ، و (المَ أحَسِب الناسُ)
وتسمى سورة العنكبوت ، و (ألمَ غلِبتِ الرومُ) ، وتسمى
سورة الروم ، والسورة التي بعدها تسمى سورة لقمان ، وبعدها
السجدة ، وبعدها الأحزاب ، وبعدها سورة سبأ ، وبعدها فاطر ، وتسمى
سورة الملائكة ، وبعدها يس ، وهي قلب القرآن ، وقال - صلى الله عليه وسلم - :
"وقلب القرآن يس " ، وبعدها "والصافات " وسورة (ص) وتسمى سورة
داود عليه السلام ، وسورة الزمر ، وتسمى سورة الغرف ، وسورة غافر ، وتسمى سورة
المؤمن ، وحَم السجدة ، وتسمى فصلت ، وتسمى أيضاً سورة المصابيح ، وحم عسق ، وتسمى
الشورى ، ويليها الزخرف ، ثم الدخان ، ثم الجاثية ،
(1/91)
وتسمى
الشريعة ، ثم الأحقاف ثم سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - وتسمى سورة القتال ، ثم
سورة الفتح ، ثم الحجرات ، ثم سورة (ق) ويقال لها : سورة الباسقات ، ثم الذاريات ،
ثم الطور ، ثم النجم ، ثمً (افتربت الساعة) وتسمى سورة القمر ، ثم سورة الرحمن عز
وجل ، ثم الواقعة ، ثم
الحديد ثم المجادلة ، ثم الحشر ، ثم سورة الممتحنة ، بفتح الحاء.
والممتحَنة : سُبَيْعَة بنت الحارث ، وتسمى أيضاً سورة المودَّة ، وسورة
الامتحان ، ثم سورة الصف ، وتسمى سورة الحواريين ثم سورة الجمعة.
ثم سورة المنافقين ، ثم سورة التغابن ، ثم سورة الطلاق ، وتسمى سورة
النساء القصرى ، ثم سورة التحريم ، وتسمى أيضاً سورة النبي - صلى الله عليه وسلم -
، ثم تبارك ، وتسمى الملك ، والواقية ، والمنجية ، والمانعة ، والمنَّاعة ، ثم
سورة (ن) وتسمى سورة القلم ، ثم الحاقة ، ثم سأل سائل ، ويقال لها : سورة الواقع ،
وسورة المعارج ، ثم سورة نوح عليه السلام ، ثم (قل أوحي) ، وتسمى سورة الجن ،
وسورة الوحي ، ثم سورة المزمل ، ثم سورة المدثر ، ثم سورة (لا أقسم) وتسمى سورة
القيامة ثم (هل أتى)
وتسمى سورة الإنسان ، ثم المرسلات ، ثم (عم يتساءلون)
وتسمى سورة النبأ ، وسورة التساؤل ، ثم النازعات ، وتسمى
سورة الساهرة ، وسورة الطامة ، ثمَّ (عبس) وتسمى سورة السفرة ، ثم
(إذا الشمس كورت) ويقال لها : سورة التكوير ، وتسمى
أيضاً (كُوِّرَتْ) ثم (إِذَا السماءُ انْفَطَرَتْ) ويقال لها :
(1/92)
سورة
الانفطار ، وتسمى أيضاً (انفطرت) ، ثم المطففين ، وتسمى سورة
التطفيف ، ثم (إِذَا السمَاءُ الشَقت) ويقال لها : سورة
الانشقاق ، ويقال لها أيضاً : (انشقت) ، ثم سورة البروج ، ثم سورة
الطارق ، ثم سورة الأعلى عز وجل ، ثم سورة الغاشية ، ثم سورة
والفجر ، ثم سورة البلد ، ثم سورة والشمس ، ثم سورة (والليل " ، ثم
سورةً والضحى ، ثم سورة ألم نشرح ، ثم سورة والتين ، ، ثم
سورة اقرأ وتسمى سورة العلق ، وسورة القلم ، ثم سورة القدر ، ثم
سورة لم يكن ، وتسمى سورة البرية ، والبينة ، والقيمة ، والانفكاك ، ثم
إِذا زُلزِلَت ، وتسمى سورة الزلزلة ، والزلزال ، ويقال لها
أيضاً : زلزلت ثم (والعاديات) ثم القارعة ، ثم (أَلْهَاكُمُ)
وتسمى سورة التكاثر ، ثم والعصر ، ثم الهمزة ، ثم سورة الفيل.
ثم سورة قريش ، وهما سورتان ، وعن جعفر الصادق ، وأبي نَهِيْك أن
ذلك سورة واحدة من غير فصل ، ث أرأيت ، وتسمى
سورة الدِّين ، وسورة الماعون ، ثم سورة (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ)
(1/93)
وتسمى
سورة الكوثر ، ثم قل يا أيها الكافرون ، ويقال لها :
الكافرون ، ويقال : سورة الكافرين ، ويقال لها أيضاً : سورة العبادة ، ثم
سورة النصر ، وتسمى سورة التوديع لما فيها من الإيماء إلى وفاة
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم سورة تبت ، وتسمى سورة المسد ، ثم (قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
وتسمى سورة الإخلاص ، وسورة الأساس لاشتمالها على توحيد الله
عز وجل ، وهو أساس الدين ، ثم سورة الفلق ، ثم سورة النَاس.
ويقال لهما : المعوذتان ، والمشقشقتان من قولهم : شقشق البعير إذا هدر.
وشقشق العصفور ، وخطيتب مشقشق وخطيب ذو شِقْمثمقَة ، والشقشِقَة التي
يخرجها البعير من فيه إذا هاج كالرئة ، شبَّه الخطيب بالفحل.
وهاتان سورتان من القرآن بإجماع الأمة.
ويروى عن ابن مسعود أنه كان يحكهما من المصاحف ، ويقول : لا تزيدوا في كتاب الله ما
ليس منه ، فإن كان هذا صحيحًا عنه فسببه أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
. يعوذ بهما سِبْطَيْه ، فظن أنهما عوذتان.
والمسلمون كلهم على خلاف ذلك.
ومثل هذا ما حكي عن أبى أنه زاد في مصحفه سورتين : إحداهما تسمى سورة الخلع ، وهي
: اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك ، ونؤمن بك
(1/94)
ولا
نكفرك ، ونخلع ، ونترك من يهجرك.
وتسمى الثانية سورة الحمد ، وهي : اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ، ونسجد ، وإليك
نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكفار ملحق.
فهذا أيضاً مما أجمع المسلمون على خلافه.
والسورة في اللغة : الرفعة ، والاعتلاء ، قال النابغة :
ألم ترَ أن اللهَ أعطاك سُورةَ . . . يُرى كل مَلْك دونَها يَتَذَبذَبُ"
أي منزلة ، ومرتبة عالية لا ينالها ملك.
وقال عدي :
(1/95)
نَماني
وأَنْماني إلى السوْر والعُلا . . . أبٌ كان أبَّاءَ الذنِيةِ بارعا
ويقال : ساوره أي واثبه ؛ لأن كلل واحد منهما يطلب أن يعلو الآخر.
وسَوْرة الغضب من ذلك ؛ لأن الغضبان يريد أن يرتفع ، ويعلو.
قال أبو عُبَيْدة : وقد تهمز السورة.
قال : فمن همزها جعلها من أسارت ، أي أبقيت بقية ، وفضلة.
قال : كأنها قطعة من القرآن على حدة.
قلت : بل يجوز أن تكون السؤرة ، بالهمز بمعنى السورة ، بغير
همز ، وإنما همزها من همز لمجاورة الواو الضمة ، كما قيل : السؤْق في
السوْق ، فتكون السورة سميت بذلك لرفعتها ، وعلو شانها ، أو لأنها رفعة
ومرتبة لمن أنزلت عليه.
والآية في العربية : الدلالة على الشيء والعلامة ، وسميت آيات
القرآن بذلك ؛ لأنها علامات ، وشواهد ، ودلالات على صدق النبي - صلى الله عليه
وسلم - وعلى الحلال والحرام ، وسائر الأحكام.
وقالوا للراية : آية ؛ لأنها علامة
(1/96)
يستدلون
بها ، وقال زهير :
أَرَانِي إذَا ما شئتُ لاقَيْتُ آيةً . . . تُذَكرُنِي بعضَ الذي كُنْتُ نَاسِيَا
أي علامة وأمارة.
وقال النابغة :
توهمتُْ آيات لها فعرفتُها . . . لِسِتةِ أعوام وَذَاْ العامُ سابعُ
وقال الله عز وجل : (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا)
أي علامة ، ودلالة على صدق ما جاء به نبيكم - صلى الله عليه وسلم - . وقال عز وجل
: (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ)
وأما قولهم : "جاؤوا بآيتهم" ، فقال أبو عمرو : بجماعتهم ، إذا
جاؤوا ، ولم يَدَعُوا وراءهم شيثًا.
وقيل : كان الأصل في قولهم : جاؤوا
(1/97)
بآيتهم
، للراية ، ثم كثر حتى قيل للجماعة : آية ، وإن لم تكن معهم
راية ، قال البُرْج بنُ مُسْهِر :
خَرَجْنَا مِنَ النقْبَيْنِ لا حَى مثلنا . . . بآياتِنا نُزْجِي اللقَاحَ
المَطَافِلا
وقال بعضهم : سُميتَ آيات القرآن بذلك ؛ لأنها جماعة حروف ، أو
كلمات.
وأصل آية عند سيبويه : أَوَية ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها
فقلبت ألفاً ، وجعل سيبويه موضع العين واواً دون الياء ، قال : لأن ما كان
موضع العين منه واو ، واللام ياء أكثر مما موضع العين منه واللام ياء ، لأن
مثل شويت أكثر من حييت.
والنسب إليها أوَوِي.
وقال الفرَاء :
آية : فاعلة ، والأصل أَيَيَة ، ولكنها خففت ، فذهبت منها اللام ، وجمع آية :
آي وآيات وآياي على أفعال ، وأنشد أبو زيد :
(1/98)
لم
يُبْقِ هذا الدهْرُ من آيائِهِ . . . غيرَ أثافيهِ وأَوْتدائِهِ
وآية الرجل : شخصه ، يقال منه : تائيته ، وتآييْته مثل تفعلته وتفاعلته
إذا قصدت آيته.
وقالت امرأة لابنتها :
الحِصْنُ أَدْنى لو تَأئيْتِهِ . . . من احَثْيِكِ التُّرْبَ على الراكبِ -
ويروى : لو تآييته بالمد.
وقوارع القرآن : الآيات التي يُتَعَوذُ بها ، ويُتَحَصنُ ، وسمَيت بذلك ؛
لأنها تقمع الشيطان ، وتقرعه ، وتصرف كل مخوف ، وتدفعه ، كآية
الكرسى ، والمعوذتين ، ويس ، و (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) ونحوها .
(1/99)
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الإفصاح الموجز في إيْضاح اِلمعجز
لاريب في عجز البلغاء ، وقصور الفصحاء عن معارضة القرآن
العظيم ، وعن الإتيان بسورة من مثله في حديث الزمان والقديم ، وذلك
ظاهر مكشوف ومتيقن معروف لا سيما القوم الذين تحداهم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإنهم كانوا ذوي حرص على تكذيبه ، والرد عليه
، وحالهم معه معروفه في معاداته ، ومعاندته ، وإظهار بغضه ، وأذاه ، وقذفه بالجنون
والشعر ، والسحر. فكيف يترك من هذه حاله معارضته ، وهو قادر عليها ، ومماثلته ،
وهو وأصل إلبها ، هذا وهو ينادي عليهم بقوله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ
وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ
بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)
مع ما فيه من سبهم ، وسب آبائهم ، ووصفهم بالجهل ، والعجز ، وإيعادهم بالعذاب ،
والنكال ، وسوء المنقلب ، ورميهم بالكذب ، والافتراء وتقبيح ألافعال ، وتهجين ما
هم عليه من الأحكام الفاسدة ، وإطالة القول في ذلك ، وفي شرح أحوالهم ، واستقباح
أعمالهم فيما أعد لهم من الهوان ، والنكال في الدنيا والضآل.
أليس هذا وشبهه مما يحملهم على المعارضة لو كانوا قادرين عليها.
ومما يجذبهم إلى المناظرة لو وجدوا سبيلاً إليها ، وحالهم في الجدال
معلومة ، وأمورهم في تفاخرهم ، وطلبهم الترفع مفهومة ، وقد كانوا
(1/101)
يجعلون
أموالهم دون أعراضهم ، ويهون عليهم كل مستصعب في بلوغ
أغراضهم ، فإذا هجاهم شاعر جدُّوا في معارضته ، وإجابته ، واستعانوا على
ذلك بمن يحسنه ، ويظهر عليه في مقاولته ، ومحاورته ، فلا ريب إذن في
أنهم راموا ذلك فما أطاقوه ، وحاولوه فما استطاعوه ، وأنهم رأوا نَظْماً عجيباً
خارجاً عن أساليب كلامهم ، ورصفاً بديعاً مبايناً لقوانين بلاغتهم ونظامهم ،
فأيقنوا بالقصور عن معارضته ، واستشعروا العجز عن مقابلته ، وهذا هو الوجه في
إعجاز القرآن ، كما قال بعضهم : القرآن لا يدركه عقل ، ولا يقصر عنه فهم.
وأما ما تضمنه القرآن العزيز من الإخبار عن المغيّب
فليس ذلك مما تحداهم به ، ولكنه دليل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأنه
كلام علام الغيوب وكذلك أيضاً دلالة حال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كونه
أمياً لا معرفة له.
ولا يحسن أن يقرأ ، ولا وقف على شيء من أخبار الأمم الساللَّه حتى إنه لا
يقول الشعر ، ولا ينظر في الكتب ، ثم إنه قد أتى بأخبار القرون الماضية.
والأمم الخالية ، وبما كان من أول خلق الأرض ، والسماء إلى انقضاء
الدنيا ، وهم يعلمون ذلك من حاله ، ولا يشكون فيه ، فهذه الحال دليل
قاطع بصدقه - صلى الله عليه وسلم -.
ولكن إعجاز القرآن من قِبَلِ أنه خارج في بديع نظمه.
وغرابة أساليبه عن معهود كلام البشر ، مختص بنمط غريب لا يشبه شيئاً من
القول فيِ الرصف والترتيب ، لا هو من قبيل الشعر ، ولا من ضروب
الخطب والسجع يعلم من قائله أنه خارج عن المألوف مباين للمعروف.
فتناسب في البلاغة ، متشابه في البراعة ، بريء من التكلف ، منزه عن
التصنع والتعسف. وكلام البشر ، وإن كان من فصيح بليغ ، يظهر فيه.
إذا طال ، تفاوت ، واختلاف ، وإخلال.
والقرآن العزيز على ذوق واحد إن بشر ، أو أنذر ، أو وعظ وحذر ، أو قصَّ وأخبر ، أو
نهى أو أمر.
وليس ذلك لرؤساء الكلام ، وفحول النظام ، فقد يجيد بعضهم المدح ، ويقصر في ضده ،
وفي وصف الخيل ، وسير الليل ، دون وصف الحرب والجود والمطر والسيل.
والقرآن العزيز كله وإن أطَال في هذه المعاني التي
(1/102)
ذكرتها
، أو أوجزَ على قَرِيٍّ واحد لا تعثر فيه على اختلاف ، ولا أنت
لتقصير بواجد.
فلا يشك في صحة نزوله من عند الله عز وجل ذو بصيرة.
ولا قدرة لأحد من البشر على أن يأتي بمثله في إحكام معانيه ، وانتظام
ألفاظه ، وبديع منهاجه.
ولقد عجزت العرب مع قدرتها على التصرف في
الكلام والفصاحة ، وفروع البلاغة عن معارضة سوره ، ومن السور ما
يقل عدده ، وقد أعلمهم أنهم لا يقدرون على ذلك ، فنطق لسان الحال
بعجزهم ، ووقوع إياسهم من الوصول إلى شيء منه ، وانحرفوا إلى القتال.
وبذل الأموال في المعاندة.
فالقرآن إذًا لهذا السبب أعظم آياته - صلى الله عليه وسلم - ، وأوضح الأدلة على
صحة نبوته ؛ ولهذا قال الله عز وجل : (لاَ رَيْبَ فيْهِ)
أي لا يرتاب فيه ذو لب.
فإن قيل : ما معنى قولكم : النظم الغريب ، والرصف العجيب ؟
وهل ثم زائد على تعليق الكلام بعضه ببعض ؟
وذلك الاسم بالاسم ، والفعل بالاسم ، والحرف بهما ؟.
وهذا موجود في كلام العرب.
فبأي شيء باين القرآن كلام العرب ؟
قيل : ما كل ما يحيط به العلم تؤديه الصفة ، ولكن ألست تفضل كلام البلغاء ،
والخطباء على غيره ؟
وترى أيضاً فلانًا أبلغ من فلان ، وأخطب ، وأشعر ، وأفصح ؟
فبأي شيء حصلت هذه التفرقة ؟
فكذلك عرفت العرب ، ومن يعلم البلاغة من غيرهم مباينة القرآن
العزيز سائر الكلام ، وذلك بصحة الذوق ، وسلامة الطبع ، ولطف الحس
حتى إن منهم من يعرف شعر الشاعر وإن دلس بغيره ، ويفصله مما دلس
(1/103)
به ،
ويقول : هذا كلام فلان.
ولقد رفع إلى الخليفة شعر صالح بن عبد القدوس في شيء من الكفر ، فلما مثل بين يديه
أنكر أن يكون ذلك من قوله ، فأنشده غير ذلك مما اعترف به ، فقال : هذا من نسبة ذاك
، فقتله.
فانظر كيف عرف شعره ، وأسلوبه ، واتحاد طريقه حتى قضى بأنه كله
شيء واحد ، وإن لم يكن في الثاني شيء مما في الأول.
وقد يكون كلام البشر فصيحًا مليحاً موصوفًا بالجودة ، وإنه مطابق
للمعنى ، سليم من التعمق ، والتعسف ، والتكلف ، بريء من النقصان
والزيادة ، حسن المجاورة ، تتبع الكلمة الكلمة التي تناسبها ، وتكون بها
أولى من غيرها ، خفيف على السمع ، حلو في النطق ، جارٍ على المعتاد
من كلام الفصحاء ، والبلغاء ، ومع ذلك فلا يقارب القرآن في شيء من
ذلك ، ولا يدانيه.
(1/104)
فإن
قيل : فأي فائدة في تكرير القصص فيه ، والأنباء ؟
قيل : لذلك فوائد :
منها : أن يقول المعاند ، والجاحد : كيف أعارض مثلاً قصة موسى.
وقد سردتها ، وأوردتها على أفصح القول ، وأحسنه ، وسبقت إلى ذلك.
فلم يبق لي طريق إلى المعارضة ؟
فيقال له : ها هى قد جاءت في القرآن العزيز على أنحاء ومبانٍ فائت بها أنت ، ولو
على بناء واحد.
ومنها : أنهم لَمَّا عجزوا عن الإتيان بسورة مثله أتاهم بسور مماثلة في
المعنى ، والنظم ، والقصة ؛ وذلك أنْكى لقلوبهم.
ومنها : أن كل واحد لا يقدر على كل سورة ، فجاءت هذه السور فيها
هذه القصص على قدر قوى البشر ، فمن أطاق هذه حفظها ، ومن لم يطق
حفظ الأخرى لينال الضعيف نحو ما نال القوي.
ومنها : أن إعادة هذه القصص المتحدة على الأنحاء المختلفة مع
التماثل في حسن النظم أبلغ في الفصاحة ، وأعظم في المعجزة.
فكانت تلك المعاني كعرائس تجَلَّى في ملابس مختلفة رائقة إذا رأيت الواحدة
قلت : هذه ، فإذا رأيت الأخرى قلت : بل هذه ، فإذا جاءت الأخرى
قلت : لا بل هذه ، حتى لا تُفَضل واحدة على أخرى.
ولا يقدر بليغ ، ولا ناقد في الفصاحة على ذلك أبداً.
فإن قيل : فهل في إقامته البراهين ، وإيراد الدلائل على الوحدانية
بذكر السموات والأرض ، وتصريف الرياح والسحاب ، وبأنه لو كان فيهما
إله آخر لفسدتا.
وعلى البعث بإنزال الماء ، وإحياء الأرض بعد موتها.
وبالنشأة الأولى إلى غير ذلك إعجاز ؟
قلت : الإعجاز من جهة إيراد هذه
(1/105)
الحجج
في الأساليب العجيبة ، والبلاغة الفائقة ، فهو راجع إلى ما قدمناه
من نظم القرآن ، وإعجازه.
وأمَّا كونها براهين قاطعة فهو دليل على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنه
لم يكن من أهل هذا ، ولا قومه ، ولا يعرف شيئاً
منه ، فلا اكتراث بعد ذلك بما أظهره حاسد ، أو معاند ، أو جاهل من شك.
أو ارتياب يظهر لضعيف يُكَفِّرُهُ.
ومن آيات الله عز وجل ، وتمام حكمته أن تعاطى مسيلمة الكذاب
(1/106)
معارضته
، فأتى بما جعله ضُحْكَة للعالمين ليظهر بذلك مضمون خبره
الصادق بأن المعارضة ممتنعة ، وأن المماثلة مندفعة.
ولقد حكي عن عمرو بن العاص . رحمه الله أنه مرَّ باليمامة.
فاتى مسيلمة الكذاب ليختبر ما عنده ، فقال له مسيلمة : ما الذي نزل على
صاحبكم في هذه الأيام ؟
فقال عمرو : نزل عليه : (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
فقال مسيلمة : قد نزل على نحو من هذا.
فقال له عمرو : وما ذلك ؟
فقال : يا وبر يا وبر أذنان وصدر وسائرك حقر نقر
كيف ترى يا عمرو ؟
فقال له عمرو : إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب.
فقد خرج مسيلمة بهذا الكلام عن كلام العقلاء ، ودخل في
(1/107)
تخليط
المجانين.
فأما من قال في قوله - عزَّ وجلَّ - :
"فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)
إن الهاء تعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أي من مثل محمد - صلى الله عليه
وسلم - في أمْيته لا يعرف هو ، ولا قومه ما في القرآن من الأنباء ، واستشهد على
صحة ما ذهب إليه بقوله عزَّ وجلَّ : (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا
إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا)
فكلام من ركب الخطر ، ولم ينعم النظر ؛ لأن كلامه يقتضي أن بعض الناس يقدر على
الإتيان بمثله ، وهم العلماء بالسير ، والممارسون للكتب ، وهذا يبطله قوله عزَّ
وجلَّ : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا
بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88).
والقرآن كلامُ رب العالمين غير مخلوق عند أهل الحق ، وعلى ذلك أئمة
المسلمين كسفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، والشافعى ، وأحمد بن
حنبل ، وعامة الفقهاء ، والعلماء.
وقال جميع المعتزلة : إن كلام الله تعالى مثل كلام المخلوقين وإن البشر يقدرون على
الإتيان بمثله ، وبما هو أفصح منه ، وإنما منعوا من ذلك في بعض الأوقات.
والدليل على
(1/108)
أن
القرآن - غير مخلوق قول الله عز وجل : (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا
أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40).
فلو كان القرآن مخلوقًا لكان مخلوقاً بقول آخر ، وأدى ذلك إلى أن لا يوجد منه
سبحانه فعل أبداً ؛ إذ لا بد أن يوجد قبل ذلك الفعل أفعال هي أقوال ليس لها غاية ،
وذلك محال ، ثم إن المخلوقات قسمان : جِسْمٌ وعَرَض.
فلو كان القرآن مخلوقاً كان إما جسماً ، وإا عَرضاً.
والجسم يقوم بنفسه ، فلو كان القرآن جسمًا لكان
قائمًا بنفسه ، ويلزم من ذلك وجود كلام غير قائم بمتكلم ، ولا يصح أيضاً
أن يكون عرضًا مخلوقًا لأنه لو كان كذلك لم يخل أن يقوم بنفس - البارئ
عزَّ وجلَّ ، أو بغيره ، أو لا في محل.
والله تعالى - عز وجل - ليس بمحل
للحوادث ، فاستحال أن يخلقه في نفسه ، وكذلك لا يصح أن يخلقه في
غيره ؛ لأنه كان يكون كلاماً للذي خلق فيه وصفة له كالعلم ، والإرادة
المخلوقين في الأجسام ، ألا ترى أنهما صفتان لمن قامتا به دون الخالق
لهما ، وكذلك أيضاً يستحيل أن يخلقه لا في شيء ، كما استحال فعل
حركة ولون لا في شيء ، وأيضاً ، فإنه لو كان عرضًا لوجب أن يفنى في
الثاني من حال حدوثه ، ويلزم من ذلك أن يكون البارئ عز وجل في وقتنا
هذا لا آمراً بشيء ، ولا ناهياً عنه ، ولا مخبراً بشيء ، وذلك خلاف ما عليه
الأمة.
وقال شيخ من رؤساء المعتزلة ، يقال له : مَعْمَر : إن الله تعالى
ليس له كلام ، وإن موسى إنما سمع كلام الشجرة ، وإن الله تعالى عز قوله
لم يأمر قط ، ولم ينه عن شيء ، ولا تكلم ألبتة.
نسال الله العفو والعافية مما صارت إليه هذه الفرقة وغيرها من فرق الضلال.
(1/109)
منازلُ
الإِجلال والتَّعْظِيم في فَضائل القرآن العظيم
روي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يقول
الرب عز وجل : من شغله القرآن ، وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ،
وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على
خلقه ".
وعن أبي أمامة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
"من قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة ، ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي
النبوة ، ومن قرأ القرآن كله فقد أوتي النبوة كلها".
وقال مالك بن عُبادة الغافقى : عهد إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة
الوداع فقال :
"عليكمٍ بالقرآن ، فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني ، فمن عقل شيئا
فليحدث به ، ومن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ بيتاً ، أو قال مقعداً من
جهنم"
قال : لا أدري أيهما قال.
(1/110)
وقال
رجل لأبي الدرداء : إن إخواناً لك من أهل الكوفة يقرئونك
السلام ، ويأمرونك أن توصيهم ، فقال : أقرئهم السلام ، واؤمرهم أن يربطوا القرآن
بخزائمهم ، فإنه يحملهم على القصد والسهولة ، ويجنبهم
الجَوْر والحُزُوْنة".
وقال خئاب بن الأرت : - تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك
لست تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
وعن أنس بن مالك قال : - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"القرآن شافع مُشَفعٌ ، وماحِل مُصدقٌ ، من شَفع له القرآنُ يومَ القيامة نجا
، ومَنْ مَحِلَ به القرآنُ
(1/111)
يوم
القيامة كَبَّهُ اللهُ في النار على وجهه ".
وعن أبي تقلابة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد المغانم حين
تقسم ، ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحاً في سبيل الله".
* * *
ذكر فاتحة الكتاب
حدثنا أبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري رحمه الله ، ثنا
أبو الفضل محمد بن ناصر ، ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر
(1/112)
الأنباري
، ثنا أبو علي الحسين بن ميمون بن محمد بن عبد الغفار.
ثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكرياء بن حيويه ، ثنا الإمام أبو
عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائى ، أنا محمد بن
منصور ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن محمود بن الربيع.
عن
(1/113)
عبادة
بن الصامت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب".
وبالإسناد عن النسائي ، أنا محمد بن بشار ، نا يحيى بن سعيد.
ومحمد بن جعفر ، قالا : نا شعبة عن خُبَيْب بن عبد الرحمن عن
حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد بن المُعَلَّى ، قال : "مرَّ بي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا أصلي ، فدعاني ، فلم آتِهِ حتى صليت ، ثم
أتيته ، فقال لي : ما منعك أن تأتيني ؟
قلت : كنت أصلي ، قال : ألم يقل الله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ)
قال : ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ؟
فذهب
(1/114)
ليَخرج
، فذكرته ، فقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
هي السبْع المَثانِي والقرآنُ العظيمُ الذي أوْتيْتُهُ".
وأَظُن ، والله أعلم ، أن أبا سعيد بن المُعَلى ترك قراءة الفاتحة في
صلاته ؟ فلذلك دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن صلاته باطلة ، فأعلمه مكان
الفاتحة وشأنها.
وبالإسناد قال : أنا عمرو بن منصور حدثنا الحسن بن الربيع ، ثنا أبو
الأحوص عن عمار بن زُرَيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جُبَيْر عن
ابن عباس قال : بينا جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ سمع نقيضاً
من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال : هذا باب من السماء قدْ فتح اليوم ، لم يُفْتَح قط ،
فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم ، فقال
: "أبْشرْ بِنُوْرَيْن اثنين أُوْتيْتَهما ، لم يؤتَهُما نبي قبلك : فاتحة
الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة".
وحدثني الغَزْنوي رحمه الله ، بالسند المتقدم إلى الترمذي ، ناقتيبة.
نا عبد العزيز بن محمد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي
هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أبى بن كعب ، فقال
(1/115)
رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - :
"يا أُبي ، وهو يصلى ، فالتفت أبي ، فلم يجبه. وصلى أبي فخفف ، ثم انصرف إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله ، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - : "وعليك السلام ، ما منعك يا أُبي أن تجيبني إذ
دعوتك"
فقال : يا رسول الله : إني كنت في الصلاة ، قال : فلم تجد فيما أوحي إليَّ أن
(اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) " ؟
قال : بلى ، ولا أعود إن شاء الله.
قال : تحب أن أعَلمك سورة لم ينزل في التْوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا
في الزبور ، ولا في الفُرقان مثلها ؟.
قال : نعم يا رسول الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"كيف تقرأ في الصلاة ؟ "
قال : فقرأ أم القرآن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في
الزبور ، ولا في الفرقان مثلها ، وإنها سبع من المثاني ، والقرآن العظيم
الذي أعطيته ".
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن أنس بن مالك ، وعن الترمذي بالإسناد المتقدم.
وكلما أذكره عنه فهو بالسند الذي ذكرته عن الغزنوي رحمه الله ، نا هناد ، نا أبو
معاوية ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن أبي نضرة ، عن أي
سعيد ، قال : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَرية ، فنزلنا بقوم ،
فسألناهم القرَى ،
(1/116)
فلمْ
يُقْرونا ، فلُدع سَيدهم ، فأتوا ، فقالوا :
هل فيكم من يرقي من العقرب ؟
قلت : نعم ، ولكن لا رقيه حتى تعطونا غَنَماً ، قالوا : فإنا نعطيكنم ثلاثين
شاة ، فقبلنا ، فقرأت عليه "الحمد" سبع مرات ، فبرأ ، فقبضنا الغنم.
قال : فعرض في أنفسنا منها شيء ، فقلنا :
لا تَعْجلوا حتى تأتوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما قدمنا عليه ذكرت
له الذي صنعت ، قال : وما علمت أنها رقية ؟
اقبضوا الغنم ، واضربوا لي معكم بسهم ".
قال : هذا حديث حسن صحيح.
قال الئرمذي : ورخص الشافعي رحمه الله للمعلم أن يأخذ على
تعليم القرآن أجرا ، ويرى له أن يشترط على ذلك ، واحتج بهذا
الحديث.
* * *
سورة البقرة :
الترمذي عن أي هُرَيرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن البيت الذي تُقرَأ فيه البقرة لا يدخله شيطان
". هذا حديث حسن صحيح.
وبإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لكل
شىء سَنام ، وإن سنام القرآن سورة البقرة".
(1/117)
وبإسناده
عن أبي هريرة قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَعْثاً ، فاستقرأ كل
رجل منهم - يعني ما معه من القرآن - فأتى على رجل من أحدثهم سناً ، فقال : ما معك
يا فلان ؟
قال : معي كذا وكذا ، وسورة البقرة ، قال : أمعك سورة البقرة ؟
قال : نعم ، قال : إذهب ، فأنت أميرهم ، فقال رجل من أشرافهم : والله ما منعني أن
أتعلم البقرة إلا خشية ألَّا أقوم بها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"تعلموا القرآن ، واقرؤوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه ، وقام به كمثل جراب
مملوء مسكاً يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه ، فيرقد وهو في جوفه كمثل من
أَوْكى على مسك.
وروى أبو عبيد القاسم ، رحمه الله ، عن ابن أبي مريم ، عن ابن
لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سنان ، عن أنس بن مالك قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"إن الشيطان يخرج من البيت إذا سَمِع سورةَ البقرة تُقرأُ فيه ".
وروي عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"اقرؤوا البقرة ، فإن أَخْذَها بَرَكَة ، وتَرْكَها حَسْرة ، وزاد غيره ، ولا
تستطيعها البَطَلَة" .
(1/118)
ما
جاء في آية الكرسي :
في الحديث : "أَعْظمُ سورةٍ في القرآن البقرةُ ، وأعظمُ آيِها آيةُ
الكُرْسِى".
وفيه : "آية - الكرسي خمسونَ كلمةً ، في كل كلمة خمسونَ
بركة ".
ورُوي أن جبريل عليه السلام قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - :
"إن عِفْريتاً من الجِن يَكِيْدُكَ ، فإذا أَويتَ إلى فِراشك فاقرأ آيةَ
الكرسى.
وعن عليٍّ عليه السلامٍ : ما أرى أن رجلًا ولد في الإسلام ، أو
أدرك عقله الإسلام يبيت أبدا حتى يقرأ الآية : (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
ولو تعلمون ما هي ؟ إئما أُعْطِيها نَبِيكُم من كنْز تحتَ العَرْشِ ، ولم
يُعْطَها أحدٌ من قبل نبيكم ، وما أتت ليلةٌ قطْ حتى أقرأَها ثلاثَ مَراتٍ.
أَقَرْؤها في الركعتينِ بعد العشاءِ الآخرة ، وفي وِتْرِي ، وحين آخذُ مَضْجَعي
من فراشي.
(1/119)
وحدثني
أبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري ، رحمه الله.
عن النسائي بالسند المتقدم ، وكل ما أذكره عن النسائي فهو بهذا الإسناد.
قال النسائي : أنا أحمد بن محمد بن عبيد الله ، نا شعيب بن حرب.
نا إِسماعيل بن مسلم ، عن أبي المُتَوَكل ، عن أبي هريرة أنه كان على
تمر الصدقة ، فوجد أثر كف ؛ كأنه قد أخذ منه ، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه
وسلم - ، فقال : (أتريد أن تأخذه ؟ قل : سبحان من سخرك لمحمد - صلى الله عليه وسلم
- ، فقال أبو هريرة : فقلت ، فإذا جِني قائم بين يدي ، فأخذته لأذهب به إلى النبي
- صلى الله عليه وسلم -.
فقال : إنما أخذته لأهل بيت فُقَراء من الجن ، ولن أعود ، قال : فعاد.
فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال : أتريد أن تأخذه ؟ فقلت ، نعم.
فقال : "قل : سبحان من سَخرك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقلت ، فإذا أنا
به ، فأردت أن أذهب به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فعاهدني ألا يعود ،
فتركته ، ثم عاد ، فذكرت
(1/120)
ذلك
للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : "تريد أن تأخذه ؟ "
فقلت : نعم ، قال : "قل سبحان من سخرك لمحمد" ، قال : فقلت ، فإذا أنا
به ، فقلت عاهدتني ، وكذبت ، وعدت ، لأذهبن بك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-.
فقال : خَل عني أُعَلمْكَ كلماتٍ إذا قلتهن لا يقربك ذكر ، ولا أنثى
من الجِن.
قلت : وما هؤلاء الكلمات ؟
قال : آية الكرسي اِقْرَأها عند كل صباح ومساء.
قال أبو هريرة : فخليت عنه ، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال لي :
أوما علمت أنه كذلك ؟!.
وحدثني شيخي أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي ، رحمه الله.
بالسند الذي تقدم ذكره ، إلى أي عيسى الترمذي ، نا محمد بن بشار.
قال : نا أبو أحمد ، نا سميان ، عن ابن أي ليلى ، عن أخيه عبد الرحمن بن
أبي ليلى ، عن أي أيوب الأنصاري أنه كانت له سَهْوة ، فيها تمر.
فكانت تجيءُ الغول ، فتأخذ منه ، فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
فقال :
"اذهب فإذا رأيتها فقل : بسم الله ، أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
" ، فَأتت ، فأخذها ، فحلفت ألَّا تعود ، فأرسلها ، فجاء إلى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ، فقال :
"ما فعل أسيرك " ؟.
قال : حلفت ألَا تعود ، قال "كذبت وهي معاودة للكذب ".
قال : فأخذها مرة أخرى ، فحلفت ألَّا تعود ، فأرسلها ، فجاء إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : "ما فعل أسيرك " ؟
قال : حلفت ألَّا تعود ، قال : "كذبت وهي معاودة للكذب " ، فأخذها ،
فقال : ما أنا بتاركك حتَى أذهب بك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت :
إني ذاكرة لك شيئاً : آية الكرسي ، اقرأْها
(1/121)
في
بيتك ، فلا يقربك شيطان ، ولا غيره ، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
فقال :
"ما فعل أسيرك البارحة" ؟.
قال : فأخبره بما قالت ، قال : "صدقتْ ، وهي كذوب ".
هذا حديث حسن غريب.
* * *
الآيتان في آخر سورة البقرة :
أبو المظفر بإسناده عن النسائي ، أنا عبد الله بن محمد بن إسحاق.
عن جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبي
مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".
وحدثني الغزنوي ، رحمه الله ، بإسناده عن الترمذي ، نا أحمد بن
منيع ، قال : نا جرير بن عبد الحميد ، عن منصور بن المعتمر ، عن إبراهيم
بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبي مسعود الأنصاري مثله ، قال :
هذا حديث حسن صحيح.
النسائى حدثنا عمرو بن منصور ، نا آدم بن أبي إياس العسقلانى.
أنا أبو عُوانة ، نا أبو مالك الأشجعى ، عن رِبْعى بن خِراش ، عن حذَيفة
(1/122)
قال
: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"فُضلْنا على الناس بثلاث : جعلت الأرض كلها
لنا مسجداً ، وجعلت تربتها لنا طهوراً ، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة.
وأوتيت هؤلاء الكلمات : آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش ، لم يعط
منه أحد قبلي ولا يُعْطَى منه أحد بعدي ".
* * *
سورة آل عمران :
الترمذي حدثنا محمد بن إسماعيل نا هشام بن
إسماعيل أبو عبد الملك العطار ، قال : نا محمد بن شُعَيْب ، قال : نا
إبراهيم بن سليمان ، عن الوليد بن عبد الرحمن أنه حدثهم عن جُبَيْر بن
نُفيْر ، عن نواس بن سمعان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"يأتي القرآنُ ، وأهلُه الذين يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة ، وآل
عمران "
قال نواس : وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ، ما نسيتهن
بعد ، قال :
"يأتيان كأنهما غيايتان ، وبينهما شَرْقٌ ، أو كأنهما غمامتان سوداوان ، أو
كأنهما
(1/123)
ظُلتانْ
من طير صَواف تجادلان عن صاحبهما ، وفي الباب عن بُريدة ، وأبي
أمامة : هذا حديث حسن غريب.
أبو عبيد حدثنا حجاج ، عن حماد بن سلَمة ، عن عبد الملك بن
عُميْر قال : قال حماد : أحسبه من أبي منيب ، عن عمه أن رجلًا قرأ البقرة
وآل عمران ، فلما قضى صلاته ، قال له كعب : قرأت البقرة ، وآل عمران ؟
قال : نعم ، قال : فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي
إذا دُعي به استجاب ، قال : فأخبرني به ، قال : لا والله لا أخبرك به ، ولو
أخرتك لأوشك أن تدعو بدعوة أهلك فيها أنا وأنت.
وروى أبو عبيد ، عن ابن مسعود ، رحمه الله :
"من قرأ آل عمران فهو غني"
وروي أيضاً عن الشعبي ، عن عبد الله قال : بغنم كنْزُ الصعلوك سورة
آل عمران يقوم به الرجل من آخر الليل".
* * *
سورة النساء :
أبو عبيد ، عن عمر ، رضي الله منه ، قال :
"من قرأ البقرة ، وآل عمران ، والنساء في ليلة كتب من القانتين ".
(1/124)
وروي
أيضاً عن حارِثة بن مضرب قال : كتب إلينا عمر ، رضي الله
عنه ، أنْ تعلموا سورة النساء ، والنور والأحزاب.
* * *
سورة المائدة :
أبو عبيد ، عن محمد بن كعب القرظي قال : نزلت سورة المائدة
على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة ، وهو
على ناقته ، فانصدع كتفها ، فنزل عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
وروي أيضاً عن ضمْرَة بن حَبيب ، وعطية بن قيس قالا : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"المائدة من آخر القرآن تنزيلًا ، فأحِلوا حلالها وحرموا حرامها ".
وعن أبي ميسرة : في المائدة إحدى عشرة فريضة ، وعنه أيضاً :
ثماثي عشرة فريضة ، وليس فيها منسوخ.
* * *
سورة الأنعام :
أبو عبيد ، عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : الأنعام من
نواجب القرآن .
(1/125)
قال
أبو عبيد : نا حجاج ، عن حماد بن سَلَمة عن علي بن زَيْد بن
جُدْعان ، عن يوسُف بن مِهْران عن ابن عباس ، رحمة الله عليه ، قال :
نزلت سورة الأنعام بمكة ليلًا جُمْلةً ، ونزل معها سبعون ألف ملك
يجارون حولها بالتسبيح.
* * *
فضل سورة الأعراف :
هي من السبْع الطوَل باتفاق.
وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"أعطيت السبْع الطُّوَل مكان التوْراة ، وأعطيت المِئِين مكان الإنجيل ،
وأعطيت المثاني مكان الزبور ، وفُضلْت بالمُفَصَّل".
وروي عن ابن عباس أنه قال : السبْع المثاني : البقرة ، وآل عمران.
والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس ، وكذلك قال سعيد بن
جُبَيْر ومُجاهد.
وعن عائشة رضي الله عنها : من أخذ السبْع فهو حَبْر .
(1/126)
وقال
يحيى بن الحارث الذماري : وإن يونُس تسمَى السابعة.
وليس يعد الأنفال ، ولا براءة من السبْع الطوَل.
وسأل سعيد بن جبير ابن عباس ، رحمه الله ، عن سورة الأنفال
فقال : نزلت في بدر.
* * *
براءة ، والنور :
أبو عبيد بسنده عن أبي عطية ، قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب.
رضوان الله عليه ، ورحمته : تعلموا سورة التوبة ، وعلموا نساءكم سورة
النور.
* * *
هود :
أبو عبيد بإسناده ، عن ابن شهاب قال : قالوا يا رسول الله إنا نرى
في رأسك شيباً ؟!! قال :
"كيف لا أشيب ، وأنا أقرأ سورة هود ، و (إذا الشمس كورت) ؟.
وروى سعيد بن أبي وقَاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
"شيبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت"
وفيها من
(1/127)
الفصاحة
والبلاغة ما حيَّر أولي الألباب ، ورؤساء البيان.
قال ابن دريد مر أعرابي برجل يقرأ : (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا
سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى
الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44).
فطأطأ رأسه وقال : هذا كلام القادرين.
* * *
سورة يوسف :
روي أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا : يا رسول الله لو قصصتَ علينا ،
فأنزل الله عزَّ وجلَّ هذه السورة.
وقال : أحسن القصص ؛ لأنها على أعجب طريقة ، وأغرب هيئة ، وقد جاءت هذه القصة في
الكتب ، فلم تكن
على نحو ما جاءت هذه السورة في الجزالة ، والإيجاز ، والحلاوة وحسن
السياق ، وكيف يشْبِه كلام رب العالمين كلام غيره.
وروى الترمذي بإسناده عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : كان
النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل ، والزُّمر . وقال
النسائى : أخبرنا عمرو بن على ، نا محمد بن جعفر ، نا سعيد عن قتادة ، عن سالم بن
أبي الجَعْد ، عن معدان ، عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ عشر
(1/128)
آيات
من الكهف عصم من فتنة الدجال".
وفي رواية أبي عبيد ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف ".
وروي بإسناد آخر عن النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله الدجال فقال : "من
رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف".
وروى أبو عبيد بإسناده عن أبي سعيد الخدري : من قرأ سورة
الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق.
قلت : يجوز في هذا الحديث أن تكون الهاء عائدة على الكهف في قوله :
"ما بينه".
(1/129)
وروى
أبو عبيد ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، ثم أدركه الدجال لم يضره ، ومن حفظ
خواتم سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة".
وقال زِر بن حُبَيْش : من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها
من الليل قامها.
قال عبدة بن أبي لبابة : فجربناه ، فوجدناه كذلك.
وقال ابن كثير : وجربناه أيضاً غير مرة ، فأقوم في الساعة التي أريد.
قال : وأبتدئ من قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) . . إلى آخرها.
وقال عبد الله بن.مسعود : إن بني إسرائيل ، والكهف ، ومريم من
تلادي ، وهو منْ العِتَاق الأوَلِ.
قال أبو عبيد : قوله : من تلادي يعني من قديم ما أخذت من القرآن قال : وذلك أن هذه
السور نزلت بمكة .
(1/130)
وقال
شَهْر بن حَوْشَب : يُرْفَع القرآن عن أهل الجنة إلا طه ويس.
وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"من قرأ طه ويس كل شهر مرة أضمن له الجنة ، وطوبى لمن بات ، وهاتان السورتان
في جوفه ".
وعن عمر ، رضي الله عنه ، أنه سجد في الحج سَجْدتينِ ، وقال : إن
هذه السورة فُضَلتْ على السُّور بسجدتينِ.
وعن نُبَيْه بن صَواب : صليت مع عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه.
بالجابية الصبحِ ، فقرأ سورة الحج ، فسجد فيها سجدتين ، ثم قال : إن
هذه السورة فُضلَتْ بسجدتينِ ".
وعن ابن عباس ، رضي الله عنه ، أن هذه السورة فُضلَتْ بسجدتين.
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"فضلت سورة الحبج على غيرها بسجدتين ".
وعن عقبة بن عامر قال ، قلت : يا رسول الله أفي الحج سجدتان ؟
قال : نعم ، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما .
(1/131)
وقال
ابن عباس : قد كان قوم يركعون ويسجدون في الآخِرة كما
أمروا.
وقال ابن عمر : لو كنت تاركاً إحداهما لتركت الأولى.
وعن أبي عطية ، كتب إلينا عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه.
عَلموا نساءكم سورة النور.
وعن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها ذكرت نساء الأنصار ، فأثنت
عليهن خيراً ، وقالت لهن معروفاً ، وقالت : لما نزلت سورة النور عَمَدْنَ إلى
حُجوْز مناطقهِن فشققنها ، فجعلن منها خُمراً.
وعن أبي وائل : استعمل عليٌّ ، رضي الله عنه ، عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما
- على الموسم ، فخطب خطبة لو سمعتها الديلم لأسلمت ، ثم قرأ عليهم سورة النور.
وروى الأعمش ، عن أبي وائل : قرأ ابن عباس سورة النور
وجعل يفسرها ، فقال رجل : لو سمعت الديْلم هذا لأسلمت .
(1/132)
أبو
عبيد : حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي
النجود ، عن المُسَيب بن رافع قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"تجيء حَم ، تنزيل السجدة يوم القيامة ، لها جناحان ، تظل صاحبها ، تقول : لا
سبيل عليك ".
وعن ابن عمرو : "المَ ، تنزيل السجدة ، وتبارك الذي بيده الملك
فيهما فضل ستين درجة على غيرهما من سورالقرآن ".
وعن ابن عباس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الصبح يوم
الجمعة "الم تنزيل .. السجدة و (هل أتى على الإنسان).
وحدثنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفى الأصبهانى ، رحمه الله ،
(1/133)
أنا
أبو طاهر خالد بن عبد الواحد بن خالد التاجر ، أنا أبو الحسن سَري
بن عبد الله الدومي القارئ ، نا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن حمدان بن
مالك القطيعى ، نا علي بن طيفور ، نا قتيبة ، نا حُمَيْد بن عبد الرحمن
عن الحسن بن صالح ، عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة
عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"إن لكل شيء قلباً ، وقلب القرآن يس ، ومن قرأ يس كتب الله له
بقراءته قراءة القرآن عشر مرات "
وروى أبو عبيد بإسناده ، عن معقل بن يسار ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : "اقرؤوها على موتاكم".
وروى أبو عبيد أيضاً عن ابن عباس أنه قال : إن لكل شيء لُباباً ، وإن لُباب القرآن
: آل حم ، أو قال : الحواميم.
وروى أيضاً عن المهلب بن أبي صُفرة
(1/134)
أنه
قال : حدثني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن بُيتمْ الليلة فقولوا :
حم لا ينصرون ، قال أبو عبيد : هكذا يقول المحدثون بالنون - واعرابها لا ينصروا.
وأقول : إن قول المحدثين صحيح ، وله وجه ظاهر.
وروى أبو عبيد ، عن مجاهد ، قال : قال عبد الله : آل حم ديباج القرآن"
وَرَوَى في عبد الله أنه قال : إذا وقعتُ في آل حمَ وقعتُ في روضاتٍ دَمِثاتٍ
أتأنق فيهن.
(1/135)
وقال
مسعر : بلغني أنهن كن يسمين العرائس.
قال أبو عبيد : آل حم كما تقول آل فلان.
الترمذي بإسنادنا عنه ، وبإسناده عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك".
وروي أيضاً عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له".
وروى أبو عبيد عن مسروق بن الأجدع قال : من أراد أن يَعْلَم نبأ
الأولين ، ونبأ الآخرين ، ونبأ أهل الجنة ، ونبأ أهل النار ونبأ أهل
الدنيا ، ونبأ أهل الآخرة فليقرأ سورة الواقعة.
وروي عن عبد الله بن مسعود قال : إني قد أمرت بناتي أن يقرأن
سورة الواقعة كل ليلة ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من قرأ
سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه.
وروى الترمذي ، عن ابن عباس قال : ضرب بعض أصحاب
(1/136)
النبي
- صلى الله عليه وسلم - خباءَه على قبر ، وهو لا يحسب أنه قبر ، فإذا قبر إنسان
يقرأ سورة الملك حتى ختمها ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يا رسول
الله : ضربت خبائي على قبر ، وأنا لا أحسب أنه قبر ، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة
الملك حتى ختمها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"هي المانعة ، هي المنجية من عذاب القبر".
وروى أيضاً عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن سورة من القرآن
ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي : (تبارك الذي بيده
الملك).
وروى عاصم بن أبي النجود عن زِر بن حُبَيْش عن عبد الله بن
مسعود ، رحمه الله : من قرأ تبارك الذي بيده الملك في كل ليلة منعه الله
من عذاب القبر.
وكنا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسميها المانعة.
وعن النسائي بالإسناد المتقدم أخبرنا علي بن حُجْر ، أنا بقية بن
الوليد ، عن بَحِيْر بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الله بن أبي
بلال ، عن العِرْباض بن سارية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ المسبحات
قبل أن
(1/137)
يرقد
، ويقول : إن فيهنَ آية أفضل من ألف آية".
وفي رواية أبي عبيد "حتى يقرأ المسبحات ، ويقول : إن فيها آية كألف
آية".
وروى أبو عبيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"إني نسيت أفضل المسبّحات فقال أُبَيَ بن كعب : فلعلها (سبح اسم ربك الأعلى)
قال : نعم"
ومعنى هذا الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان قد أعلم بأفضلها ، ثم
نسي ، فأذكره أُبَي.
وروى أبو الدرداء ، رضى الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
"تَعَلموا (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2).
تعلموا (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1).
تعلموا (والنجْمِ إذا هَوَى)
تعلموا (والسماء ذَات البروج) ، (والسماء والطارق)
فإنكم لو علمتم ما فيهن لعطلتم ما أنتم فيه ، وتعلمتموهن.
فإن الله يغفر بهن كل ذنب إلا الشَرك بالله.
وروت فاطمة ، رضي الله عنها ، عن أبيها - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
"قارئ الحديد والواقعة ، وسورة الرحمن يدعى في ملكوت السموات ساكن الفردوس
" .
(1/138)
وعن
ابن عمر ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة رأي العين فليقرأ (إذا الشمس كورت "
و (إذا السماء انفطرت " و (إذا السماء الشقت)
الترمذي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ إذا زُلْزِلَتْ " عدلت له بنصف القرآن.
ومن قرأ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) عدلت له بربع القرآن.
ومن قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، عدلت له بثلث القرآن".
النسائي أخبرنا عبيد الله بن فضالة ، أنا عبد الله ، نا سعيد ، حدثني
عيّاش بن عبّاس القتبانيّ ، عن عيسى بن هلال الصدفيّ ، عن عبد اللّه بن
عمرو بن العاص قال : أتى رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال :
أقرئني
(1/139)
يا
رسول الله ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"اقرأ ثلاثاً من ذات الراء.
فقال : الرجل : كبرت سِني ، واشتد قلبي ، وغلظ لساني ، فقال : اقرأ ثلاثاً من آل
حم ، فقال مثل مقالته الأولى ، فقال : اقرأ ثلاثاً من المسبّحات ، فقال مثل مقالته
، ثم قال الرجل : ولكنْ أقرئني سورة جامعة ، قال فاقرأ (إذا زلْزِلَتِ الأرضُ زِلْزَالَها)
، فقرأ حتى فرغ منها ، فقال : والذي بعثك
بالحق لا أزيد عليها شيئاً أبداً ، ثم أدبر الرجل ، فقال رسول - صلى الله عليه
وسلم - : "أفلح الرويجل ، أفلح الرويجل "
والرويجل تصغير رجل ، على غير قياس ، وكأنه تصغير راجل.
يقال : رجل ، ورجيل ، ورويجل.
وعن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
"من قرأ سورة والعصر ، ختم الله له بالصبر ، وكان مع أصحاب الحق
يوم القيامة ، ومن قرأ (وَيل لِكل همَزَةٍ) ، أعطي من الأجر بعدد من استهزأ بمحمَد
- صلى الله عليه وسلم - ، ومن قرأ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ
رَبُّكَ) ، عافاه الله أيام حياته في الدنيا ، ومن قرأ
(1/140)
(لِإِيلَافِ
قُرَيْشٍ) أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف
بالكعبة ، واعتكف بها ، ومن قرأ (أرَأيت الذي يكذبُ بِالدِّينِ)
غفر الله له إن كان مُؤديًاً للزكاة".
وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(قل يا أيها الكافرون) تعدل ربع القرآن ، و (إذا زلزلت) تعدل ربع
القرآن ، و (إذا جاء نصر الله) تعدل ربع القرآن ".
وعن جبير بن مطعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"يا جبير أتحب إذا خرجت سفرًا أن تكون أفضل أصحابك ، وأكثرهم زادًا ؟ اقْرأ
بهذه السور الخمس (قل يا أبها الكافرون ، وإذا جاء نصر الله ، وقل هو الله أحد ،
وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ".
وروى الترمذي بإسناده عن فروة بن نوفل أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - -
فقال : يا رسول الله : عَلمْني شيئاً أقوله إذا أويتُ إلى فراشي ، فقال : اقرأ (قل
يا أيها الكافرون " فإنها براءة من الشرك - .
(1/141)
وروى
أيضاً عن عبد الله بن خبيب قال : خرجنا في ليلة مطيرة.
وظلمة شديدة ، نطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا ، فأدركته ، فقال :
"قل" فلم أقل شيئاً ، ثم قال : قل ، فلم أقل شيئاً ، ثم قال : قل ، فقلت
: ما أقول ؟
قال : (قل هو الله أحد) ، والمعوذتين ثلاث مرات حين تمسي ، وحين
تصبح يكفينك من كل شيء".
وروى بإسناده عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا
أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيْهِ ، ثم نفث فيهما يقرأ فيهما : (قل هُوَ الله
أحَدٌ ، وقل أعوذ بِرَب الفَلَقِ ، وقُل أعوذُ برَب النْاسِ).
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأَسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ،
يفعل ذلك ثلاث مرات "
قال : هذا حديث غريب صحيح.
وروى النسائي بإسناده عن مهاجر أبي الحسن ، عن رجل من أصحاب
النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -
فسمع رجلا يقرأ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) حتى ختمها.
قال : "قد برئ هذا من الشرك " ، ثم سرنا.
فسمع آخر يقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، فقال : "أما هذا فقد غفر له .
(1/142)
وروى
أيضاً بإسناده عن قتادة بن النعمان قال : قام رجل من الليل
يقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) السورة يرددها لا يزيد عليها ، فلما أصبحنا قال
رجل : يا رسول الله إن رجلاً قام الليلة من السحَر يقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ)
لا يزيد عليها كأنَّ الرجل يَتَقَالَّها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: "والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن ".
وروى أيضاً بإسناده عن قتادة بن النعمان ، قال : قام رجل من الليل
يقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) السورة.
وروى أيضاً بإسناده عن ، عقبة بن عامر قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"أنزل على آيات لم يُرَ مثلُهن قط المعوذتين.
وروى الترمذي بإسناده عن أبي أيوب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ، من قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
(1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) .. فقد قرأ ثلث القرآن " .
(1/143)
وروى
عن أبي هريرة قال : أقبلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فسمع رجلًا يقرأ
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "وجبت قلت
: ما وجبت ؟
قال : الجنة".
وصحح الحديث.
وروى أيضاً بإسناده عن أنس بن مالك قال :
"من قَرَأَ كل يوم مائتي مَرة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مُحِيَ عنه ذنوبُ
خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين.
قال : وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"من أراد أن ينام على فراشه ، فنام على يمينه ، ثم قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ) مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول له الربُّ : يا عبدي ادْخل على
يمينك الجنة".
وروى أيضاً بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"احْشُدوا فإني ساقرأ عليكم ثلث القرآن ، قال : فحشد من حشد ، ثم خرج
نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، ثم دخل ،
فقال بعضنا لبعض : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فإني ساقرأ عليكم ثلث
القرآن إني لأرى هذا خبراً
(1/144)
جاءه
من السماء.
ثم خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : إني قلت : ساقرأ عليكم
ثلث القرآن ألا وإنها تعدل ثلث القرآن".
هذا حديث حسن صحيح.
وروى الترمذي أيضاً عن أنس قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في
مسجد قباء ، فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة ، افتتح
بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حتى يفرغ منها ، ثم يقرأ سورة أخرى معها ، وكان
يصنع ذلك في كل ركعة ، فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تقرأ بهذه السُورة ، ثم لا ترى
أنها تجزئك حتى تقرأ بسورة أخرى ، فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها ، وتقرأ بسورة
أخرى.
قال : ما أنا بتاركها ، إن أحببتم أؤمكم بها فعلت ، وإن
كرهتم تركتكم ، وكانوا يرونه أفضلهم ، فكرهوا أن يؤمهم غيره ، فلما أتاهم النبي -
صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر ، فقال : "يا فلان ما يمنعك مما يأمر به
أصحابك ؟ وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة ؟ فقال : يا رسول الله إني
أحبها ، فقال : "إن حُبكَها أدخلك الجنة".
وعن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ
بالمعوذتين في دُبُر كل صلاة.
وعن أسماء بنت أبي بكر ، رضي الله عنهما ، : من صلى
(1/145)
الجمعة
ثم قرأ بعدها (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) والمعوذتين ، حُفِظ وكُفِيَ من
مجلسه ذلك إلى مثله.
وعن ابن شهاب من قرأ : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) والمعوذتين بعد صلاة
الجمعة ، حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم سبعاً سبعاً كان ضامناً.
قال أبو عبيد : أراه قال : على الله هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة.
وعن ابن عباس في قوله تعالى : (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ)
قال : هن ثلاث آيات في سورة الأنعام :
(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ) .. ، إلى ثلاث آيات.
والتي في بني إسرائيل (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) إلى آخر الآيات.
وعن منذر الثوري قال لي الربيع بن خُثَيْم : أَيَسُركَ أن تلقى
(1/146)
صحِيفة
من محمد - صلى الله عليه وسلم - عليها خاتَمُهُ ؟.
قلت : نعم ، وأنا أرى أنه سيطرفني ، فما زادني على هؤلاء الآيات
من سورة الأنعام (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ) إلى آخر الآيات
وقال عبد الله ابن مسعود رحمه اللّه : ما من آية أجمع لخير وشر ، من آية في سورة
النحل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ..) إلى قوله :
(لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وقال : ما في القرآن آية أعظم فَرَجاً من آية في سورة
الزمر :
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) إلى آخرها.
وعنه أيضاً : ما في القرآن آية ، أكثر تَفْويضاً من آية في سورة
النساء القُصْري (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ
بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3).
وقال ابن عباس لعبد الله بن عمر : أي آيةٍ في كتاب الله أرجى ؟
قال عبد الله بن عمر : قول الله عز وجل : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) الآية.
فقال ابن عبَاس : لكن قول الله عز
(1/147)
وجل
: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
قال ابن عباس : فرضي منه بقوله : بلى ، قال فهذا لما يعترض في الصدر ممَا يوسوس به
الشيطان.
وعن أبي الفرات مولى صفية أُم المؤمنين ، رضي الله عنها ، أن
عبد الله بن مسعود قال : في القرآن آيتان ما قرأهما عبد مسلم عند ذنب إلا
غُفِر له ، قال : فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة ، فأتياه ، فقال : التيا أبى ابن
كعب ، فإني لم أسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً إلا قد سمعه أبى.
قال : فأتيا أبى بن كعب ، فقال لهما : اقرأ القرآن فإنكما ستجدانهما ، فقرأا حتى
إذا بلغا من آل عمران (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ) الآية ، وقوله عز وجل : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ
نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)
فقالا : قد وجدناهما ، فقال أبَى : أين ؟ فقالا في آل عمران ، والنَساء ، فقال :
هما هما.
وقال عبد الله بن مسعود ، رحمه الله : إن في النساء خمس آيات
ما يَسُرني أن لي بها الدنيا وما فيها ، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها
يعرفونها قوله عز وجل : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ
نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)
وقوله عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ
حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)
وقوله عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا
دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)
(1/148)
وقوله
عز وجل : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا
(64)
وقوله عز وجل : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ
يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110).
وعن المُطَّلِب بن حَنْطب : أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في مجلس
ومعه أعرابى جالس : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
فقال الأعرابى : يا رسول الله : مثقال ذرة ؟
قال : (نعم) ، فقال الأعرابي : واسوءتاه مراراً ، ثم قام ، وهو يقولها ، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان".
وعن حنش الصنعانى أن رجلاً مُصاباً مُر به على ابن مسعود ، فقرأ
في أذنه : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا)
حتى ختم الآية فبرأ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"ماذا قرأت في أذنه" ؟ فأخبره ، فقال
(1/149)
رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - :
"والذي نفسي بيده لو أن رجلاً قَرَأَ بها على جبل لزال ".
وقال عامر بن عبد قيس رحمه الله : أربع آيات من كتاب الله عز
وجل إذا قرأتُهن ، فما أبالي ما أُصبحُ عليه ، وما أُمسي قوله عز وجل :
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا
يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ)
وقولِه عز وجل : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا
هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ)
وقوله عز وجل : (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)
وقوله عز وجل : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ
رِزْقُهَا).
وقال عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه : إن كل مؤدِّبٍ يحب أن
يؤتى أَدبُهُ ، وإن أدب الله عز وجل القرآن.
الترمذي عن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأتُرجة ريحها طيب ، وطعمها طيب.
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة.
القرطبى 157/12 ، وفضائل القرآن لأبي عبيد 73 - ًاً ، وعمل اليوم والليلة لابن
ال@نى
298 ، والحلية 1/ 7 ، والإتقان 4/ 1 4 1.
هو أبو عَبْد الله ، عامر بن عبد الله ، المعروف بابن عبد قيس العنبرفي البصري
الزاهد :
تابعى ثقة ، من عثاد التابعين. قال أبو نعيم : هو أول من عرف بالنسك من عئاد
التابعين
بالضرة. هاجر إليها ، وعلْم أهلها القرآن ، فتخرْج عليه في النسك والتعئد. وهو من
أقران أوشى الفرَنى ، وأبي مسلم الخَوْلانى. مات ببيت المقدس في خلافة معاوية نحو
سنة 55 هـ.
ا لحلية 2/ 87 ، والسير 4/ 5 1 ، والأعلام 3/ 2 5 2.
في ظ : "رضي الله عنه ".
تاريخ ابن عساكر جزء عاصم - عايذص 363 ، وفضائل القرآن لأبي عبيد 73 - ًاً ؟
و 73 - ب.
فضاثل القرآن لأي عبيد 2 - ب.
الأترُجْ : شجر يعلو ، ناعم الأغصان والورق والثمر ، وثمره كالليمون الكبار ، وهو
ذهبي
اللون ، ذكي الراثحة ، حامض الماء.
150
(1/150)
لا
ريح لها ، وطعمها حلو
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ، ريحها طيب ، وطعمها مر. ومثل
المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ريحها مر ، وطعمها مر".
وقال هذا حديث حسن صحيح.
وحدَثني الشيخ أبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري ، رحمه
الله ، بالإسناد المذكور إلى النَّسائى ، حدثنا عبيد الله بن سعيد ، نا يحيى.
عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
:
"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأتْرُجة طعمها طيب ، وريحها طيب.
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ، ولا ريح لها.
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب ، وطعمها
مُر.
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مُر ، وليس لها
ريح.
وبالإسناد قال النسائي : حدثنا عبيد الله بن سعيد ، عن
عبد الرحمن ، قال : حدثني ابن بديل بن مَيْسَرة ، عن أبيه ، عن أنس بن
مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"إن للهِ أهلين من خلقه.
قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟
قال : أهل القرآن ، هم أهل الله ، وخاصته " .
(1/151)
وروى
أبو عبيد هذا الحديث ، فقال : نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن
عبد الله ، أو عبد الرحمن بن بديل العُقَيْلى ، عن أبيه بديل بن ميسرة ، عن
أنس بن مالك.
وروى أبو عبيد بإسنادهِ عن عبد الله بن مسعود ، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"إن هذا القرآن مَأدُبَةِ الله ، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم.
إن هذا القرآن حبل الله عز وجل ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع.
عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه ، لايَعْوَج فَيُقَومُ ، ولا يزيغ
فَيسُتَعتَب ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، فاتلوه ، فإن الله
يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول : (الم)
حرف ، ولكن ألف عشر ، ولام عشر وميم عشر".
وقال أبو عبيد : حدثنا حجاج ، عن المسعودي ، عن عون بن
عبد الله بن عتبة قال : "مَلَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رِو
ملَّةً ، فقالوا : يا رسول الله حدثنا ، فأنزل الله تبارك وتعالى :
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)
قال : ثم نعته ، فقال : (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ
جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)
إلى آخر الآية.
قال : ثم مَلوا مَلَّةً أخرى ، فقالوا : يا رسول الله حدثنا شيئاً فوق الحديث ،
ودون القرآن ؟ يعنون القصص ، فأنزل اللة تبارك وتعالى : (الر تِلْكَ آيَاتُ
الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3).
قال : فإنْ أرادوا الحديث دلهم على
(1/152)
أحسنِ
الحديث ، وإن أرادوا القَصَص دلهم على أحسنِ القصص
القرآن ".
ورَوَى أيضاً عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"لو كان القرآن في إِهاب ثم أُلْقِيَ في النار ما احترق".
قال أبو عبيد : وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالإِهاب قلب المؤمن ، وجوفه الذي قد
وعى القرآن.
وقال الأصمعى : لو جعِل القرآن في إنسان ، ثم ألقي في النار ما احترق.
يقول إن من حفظ القرآن من المسلمين لا تحرقه النار يوم القيامة إنْ أُلْقِيَ
فيها بالذنوب.
وقال غيره : كان هذا في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَمًا لنبوته ،
ودليلاً على أن القرآن كلام الله ، ومن عندِهِ ، ثم زال ذلك بعد النبي - صلى الله
عليه وسلم -.
وقيل : أراد بقوله : ما احترق القرآن ، لا الإِهاب ؟ أي يحترق الِإهاب ، ولا يحترق
القرآن.
وكل هذه الأقوال غير مستقيمة
أما قول أبي عبيد ، إنه أراد بالإهاب قلب المؤمن ، وجوفه ، فتأويل لا دليل عليه ؛
لأن الإِهاب الجلد الذي لم يدبغ ، فاستعماله في جوف المؤمن ، أو قلبه من غير دليل
لا يصح.
وظاهر اللفظ يقتضي خلاف ذلك ؛ لأن هذا الكلام إنما يقال
على وجه الفرض والتقدير ، لو قدر جعله في إهاب ثم ألقي في النار ما
احترق الإهاب ، ولا يستغرب كون القرآن في جوف المؤمن ، ثم إن جوف
(1/153)
المؤمن
لا يلقى في النار دون جسده ، ثم إن أراد نار الدنيا ، فإنا لا نشك
في احتراق من يلقى فيها من حفظة القرآن ، وقد وقع ذلك.
وإن أراد نار الآخرة فبعيد أن يقال : لو ألقي قلب المؤمن في النار ما احترق.
وأما قول الأصمعي لو جعل القرآن في إنسان ثم ألقي في النار ما
احترق ، أي من حفظ القرآن من المسلمين لم تحرقه النار يوم القيامة إن
ألقي فيها ، فذلك خلاف ما جاء في الأخبار الصحاح أن المؤمنين يحرقون
بتلك النار ، ويخرجون حين يخرجون منها ، وقد صاروا حمماً.
وأما قول من قال : كان ذلك في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَماً لنبوته ،
فذلك أيضاً غير صحيح ؛ لأن ذلك لم ينقل ، ولو كان كذلك لفعله المسلمون غير مرة
ليقيموا به الحجة على المشركين.
وأما قول من قال : يحترق الإهاب ، ولا يحترق القرآن فكلام لا
معنى تحته ، لأن ذلك من المعلوم ؛ لأن القرآن كلام الله ، والكلام لا
بحترق ، إنما تحترق الأجسام.
وكذلك أيضاً كلام الخلق لو كتب في كتاب ، وألقي في النار لاحترق الكتاب دون
الكلام.
وإنما معنى الحديث عندي ، والذي لا أعتقد سواه أن القرآن لو كتب
في إهاب وألقي ذلك الإهاب في نار جهنم لم يحترق ، ولم تَعْدُ النَار
احتراماً للقرآن ، إذ لم يجعل لها سلطان على ما هو وعاء له ، وأعلَمَ الله عز
وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن النار لا تعدو على ما كتب فيه القرآن ليكون
ذلك بشرى لحملة القرآن ، وبسطاً لرجائهم كما قال عز وجل : (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا
الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ) أعلمنا الله عز وجل بذلك ، وهو الحق ، ليكون موعظة لبني آدم ، وأن قلوبهم
لا تتصدع ، ولا تخشع ، لما تخشع ، وتتصدع له الجبال.
ولما ذكرناه من بسط الأمل قال أبو أمامة : احفظوا القرآن ،
(1/154)
ولا
تغرنكم هذه المصاحف ، فإن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن
اللهم إنا نرجو ما رجاه أبو أمامة ، ولا تخيِّب رجاءنا برحمتك .
(1/155)
وعن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"القرآن شافع مشفع ، وماحِل مصدقٌ ، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا ، ومن
مَحِل به القرآن
(1/156)
يوم
القيامة أكبَّه الله في النار على وجهه ".
وعن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول :
"إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة كالرجل الشاحب ، فيقول هل
تعرفني ؟ فيقولِ : ما أعرفك ، فيقول : أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في
الهواجر ، وأسهرت ليلك.
إن كل تاجر من وراء تجارته ، وإني اليوم من وراء كل تجارة.
قال : فيعطى المُلْك بيمينه ، والخُلْد بشماله ، ويوضع على
رأسه تاج الوقار ، ويكسى والداه حُلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا ، فيقولان بِمَ
كسينا هذا ؟ فيقال لهما : بأخذ ولدكما القرآن ، ثم يقال له : اقْرَأْ واصعد في
درح الجنة ، وغرفها ، قال فهم في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان ، أو
نرتيلا.
ولهذا الحديث قالت عائشة ، رضي الله عنها : إن عدد درج الجنة
بعدد آي القرآن فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد .
(1/157)
وعن
عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"الذي يقرأ القرآن ، وهو به ماهِرٌ ، مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ
القرآن ، وهو يشتد عليه ، فله أجران".
* * *
ذكر معاني القرآن التي نزل عليها :
أبو عبيد بإسناده عن أْبي سلمة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"نزل القرآن على سبع : حلال وحرام ، ومحكم ومتشابه ، وضرب الأمثال ، وخبر ما
كان قبلكم ، وخبر ما هو كائن بعدكم.
وفي رواية راشد بن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
فأَحِلوا حَلَاله ، وحَرمُوا حَرامه ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا
بمتشابهه ، واعتبروا بأمثاله.
* * *
ذكر السبعة الأحرف :
أبو عبيد بإسناده عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارِّي ، عن عمر بن
الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ
سورة الفرقان على غير ما أقرؤها ، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أَقْرَأَنيها ، قال : فأخذت بثوبه ، فذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- فقلت : إني سمعت هذا يقرأ
الفرقان على غير ما أقرأتني.
قال : "اقر فقرأ القراءة التي سمعت منه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -
: "هكذا أنزلت ، ثم قال لي : اقرأ ، فقرأت ، فقال : هكذا أنزلت ، إن هذا
القرآن نزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا منه ما تيسر" .
(1/158)
ذكر
تأليف القرآن :
أبو عبيد عن عثمان رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا
نزلت عليه سورة قال : "ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا.
وِرِوى أيضاً عن ابن عباس قال : قلت لعثمان : ما حملكم على أن
عمدتم إلى الأنفال ، وهي من المثاني ، وإلى براءة ، وهي من المئين.
فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا يينهما سطر (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
ووضعتموها في السبْع الطوَل ؟
فقال عثمان ، رحمة الله عليه : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مما يأتي
عليه الزمان ، وهو ينزل عليه من السور ذوات
العدد ، وكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب ، فيقول : ضعوا
هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا ، وكانت براءة من آخر
القرآن نزولًا ، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدنية ، وكانت قصتها شبيهة
بقصتها ، وظننتها منها ، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يتبين لنا
أمرها ، قال : فلذلك قرنت بينهما.
ولم أجعل بينهما سطر (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
ووضعتها في السبْع الطوَل .
(1/159)
ومعنى
قوله : (وكانت قصتها شبيهة بقصتها) أن فيهما جميعاً ذكر
القتال.
وروى أبو عبيد ، عن السدي ، عن عبد خير قال : أَول من جمع
القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه.
وعن على عليه السلام : رحم الله أبا بكر كان أَول من جمع القرآن.
وحدثني أبو المظفر عبدا الخالق الجوهري رحمه الله بالسند الذي
قدمته إلى عبد الله ، حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا أبو أحمد الزبيْري ، نا
سفيان عن السُّدي ، عن عبد خير ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : أعظم
الناس أجراً في المصاحف أبو بكر ، وإنه أول من جمع بين اللوحين .
(1/160)
قال
عبد الله : وحدثنا هارون بن إسحاق ، حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه أن
أبا بكر هو الذي جمع القرآن بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ختمه.
وقال عبد الله : حدثنا أبو الطاهر ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني ابن أبي
الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : لما استحر القتل بالقُراء يومئذٍ
فَرِقَ أبي بكر على القرآن أن يضيع ، فقال لعمر بن الخطاب ، ولزيد بن
ثابت : اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من
كتاب الله فاكتباه.
ومعنى هذا الحديث ، والله أعلم : من جاءكم بشاهدين على شيء
من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وإلا فقد كان زيد جامعاً للقرآن ، ويجوز أن يكون معناه : من جاءكم بشاهدين على شيء
من كتاب الله أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن ، ولم يزد على شَيء مما لم
يقرأ أصلاً ، ولم يعلم بوجه آخر.
وقال عبد الله : حدثنا عمرو بن على بن بحر ، نا أبو داود ، نا إبراهيم
ابن سعيد ، نا الزهري ، أخبرني عبيد بن السَّبَّاق أن زيد بن ثابت حدثه قال : أرسل
إليَّ أبو بكر مَقْتَلَ أهلِ اليمامة ، وكان عنده عمر ، فقال : إن هذا
(1/161)
أتاني
، فقال : إن القتل قد استحرَّ بالقُراء ، وإني أخشى أن يستحر القتل
بالقُراء في سائر المواطن ، فيذهب القرآن ، وقد رأيت أن تجمعوه.
فقلت لعمر : كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال عمر
: هو - والله خير ، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدره ،
ورأيت فيه الذي رآه ، فقال أبو بكر : إنك شابٌّ ، أو رجلٌ عاقل ، وقد كنت تكتب
الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نتهمك ، فاكتبه.
قال : فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل على منه ، فقلت لهما كيف
تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
قال أبو بكر وعمر : هو - والله - خير.
فلم يزل أبو بكر وعمر يراجعاني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي
ْشرح له صدرهما ، ورأيت فيه الذي رأياه ، فتتبعت القرآن أنسخه من
المصحف ، والعُسُب ، واللخاف ، وصدور الرجال حتى فقدت آية كنت
أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ) فالتمستها ، فوجدتها عند خزيمة بن ثابت ، فأثبتها في
سورتها.
واللخاف : الحجارة الرِّقاق.
قال عبد الله - حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ، قال : نا محمد ، قال : نا أبو
جعفر عن ربيع عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر .
(1/162)
فكان
رجال يكتبون ، ويملي عليهم أبي بن كعب ، فلما انتهوا إلى
هذه الآية من سورة براءة (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) ، فظنوا أنها آخر ما أنزل من القرآن ، فقال
أبى :
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأني بعدهن آيتين :
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129).
فهذا آخر ما نزل من القرآن فختم الأمر بما فتح به.
يقول الله جل ثناؤه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25).
وأقول : إن أبَيًّا ، رحمه الله ، إنما كان يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في اللخاف ، والأكتاف ، والعُسُب ، ونحو ذلك ؛
لا لأن القرآن العزيز كان معدوماً.
وأما قوله : (وصدور الرجال) فإنه كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن.
فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علماً ؛ ودليل ذلك أنه كان عالماً
بالآيتين اللتين في آخر براءة ، ثم لم يقنع بذلك حتى طلبهما ، وسأل
عنهما .. غيره فوجدهما عند خزيمة و إنماطلبهما من غيره مع علمه
بهما ليقف على وجوه القراءة ، والله أعلم.
قال عبد الله : حدثنا أبو الطاهر ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني
مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، وخارجة ، أن أبا بكر الصديق كان قد
(1/163)
جمع
القرآن في قراطيس ، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك ، فأبى
حتى استتعان عليه بعمر ، ففعل ، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى
توفي ، ثم عند عمر حتى توفي ثم عند حَفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
فأرسل إليها عثمان ، فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها ، فبعثت بها
إليه ، فنسخها عثمان (هذه المصاحف) ثم ردها إليها ، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان
، فأخذها ، فحرقها.
وفي الرواية عن أنس بن مالك فلما كان مروان أمير المدينة أرسل
إلى حفصة يسألها عن الصحف ليحرقها ، وخشي أن يخالف بعض الكتاب
بعضاً ، فمنعته إياها.
قال ابن شهاب : فحدثني سالم بن عبد الله ، قال
"فلما توفيت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة ليرسلن بها.
فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان ، فغسلها ، وحرقها
مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان رحمة الله عليه.
قال عبد الله : حدَثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود ، قال : نا
يحيى ، يعني ، ابن يعلى بن الحارث ، قال : نا أبي وعبد الله ، قال : نا
غيلان عن أبي إسحاق عن مصعب بن مسَعْد قال : سمع عثمان قراءة أيى
وعبد الله ومعاذ ، فخطب الناس ، ثم قال : إنما قبض نبيكم منذ خمس
عشرة سنة ، وقد اختلفتم في القرآن ، عزمت على من عنده شيء من القرآن
سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أتاني به ، فجعل الرجل يأتيه باللوح
،
(1/164)
والكتف
، والعسيب فيه الكتاب ، فمن أتاه بشيء قال : أنت سمعته من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
ثم قال : أي الناس أفصح ؟ قالوا : سعيد بن العاص ، قال
فأي الناس أكتب ؟ قالوا : زيد بن ثابت ، قال : فليكتب زيد وَلْيُمِل سعيد.
قال : فكتب مصاحف فقسَّمها في الأمصار ، فما رأيت أحدًا عاب ذلك
عليه.
ومن الأسباب الباعثة لعثمان ، رضي الله عنه ، على ما فعل في
المصاحف ما رآه حذيفة من الاختلاف.
قال عبد الله : نا محمد بن عوف ، قال : نا أبو اليمان ، قال : أنا
شعيب عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك الأنصاري أن حذيفة قدم على
عثمان بن عفان في ولايته ، وكان يغزو مع أهل العراق قِبَل أرمينية ، ثم
اجتمع أهل العراق ، وأهل الشام يتنازعون القرآن حتى سمع حذيفة من
اختلافهم فيه ما ذعره ، فركب حذيفة حتى قدم على عثمان ، فقال : يا
أمير المؤمنين : أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود.
والنصارى في الكتب ، ففزع لذلك عثمان.
فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إليَّ بالصحف التي جمع فيها القرآن فأرسلت بها إليه حفصة
، فأمر عثمان زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن
بن هشام أن ينسخوها في المصاحف.
قال عبد الله : حدثنا محمد بن بشار - نا عبد الأعلى ، نا هشام عن
(1/165)
محمد
، قال : كان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه : كفرت بما
تقول ، فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان ، فتعاظم ذلك في نفسه ، فجمع اثني
عشر رجلا من قريش والأنصار ، فيهم أبى بن كعب وزيد بن ثابت ، فأرسل
الى الربعة التي كانت في بيت عمر فيها القرآن.
وقال عبد الرحمن بن مهدي : خصلتان لعثمان بن عفان ليستا
لأبي بكر ، ولا لعمر ؛ صبره نفسه حتى قتل مظلوماً ، وجمعه الناس على
المصحف .
(1/166)
ذكر
تلاوة القرآن ، وفضلها وصورتها :
التلاوة الاتباع. من قولهم تلا الشيْءُ الشيْءَ إذا تبعه.
كأن قارئ القرآن يتبع في قراءته ما أنزله الله عز وجل كما كان النبي - صلى الله
عليه وسلم - يتبع ذلك إذا قرأه عليه جبريل عليه السلام.
وقيل : كان الذي يتلو كتاب الله هو الذي يقرؤه ، ويعمل بما فيه.
فيكون تابعاً له.
والقرآن يكون سائقاً له ، وقائداً. وهو معنى قوله عز
وجل : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) أي يقرؤونه ، ويعملون بما فيه.
وعن ابن عباس : يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه.
قال عكرمة : ألا ترى أنك تقول : فلان يتلو فلاناً أي يتبعه.
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2).
وقال غيره يكونون أتباعاً للقرآن ، والقرآن لهم بمنزلة إمام
يقتدون به.
حدثني أبو المظفر الجوهري ، رحمه الله بالإسناد المتقدم إلى
النسائى ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، نا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن
أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل ، وآناء
النهار ، ورجل آتاه الله القرآن ، فهو يقوم به آناء الليل ، وآناء النهار".
(1/167)
حدثني
الغزنوي ، رحمه الله ، بإسناده عن أبي عيسى الترمذي.
حدثنا محمود بن غيلان ، نا أبو أسامة قال : نا الأعمش ، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
ً"مَنْ نفسَ عَنْ أخيه كُرْبَة من كُرَب الدنيا نفسَ الله عنه كُرْبة من
كُرَب
يومِ القيامةِ ، ومَنْ سَتَرَ مُسْلماً سَتره الله في الدنيا والآخرة ، ومن يَسرَ
على
مُعْسِر ، يَسر الله عليه في الدنيا والأخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد
في عون أخيه ، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه عِلماً سهل الله له طريقاً إلى
الجنة ، وما قَعَد قوم في مسجد يَتْلونَ كتابَ اللهِ ، ويتدارسونَهُ بينهم إلَّا
نزلت
عليهم السكينةُ ، وغَشِيتْهُمُ الرحمةُ ، وحَفتْهُمُ الملائكةُ ، ومَنْ أَبْطَأَ به
عملُهُ
لم يُسرِعْ به نَسَبُهُ ".
الترمذي حدثنا نصر بن علي الجَهْضَمى ، نا الهيثم بن الربيع ، قال
حدثني صالح المُري ، عن قَتادة عن زُرارة بن أوفى عن ابن عباس قال.
قال رجل يا رسولَ الله : أي العمل أحبْ إلى الله قال : الحال المُرْتحلُ.
وروى أبو عبيد بإسناده عن سَهْل بن سَعْد الأنصاري قالَ : خرج علينا
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونحن نقترئ : يُقرئ بعضنا بعضاً. فقال :
"الحمدُ لله كتابُ اللهِ عز وجل واحد فيه الأحمرُ والأسودُ ، اقرؤوا القرآن ،
اقْرَؤُوا ، اقْرَؤُوا ، قبلَ أَنْ يجيءَ أقوام يُقيمونَهُ كما يُقامُ القَدَحُ ،
لا يُجاوزُ
(1/168)
ْتَراقِيَهم
يَتَعَجلُونَ أجْرَهُ وَلاَ يَتَأجَّلُونَهُ". وبإسناده عن عقبة بن عامر قال
:
خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً ، ونحن في المسجد نتدارس القرآن
، فقال :
"تعلموا كتابَ اللهِ عز وجل واقْتَنُوْهُ ، وحَسِبْتُ أنه قال : وتَغَنوْا
بِهِ ، فوالذي
نفسي بيده لهو أَشَد تَفَلُّتاً من المخاضِ في العُقُل ".
قال أبو عبيد : ومعنى : تَغَنوْا به : اجعلوه غِناكم من الفَقْر ، ولا
تَعُدُّوا الإقلالَ معه فَقْرًا ، ومعنى : اقتنوه : اجعلوه مالكم كما تقتنون
الأموال.
وعن أبي سَعيد الخُدْرِي رحمه الله قال ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(1/169)
"يقول
الرب عز وجل : من شغله القرآن ، وذكري عن مَسْألَتي أَعْطيتُهُ أفضلَ
ما أُعْطِي السائلين".
فإن قيل : التلاوةُ أفضلُ أم الذكرُ ؟
قلت : إذا تلوت خاطبك الله عز وجل ، وإذا ذكرته فأنت تخاطبه ، ولا
مزيد على هذا.
وقيل لعبد الله بن مسعود ، رحمه الله : إن فلاناً يقرأ القرآن
منكوساً ، فقال : ذلك منكوسُ القلب.
قال أبو عبيد : يَتَاَولُ منكوساً كثيرٌ من الناس أن يبدأ من آخر البقرة
فيقرأها إلى أولها ، وهذا شيء ما أحسب أحداً يُطيقه ، ولا كان هذا في
زمن عبد الله ، ولا عرفه ، ولكن وجهه عندي أنْ يبدأَ من آخر القرآن من
المعوذتين ثم يرتفع إلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب ؛ لأن
السنة خلاف هذا يُعْلَمُ ذلك بالحديث الذي يُحَدثُهُ عثمانُ رحمه الله عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه كان إذا نزلتْ عليه السورة أو الآية قال
ضَعُوها في الموضع الذي يُذْكَرُ فيه كذا وكذا"
ألا ترى أن التأليف للآي في الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم كتبت
المصاحف على هذا ، ومما يبين لك ذلك أنه ضم
براءة إلى الأنفال فجعلها بعدها ، وهي أطول ، وإنما ذلك للتأليف ، وكان
أول القرآن فاتحة الكتاب ، ثم البقرة ، فإذا بدأ من المعوذتين صارت فاتحة
الكتاب آخر القرآن ، فكيف تسمى فاتحته ، وقد جعلت خاتمته ؟.
قال : وقد روي عن الحسن وابن سيرين من الكراهة فيما هو دون
(1/170)
هذا.
قال : حدثنا ابن أبي عَدِي ، عن أشعث ، عن الحسن وابن سيرين أنهما
كانا يقرأان - القرآن من أوله إلى آخره ، ويكرهان الأوراد.
وقال ابن سيرين : تأليف الله خير من تأليفكم.
قال أبو عبيد : وتأويل الأوراد أنهم كانوا أحدثوا أن جعلوا القرآن أجزاء ، كل جزء
منها فيه سورة مختلفة من القرآن على غير التأليف ، جعلوا السورة الطويلة مع أخرى
دونها في الطول ، ثم يزيدون كذلك حتى يتم الجزء ، ولا يكون فيه سورة منقطعة ، فهذه
الأوراد التي كرهها الحسن ومحمد.
والنكس أكبر من هذا وأشد ، وإنما جاءت الرخصة في تعلم
الصبى والعجمى من المفصَّل لصعوبة السور الطوَل عليهما ، فهذا عذر.
فأما من قد قرأ القرآن وحفظه ، ثم تعمد أن يقرأه منْ آخره إلى أوله.
فهذا النكس المنهي عنه ، فإذا كرهنا هذا ، فنحن للنكس من آخر السورة
إلى أولها أشد كراهةً إن كان ذلك يكون.
قال أبو عبيد : وحدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : قيل لعبد
الله : إنك لتقل الصوم قال : إنه يُضْعِفني عن قراءةِ القرآنِ ، وقراءةُ القرآنِ
أَحَبُّ إليَّ منه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الذي
يقرأ القرآن ، وهو به ماهر ، مع السفَرَة الكرام البَرَرَة ، والذي يقرأ القرآن ،
وهو يَشْتَد عليه ، فله أجران ".
(1/171)
قال
أبو عبيد : ونا هشام بن إسماعيل الدمشقى ، عن محمَد بن
شعيب ، عن الأوزاعي أن رجلًا صحبهم في سفر ، قال : فحدثنا حديثاً ما
أعلمه إلا رفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"إن العبدَ إذا قَرَأَ فَحَرَّفَ أو أَخْطأ كتبه المَلَكُ كما أُنْزِلَ
".
قال أبو عبيد : وحدثني نعيم بن حماد ، عن بَقَيّة بن الوليد ، عن
حُصَيْن بن مالك الفَزِارِي ، قال : سمعت شيخاً يُكنى أبا محمد يحذث عن
حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"اقرؤوا القرآنَ بِلُحُونِ العَرَبِ وأصواتِها ، وإيّاكم ولحونَ أهلِ
الفِسْقِ ، وأهل الكتابَيْنِ ، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيعَ الغِناء
والرهْبانِية والنوْحِ ، لا يجاوز حَناجرَهُمْ ، مَفْتُونَة قلوُبهُمْ وقلوبُ مَنْ
يعْجبُهمْ شأنُهُم".
وعن عبد الملك بن عمير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إني
قارئ عليكم سورة ، فمن بكى فله الجنة ، فقرأها ، فلم يبك أحد ، ثم أعاد الثانية ،
ثم أعاد الثالثة ، فقال : اِبْكُواْ ، فإنْ لَمْ تَبْكُوْا فتَبَاكَوْا".
وروى مطرِّف بن عبد الله بن الشخّير ، عن أبيه ، قال :
"انتهيت إلى رسول الله ، وهو يصلي ، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من
البكاء".
(1/172)
قال
أبو عبيد : قوله : أزيز : يعنني غليان جوفه من البكاء ، وأصل
الأزيز الالتهاب والحركة.
وقوله عز وجل : (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83).
من هذا أي تدفعهم وتسوقهم ، وهو من التحريك.
وقال حُمْرَان بن أَعْيَن : "سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً
يقرأ : (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ
وَعَذَابًا أَلِيمًا (13).
فَصَعِقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ".
وعن حذيفة صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة ، فكان إذا مر بآية
رحمة سأل ، وإذا مر بآية عذاب تعوذ ، وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى سبَّح ".
وعن أبي ذَر قال : "قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الليالي
فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح ، بها يقوم ، وبها يركع ، وبها يسجد ، فقال
القوم أي آية هي ؟
فقال : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ
فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118).
وعن ابن عباس أنه قرأ في الصلاة : (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ
الْمَوْتَى (40).
فقال : سبحانه وبلى.
وقال أبو هريرة : من قرأ : (لا أقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ) فبلغ :
(1/173)
(أَلَيْسَ
ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) فليقل : بلى ، وإذا قرأ :
(والمرسلات) فانتهى إلى آخرها : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50).
فليقل : آمنت بالله وما أنزل ، ومن قرأ : "والتين والزيتون " فانتهى إلى
آخرها : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) فليقل بلى.
وعن ابن عمر أنه قرأ : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)
فقال : سبحان ربي الأعلى.
وعن ابن عباس ، رحمه الله ، أنه قال مثل ذلك.
وعن صِلَةِ بن أَشْيَم قال : إذا أتيت على هذه الآية :
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
فقف عندها ، وسل الله الجليل.
وقرأ علقمة على عبد الله فكأنه عجل ، فقال عبد الله : فداك أبي
وأمي : رتل فإنه زين القرآن.
وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن .
(1/174)
و
" نعتت أم سلمة قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قراءة مفشَرة حرفاً
حرفاً".
وعن معاوية بن قُرة قال : سمعت عبد الله بن مُغَفَّل يقول :
"رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح على ناقته ، أو جمله يسير
، وهو يقرأ سورة الفتح ، أو قال من سورة الفتح "
ثم قرأ معاوية قراءة لينة ، فرجع ثم قال :
لولا أني أخشى أن يجتمع الناس لقرأت ذلك اللحن.
وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أبا موسى قال : ذكرنا ربنا يا أبا موسى.
فيقرأ عنده.
قال أبو عثمان النهْدِي : كان أبو موسى يصلي بنا
(1/175)
فلو
قلت : إني لم أسمع صوت صَنْبح ، ولا صوت بَرْبَطٍ أحسن من
صوته.
قال أبو عبيد : ومعنى ذلك إنما هو طريق الحزن والتخويف
والتشويق ، لا الألحان المطربة الملهية.
وعن عابس الغفاري ورأى الناس يفرون من الطاعون ، فقال يا
طاعون خذني.
فقيل له : تتمنى الموت ، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
"لا يتمنينَ أحدكم الموت ؟
فقال : أُبَاْدِرُ خصالًا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يَتَخَوَفُهُن على أمتِهِ : "بيع الحكم ، والاستخفاف بالدم ، وقطيعة الرحم.
وقوماً يتخذون القرآن مزامير ، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ، ولا أفضلهم
إلا ليغنيهم به غناء" .
(1/176)
وعن
البراء بن عازب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "زينوا القرآن
بأصواتكم".
وقال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"زينوا أصواتكم بالقرآن".
قال شعبة : نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث : "زينوا القرآن بأصواتكم".
قال أبو عبيد : إنما كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس
بهذا الحديث الرخصة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الألحان المبتدعة
.
(1/177)
وعن
سعيد بن المسيب : مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي بكر ، وهو يخافت ،
ومر بعمر ، وهو يجهر ، ومر ببلال رحمة الله عليهم ، وهو يقرأ من هذه السورة ، ومن
هذه السورة.
فقال لأبي بكر : مررت بك ، وأنت تخافت . فقال ؟ إني أسمع من أناجي ، فقال : ارفع
شيئًا ، وقال لعمر : مررت بك ، وأنت تجهر ، فقال : أطرد الشيطان ، وأوقظ الوسنان ،
فقال : اخفض شيئًا.
وقال لبلال مررت بك ، وأنت تقرأ من هذه السورة ، ومن هذه السورة.
فقال : أخلطُ الطيب بالطيب ، فقال : اقرأ السورة على وجهها".
ْقال أبو عبيد : وحدثنا حجاج ، عن الليث بن سعد ، في عمر مولى
غُفْرة "أنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بأبي بكر وعمر وبلال مثل ذلك
إلَّا أنه قال : إذا قرأت السورة فأنفذها".
وكان ابن سيرين ، رحمه الله ، يكره أن يقرأ الرجل القرآن إلَّا كما
أنزل ، ويكره أن يقرأ ، ثم يتكلم ، ثم يقرأ.
وسئل عمن يقرأ من السورة آيتين ، ثم يدعها ، ثم يقرأ من غيرها ، ثم يدعها ، ويأخذ
في غيرها ، فقال : ليتقِ أحدكم أن يأثم إثمًاً كبيرًا ، وهو لا يشعر.
قال نافع : وكان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن
(1/178)
يقرأ
، فدخلت يوماً ، فقال : أمسك على سورة البقرة ، فأمسكتها عليه ، فلما أتى على مكان
منها قال : أتدري فيم أنزلت ؟
قلت : لا.
قال : في كذا وكذا ، ثم مضى في قراءته.
قال أبو عبيد : إنما ترخص ابن عمر في ْهذا ؛ لأن هذا الذي تكلم به من تأويل القرآن
، وشبه كالذي ذكرناه.
عن ابن مسعود أن أصحابه كانوا ينشرون المصحف فيقرؤون ويُفَسر
لهم ، ولو كان الكلام من أحاديث الناس وأخبارهم كان عندي مكروهاً أن
تُقْطَعَ القراءةُ به.
وعن علي عليه السلام : - "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي
حاجتَهُ يَعْني البولَ ، ثم يَخْرُجُ فَيَقْرَأُ القرآن ، ويأكلُ معنا اللحمَ ، لا
يحجزه عن القراءة شَيْء ، ليسَ الجنابةَ".
وعن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب قرأ من القرآن بعد ما خرج
من الغائط ، فقال له أبو مريم الحنفي : أتقرأ ، وقد أحدثت ؟
فقال : أمسيلمة أفتاك بهذا ؟
وعن عبد الله بن مالك الغافقى أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول
(1/179)
لعمر
بن الخطاب : "إذا توضأت ، وأنا جُنُب أكلت وشربت ، ولا أصلي.
ولا أقرأ حتى أغتسل "
وسئل على عليه السلام عن الجُنُبِ أيقرأُ القرآن ؟
قال لا ، ولا حرفاًْ.
وسأل عبد الله بن أبي قيس عائشة رضي الله عنها : كيف كانت قراءة رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ؟
أيسِرُّ القراءةَ أم يَجْهرُ ؟
فقالت : كل ذلك قد كان يفعله ربما أسرَّ وربما جهر".
وعنِ أم هانئ بنت أبي طالب "كنت أَسْتمعُ قراءةَ النبي - صلى الله عليه وسلم
- ، وأنا على عَرِيْشتِي ".
قال أبو عبيد : تعني بالليل.
وحدثني أبو المظفر بن فيروز في قراءة الرجل القرآن ماشياً ، وعلى
الدابة بإسناده إلى النسائي ، بإسناده عن عبد الله بن مغفل قال : رأيت
النبي - صلى الله عليه وسلم - يسير على ناقته فقرأ : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ
فَتْحًا مُبِينًا)
ورجع في قراءته.
وعن عقبة بن عامر قال : كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال :
"يا عقبة : قل ، قلت : ماذا أقول ؟
فسكت عني ، ثم قال : يا عقبة قل ،
(1/180)
قلت
: ماذا أقول يا رسول الله ؟ فسكت عني.
فقلت : اللهم اردده على ، فقال : يا عقبة : قل ، فقلت ماذا أقول ؟
فقال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)
فقرأتُها حتى أتيتُ على آخِرها.
ثمَ قال : قل ، قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟
قال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
فقرأتُها حتى - أَتيت على آخرها.
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك : ما صال صائل بمثلها ، ولا
استعاذ مستعيذ بمثلها".
* * *
فضل حامل القرآن ومتعلمه ومعلمه وما يطالب به حملة القرآن وكيف كان قراء السلف
والصدر الأول
حدثني الغزنوي بالإسناد المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله ، قال :
حدثنا محمود بن غيلان ، نا أبو داود الطيالسي ، نا شعبة وهشام ، عن قَتادة ، عن
زُرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة قالت : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ القرآن ، فاستظهره ، فأحل حلاله ، وحرم حرامه
أدخله الله الجنة ، وشَفْعَه في عَشَرة من أهل بيته كلهم قد وَجَبَت لهم
النار"
وحدثني أبو المظفر الجوهري رحمه الله بإسناده إلى النسائي ، قال :
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، نا خالد ، عن شعبة ، أخبرني علقمة بن مَرْثد
(1/181)
قال
: سمعت سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن -
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"خَيْركُمْ مَنْ علَّم القرآنَ وتعلَّمه".
وقال : أنا عبيد الله بن سعيد ، نا يحيى ، عن شعبة وسفيان قالا : نا
علقمة بن مَرْثد ، عن سعيد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان.
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال شعبة :
"خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه ".
وقال سفيان : "أفضلكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه ".
ومن طريق الغزنوي رحمه الله قال أبوعيسى : نا محمود بن غيلان ، حدّثنا
أبو داود ، أنبأنا شعبة
قال : أخبرني علقمة بن مرثد قال : سمعت سعد بن عبيدة يحدث
عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان بن عفان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"خيركم من تَعَلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ ".
قال أبو عبد الرحمن : فذاك الذي أقعدني مقعدي
هذا ، وعَلَّمَ القرآن في زمن عثمان حتى بلغ الحجاج بن يوسف.
هذا حديث حسن صحيح.
حدثنا محمود بن غيلان ، نا بشر بن السري ، قال : نا سفيان ، عن
علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان بن عفان قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"خَيْرُكُمْ ، أو أفضلكم من تَعَلَّمَ القرآنَ ، وعَلَّمَهُ".
(1/182)
هذا
حديث حسن صحيح.
قال أبو عيسى : قال محمد بن بشَار : وأصحاب
سُفْيان لا يذكرون فيه عن سفيان عن سعد بن عبيدة.
قال محمد بن بشار : وهو أصح.
وقد زاد شعبة في إسناد هذا الحديث سعد بن عبيدة ، وكان
بحديث سفيان أشبه وأصح
وبإسناده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول :
ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف"
هذا حديث حسن صحيح.
ورُوِيَ عن الحسن أنه أجاز أن يُعَلم المقرئُ أولادَ المشركينَ القرآنَ. قال أبو
عبيد : حدثني يزيد عن حماد بن سَلَمة عن حبيب المعلِّم.
قال : سألت الحسن قلت : أعلِّم أولاد أهل الذمة القرآن ؟
قال : نعم. أو ليس يقرؤون التوراة والإنجيل ، وهما من كتاب الله عز وجل .
(1/183)
وقال
أبو عبيد : قال عباد : سألت أبا حنيفة عن ذلك فقال : لا باس
أن تعلمه القرآن صغيراً أو كبيراً.
وقد روى نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا
تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو ".
ففي هذا الحديث ما يمنع ما ذهب إليه الحسن وغيره ؛ لأن ذلك
يؤدي إلى أن يمسه كافر ، وإذا كان المسلم لا يمس القرآن ، وهو مُحْدِث.
فكيف يجوز أن يعلمه المشرك فيكتبه ؟
وإذا كان المسلم الجنب لا يقرؤه فكيف يجوز أن يقرأه الكافر ؟.
قال أبو عبيد : وحدَثنا عبد الله بن صالح ، عن الهقل بن زياد ، عن
معاوية بن يحيَى الصدفي قال : حدثني الزُّهري قال : حدثني عامر بين
واثلة أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي تَلَقى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه بعُسْفان ، وكان عمر استعمله على أهل مكة ، فسلم على عمر.
فقال له : من استخلفت على أهل الوادي ؟
فقال نافع : استخلفت عليهم يا أمير المؤمنين ابنَ ابزَى ، فقال عمر : وما ابن
أبْزَى ؟ قال نافع : هو من موالينا يا أمير المؤمنين.
فقال عمر : استخلفت عليهم مولى ؟
فقال يا أمير
(1/184)
المؤمنين
: قارئ لكتاب الله ، عالم بالفرائض.
فقال عمر : أما إن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قال :
"إنَّ الله سبحانه وتعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً ، ويضع به
آخرين ".
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت :
"كان خلق رسول الله القرآن ، يرض برضاه ، ويسخط بسخطه ، ".
وقال عبد الله بن مسعود ، رحمه الله : إن كل مؤدِّبٍ يحب أن يؤتى
أدبُهُ ، وإن أدب الله عز وجل القرآن ".
وعن محمد بن كعبَ القرظى قال : كنا نعرف قارئ القرآن
بصفرة اللون.
قال أبو عبيد : ولا أرى هذا إلا للخلال التي تكون في قراء
القرآن مما يُروى من صفاتهم.
عن عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو. ويعني قول عبد الله ابن مسعود : ينبغي
لقارئ القرآن أن يعرف
(1/185)
بليله
إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وببكائه إذا الناس
يضحكون وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبصمته إذا الناس يخوضون.
وبخشوعه إذا الناس يختالون.
قال المسيب بن رافع : وأحسبه قال : وبحزنه إذا الناس يفرحون".
وقول عبد الله بن عمرو : ومن جمع القرآن فقد حُمِّلَ أمراً عظيماً ، وقد
اسْتُدْرِجَت النبوة بين جنبيه إلَّا أنه لا يوحى إليه.
ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يَجِدَّ فيمن يجدّ ، ولا أن يجهل فيمن
يجهل ، وفي جوفه كلام الله عز وجل.
وعنه : فقد اضطربت النبوة بين جنبيه ، فلا ينبغي أن يلعب مع من
يلعب ، ولايرفث مع من يرفث ، ولايتبطل مع من يتبطل ، ولايجهل مع
من يجهل.
قوله : أن يجدَّ فيمن يجد يريد ، والله أعلم : ما يجد الناس فيه من
أمور الدنيا أو لا يتعاظم.
وقال سفيان بن عيينة : من أُعطي القرآن فمدَّ عينيه إلى شيء مما
صغر القرآن فقد خالف القرآن.
ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي
وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87).
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ
زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ
وَأَبْقَى (131).
(1/186)
قال
: يعني القرآن ، قلت : يريد بقوله : يعني القرآن : أي ما رزقك الله من القرآن خير
وأبقى مما رزقهم من الدنيا.
قال : وقوله تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا
نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132).
قال : وقوله تعالى : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16).
قال : هو القرآن.
ومن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"ما أنفَقَ عَبْدً مِنْ نَفَقَةٍ أَفْضلَ مِنْ نَفَقَةٍ في قَولٍ ".
وعن شريح أنه سمع رجلاً يتكلم ، فقال : أمسك عليك
نَفَقَتكَ .. قال أبو عبيد جلست إلى معمر بن سليمان النخعى بالرَّقَّة
وكان خير من رأيت ، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك ، فقيل له : لو
(1/187)
أتيته
، فكلمته ، فقال : قد أردت إتيانه ، ثم ذكرت القرآن والعلم ، فأكرمتُهُما عن ذلك.
قال أبو عبيد : وحدثنا هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : كانوا
يكرهون أن يَتْلُوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا.
قال أبو عبيد : وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه ، أو يَهِم بالحاجة ، فتأتيه من غير
طلب فيقول كالمازح : (جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى)
وهذا من الاستخفاف بالقرآن.
ومنه قول ابن شهاب : لا تناظر بكتاب الله ، ولا بسنة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -.
قال أبو عبيد : يقول : لا تجعل لهما نظيراً من القول ، ولا الفعل.
وعن مَخْرَمة بن شُرَيح الحضرمي قال : ذكر رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقال : "ذاك لا يتوسد القرآن ".
قال : وعن الحسن أنه سئل عَمنْ جمع القرآن أينام عنه ؟
فقال : يتوسدُ القرآن ، لعن الله ذاك.
وقال الحسن : قراء القرآن ثلاثة أصناف ، فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به ،
(1/188)
وصنف
أقاموا حروفه ، وضيعوا حدوده ، واستطالوا به على أهل بلادهم.
واستدروا به الولاة - كثير هذا الضرب من حملة القرآن لا كثَّرهم الله.
وصنف عمدوا إلى دواء القرآن ، فوضعوه على داء قلوبهم ، واستشعروا
الخوف ، وارتدوا الحزن ، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث ، وينصر
بهم على الأعداء ، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت
الأحمر.
وعن أبي الأحوص قال : إن كان الرجل ليطرق الخباء ، فسمع فيه
كدوي النخل ، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون ؟
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"اقرأ القرآن ما نهاك ، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه ، أو فلا تقرأه".
وقال الحسن : إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه ، وإن لم يكن
يقرؤه.
وسأل أبو صعصعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : في كم أقرأ القرآن ؟
فقال : (في كل خمس عشرة ، فقال : إني أجدني أقوى من ذلك ، فقال : ففي
كل جمعة" .
(1/189)
وكان
عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة
إلى الجمعة ، ويقرؤه في رمضان في ثلاث.
وكذلك كان تميم والأعمش يختمان في كل سبع.
وكان أبي يختمه في كل ثمان.
وكان الأسود يختمه في ست.
وكان علقمة يختمه في خمس.
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا يفقه
من قرأه في أقل من ثلاث".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا
يختم القرآن في أقل من ثلاث".
وحدثني الغزنوي رحمه الله بإسناده إلى أبي عيسى رحمه الله.
حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي قال : حدثني أبي ، عن مطرف.
عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : "قلت : يا
رسول الله : في كم أقرأ القرآن ؟
قال اختمه في شهر ، قلت : إني أطيق أفضل من ذلك.
قال : اختمه في عشرين ، قلت : إني أطيق أفضل من
ذلك ، قال : اختمه في خمس عشرة قلت : إني أطيق أفضل من ذلك.
قال : اختمه في عشر ، قلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه
في خمس ، قلت : إني أطيق أفضل من ذلك.
قال : فما رخص لي".
هذا حديث حسن صحيح .
(1/190)
قال
: وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه ، عن عبد الله بن عمرو.
وروي عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال :
"لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ".
قال : وروي عن عبد الله بن عمرو ، رحمه الله ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال له :
"اقرأ القرآن في أربعين".
قال : وقال إسحاق بن إبراهيم : ولا نحب للرجل أن يأتي عليه أكثر من أربعين يوماً ،
ولم يقرأ القرآن لهذا الحديث.
قال : وقال بعض أهل العلم : لا يُقرأ القرآن في أقل من ثلاث
للحديث الذي رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال : ورخص فيه بعض أهل العلم.
وروي عن عثمان بن عفان رحمه الله أنه كان يقرأ القرآن في
ركعة يوتر بها.
ورُوي عن سعيد بن جبير ، رحمه الله ، أنه قرأ القرآن في ركعة في الكعبة.
قال : والترتيل في القراءة أحب إلى أهل العلم.
وروى أبو عبيد ، رحمه الله ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمى.
قال : قلت : لأغلبن الليلة على الحجر ، يعني المقام ، فقمت ، فلما
قمت فإذا أنا برجل متقنع يزحَمُنِي ، فنظرت ، فإذا عثمان بن عفان.
رحمة الله عليه وبركاته ، فتأخرت عنه ، فصلَّى ، فإذا هو يسجد بسجود
(1/191)
القرآن
حتى إذا قلت : هَذِهِ هَوَادي الفجر أوتر بركعة لم يصل غيرها ، ثم
انطلق.
قال أبو عبيد : وحدثنا هشيم ، قال : أنا منصور ، عن ابن سيرين.
قال : قالت ناثلة ابنة الفرافصة الكلبية - رحمها الله - حيث دخلوا على
عثمان - رحمه الله - ليقتلوه : إنْ تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل
بركعة يجمع فيها القرآن.
وعن ابن سيرين أنَ تميمًا الداري قرأ القرآن في ركعة.
وعن إبراهيم ، عن علقمة : أنَه قرأ القرآن في ليلة ، فطاف أسبوعاً ، ثم قرأ
بالطول ، ثم طاف أسبوعاً ، ثم أتى المقام ، فصلى عنده ، فقرأ بالمئين.
ثم طاف أسبوعاً ، ثم أتى المقام ، فقرأ بالمثاني ، ثم طاف أسبوعًا ، ثم
أتى المقام فصلى عنده ، فِقرأ بقِية القرآن.
قال أبو عبيد : وحدثنا
(1/192)
سعيد
بن عفَيْر ، - عن بكر بن مُضَر : أنّ سُلَيْم بن عِتْرٍ التُّجيبي - كان
يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات ، ويجامع ثلاث مرات ، فلما مات
قالت امرأته : رحمك الله إنْ كنت لترضي ربك وترضي أهلك قالوا :
وكيف ذاك ؟ قالت : كان يقوم من الليل ، فيختم القرآن ، ثم يُلِمُّ بأهله.
ويغتسل ، ويعود فيقرأ حتى يختم ، ثم يُلِمُّ بأهله ، ثم يغتسل ، فيعود.
فيقرأ حتى يختم ، ثم يُلِمُّ بأهله ، ثم يغتسل ، فيخرج لصلاة الصبح.
قال أبو عبيد : الذي عليه أمر الناس أن الجمع بين السور في
الركعة حسن واسعُ غير مكروه ، والذي فعله عثمان ، رحمه الله ، وتميم
الداري ، وغيرهما هو من وراء كل جمع.
ومما يقوي ذلك حديث عبد الله : قد علمت النظائر التى كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقرن بينهن ، قال :
إلَّا أن الذي أختار من ذلك ألَّا يُقرأ القرآن في أقل من ثلاث للأحاديث
التي ذكرناها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
وقال أبو عبيد : حدثنا حجاج عن ابن جريج قال : حُدثْتُ عن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"عُرِضت على أجورُ أمتي حتى
(1/193)
القذاة
والبَعرة يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب
أمتي ولم أر ذنباً أكبر من آية أو سورة من كتاب الله أوتيها رجل
فنسيها".
قال : وحدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن
عيسى بن فائد ، عن من سمع سعد بن عبادة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- :
"ما من أحد تعلم القرآن ثم نسي إلا لقي الله عز وجل أجذم ".
وقال أبو عبيد : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن عبد العزيز بن أبي
رَوَّاد قال : سمعت الضحاك بن مزاحم يقول : ما من أحد تعلم
القرآن ، ثم نسيه إلا بذنب يحدثه ؛ لأن الله تعالى يقول :
(1/194)
(وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)
وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب.
قال : وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن هشام الدسْتُوائي ، عن
يحيى بن أبي كثير ، عن أبي راشد الحبرانى ، قال : قال عبد الرحمن بن
شبل : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
"اقرؤوا القرآن ، ولا تغلوا فيه ، ولا تجفوا عنه ، ولا تأكلوا به ، ولا
تستكبروا به ، أو تستكثروا به"
شك أبو عبيد.
وعن أبي سعيد الخدري رحمه الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : :تَعَلمُوا
القرآن ، وسَلُوا الله به قبل أن يتعلمه قومٌ يسألون به الدْنيا ، فإن القرآن
يتعلمه ثلاثة نفر : رجلٌ يُباهي به ، ورجلٌ يستأكلُ به ، ورجلٌ يقرؤه
لله ".
وقال أبو عبيد : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحى قال :
(1/195)
سمعت
أبا حازم يقول : مر ابن عمر برجل من أهل العراق ساقط.
والناس حوله ، فقال ما هذا ؟ فقالوا : إذا قُرئ عليه الفرآن وسمع
بذكر الله تعالى خرَّ من خشية الله عز وجل.
فقال ابن عمر : والله إنا لنخشى الله تعالى وما نسقط.
قال : حدثنا كثير بن هشام ، عن جعفر بن بَرْقان ، عن عبد الكريم
الجَزَري ، عن عكرمة ، قال : سئلت أسماء هل كان أحد من السلف
يُغْشى عليه من الخوف ؟ فقالت : لا ، ولكنهم كانوا يبكون.
قال : وحدثنا محمد بن كثير ، عن مخلد بن حسين ، عن هشام بن
حسان ، قال : قيل لعائشة رضي الله عنها : إن قوماً إذا سمعوا القرآن
صَعِقُوا فقالت : إن القرآن أكرم من أن تُنْزَف عنه عقول الرجال ، ولكنه
كما قال الله عز وجل : (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)".
وسئل أنس بن مالك - رحمه الله - عن القوم يقْرأ عليهم القرآن فيصعَقُون ، فقال :
ذلك فعل الخوارج .
(1/196)
قال
: حدثنا زيد بن الحباب ، عن حمران بن عبد العزيز ، وجرير
بن حازم أنهما سمعا محمد بن سيرين ، وسئل عن الرجل يُقرأ عنده
القرآن فيقعُ فقال : ميعادُ ما بيننا وبينه أن يجلس على حائط ، ثم يُقْرأ
عليه القرآن من أوله إلى آخره ، فإن وقع فهو كما قال.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج الأرْتَاحِي.
رحمه الله ، أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسين بن عمر الموصلي
الفراء ، أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن سعيد الشيْحِي ، حدثنا أبو
الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحَمافمي المقرئ ، عن أبي
بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري ، حدثنا أبو بكر جعفر بن
محمد الفَريابى ، نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي ، نا بقية بن الوليد ، عن
شعبة ، عن سعيد الجريري عن أبي نضرة ، عن أبي فراس ، عن عمر بن
الخطاب ، رضي الله عنه ، قال :
"لقد أتى علينا حين ، وما نرى أن أحداً يتعلم القرآن يريد به إلا الله
جلّ ثناؤه ، فلما كان ها هنا بِأُخَرَةٍ خشيت أنّ رجالًا يتعلمونه يريدرن به
الناس وما عندهم فَأريدُوْا اللهَ تعالى بقراءتِكُمْ وأعمالِكُمْ ، فإنا كنّا
نعرفكم!
(1/197)
إذ
فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذ ينزل الوحي ، وإذ يُنْبِئنا الله من
أخباركم ، فأما اليوم فقد مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وانقطع الوحي ،
وأنا أَعْرَفُكُمْ بما أقولُ :
من أعل. خيراً أحببناه عليه ، وظننا به خيراً.
ومن أظهر شراً أبغضناه عليه ، وظننا به شراً.
سَرائركم فيما بينكم وبين ربكم تعالى جدّه.
وبالإسناد قال محمد بن الحسين : أنا أبو محمد عبد الله بن صالح
البخاري ، نا مخلد بن الحسين ، نا أبو المَلِيْح ، قال : كان ميمون بن
مِهران يقول : لو صلح أهل القرآن صلح الناس.
قال : وحدثنا جعفر الصندلي قال : سمعت أبا الحسين محمد بن أبي
الورد يقول : كتب حذيفة المرعشى إلى يوسف بن أسباط : بلغني أنك
بعت دينك بحبتين ، وقفت على صاحب لبن ، فقلت بكم هذا ؟ فقال : هو
لك بسدس ، فقلت : لا بثمن ، فقال هو لك ، وكان يعرفك.
اكشف عن رأسك قناع الغافلين ، وانتبه من رقدة الموتى ، واعلم أن من قرأ القرآن ،
ثم آثر الدنيا لم آمن أن يكون بآيات الله عز وجل من المستهزئين.
وعن الحسن قال : مررت أنا وعمران بن حصين على رجل يقرأ
(1/198)
سورة
يوسف ، فقام عمران يستمع لقراءته ، فلما فرغ سأل فاسترجع
عمران ، وقال : انطلق ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
"من قرأ القرآن فليسأل الله به ، فإنه سيأتي قوم يقرؤن القرآن يسألون الناس
به".
وحدثني أبو المظفر بالإسناد إلى النسائى ، أخبرنا عمرو بن على ، نا
عبد الرحمن ، نا سَلامُ بْنُ أَبي مُطِيْع ، عن أبي عمران الجَوْني عن جندب
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"اقْرَؤُوْا القرآنَ ما التلفتْ عليه قلوبُكُمْ ، فإذا اختلَفْتُمْ
فَقُوْمُوْا عنهُ ".
وبه أخبرنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا أنس بن عياض ، عن أبي حازم.
عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "أنزل
القرآن على سبعة أحرف ، المراء في القرآن كفر".
وحدثني الغزنوي ، رحمه الله ؟ بإسناده عن أبي عيسى ، نا أحمد بن
منيع ، نا جرير ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال :
(1/199)
قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
"الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
هذا حديث حسن صحيح.
وأخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهانى رحمه الله ، أنا
أبو العلاء محمد بن عبد الجبار بن محمد بقراءتي عليه ، قلت له : حدثكم
أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عَبْد كُوية الإمام ، قال : أنا سليمان
بن أحمد بن أيوب الطبرانى ، نا سعد بن سعد العطار المكي ، نا إبراهيم
بن المنذر ، نا إسحاق بن إبراهيم مولى جُميْع بن حارثة الأنصاري ، حدثني
عبد الله بن ماهان الأزدي ، حدثني فائد مولى عبيد الله بن أبي رافع.
حدثتني سكينة بنت الحسين بن على رضي الله عنهم ، عن أبيها قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة".
قال ابن عبد كُوية : وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد المقرئ ، أنا
محمّد بن إبراهيم بن سفيان ، نا محمد بن قُدامة المِصيصى ، حدثنا جرير
بن عبد الحميد ، أنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال
لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا هريرة : (تَعَلمْ القرْآنَ
وَعَلمْهُ الناسَ ، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت ، فإنه إن أتاك الموت ، وأنت
كذلك حَجّت الملاثكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام ".
وروى أبو عبيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
"إن الله سبحانه وتعالى جَواد يحبُّ الجُوْدَ ، ويحب مَعَاْليَ الأخلاق ،
ويكرَهُ سَفْسَاْفَهَاْ ، وإن من
(1/200)
تعظيم
جلال الله تعالى إكرامَ ثلاثة : الإمامُ المُقْسِطُ ، وذو الشيْبَةِ المسلم.
وحامل القرآن غيرُ الغالي فيه ، ولا الجافى عنه".
وعن خُلَيْد العصرِيٌ قال : لما ورد علينا سلمان ، رحمه الله ، أتيناه
نستقرئه القرآن ، فقال : إِن القرآنَ عربي فاشَقْرئوه رجلًا عربيًا ، قال : فكان
زيد بن صُوْحان يُقْرِئُنا ، ويأخذ عليه سلمان.
وعن الآجُري ، رحمه الله ، بإسنادنا المتقدّم قال محمد بن الحسين :
بنبغي لمن علمه الله وفضله على غيره ممن لم يُحَمِّلْهُ كتابه ، وَأحبَّهُ أن
يكونَ من أهل القرآن ، وأهل الله وخاصته ، وممن وعده الله عز وجل الفضل
العظيم ، وممن قال الله عز وجلّ فيهم :
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ)
وممن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"الذي يقرأ القرآن ، وهو به ماهر ، مع الكرام السفَرَةِ ، والذي يقرؤه ، وهو
عليه شاق ، له أجران".
(1/201)
وقال
بشر بن الحارث سمعت عيسى بن يونس يقول : إذا ختم العبد
قَبَّله الملك بين عينيه.
قال : فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه
يعمر به ما خرب من قلبه ، فيتأدب بأدب القرآن ، ويتخلق بأخلاق شريفة
يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن ، فأول ما ينبغي له أن يستعمل.
تقوى الله عز وجل في السر والعلانية باستعماله الورع في مطعمه ومشربه
وملبسه ومسكنه".
وأن يكون بصيراً بزمانه ، وفساد أهله ، فهو يحذرهم على
دينة ، مقبلاً على شأنه ، مهموماً بإصلاح ما فسد من أمره ، حافظاً للسانه.
مميزاً لكلامه ، إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صواباً ، وإن سكت.
سكت بعلم إذا كان السكوت صواباً ، قليل الخوض فيما لا يعينه يخاف من
لسانه أشدَ مما يخاف من عدوه ، يحبس لسانه كحبسه لعدوه ليأمن.! من
شره ، وسوء عاقبته ، قليل الضحك فيما يضحك منه الناس لسوء عاقبة
الضحك ، إن سُرَّ بشيء مما يوافق الحق تبسم ، يكره المزاح خوفًا من
اللعب ، فإن مزح قال حقاً ، باسط الوجه طيب الكلام ، لا يمدح نفسه بما
فيه ، فكيف بما ليس فيه ؟ يحذْرمن نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط
مولاه ، لا يغتاب أحداً ولا يحقر أحدًا ، ولا يسب أحداً ، ولا يشمت
(1/202)
بمصيبة
، ولا يبغي على أحد ، ولا يحسده ، ولا يسيء الظن بأحد إلا بمن
يستحق فحينئذٍ يظن بعلم ، ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم.
ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم ، قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى
كل خلق حسن جميل ، حافظ لجميع جوارحه عما نُهِيَ عنه ، إن مشى
مشى بعلم ، وإن قعد قعد بعلم ، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده ، ولا
يجهل ، وإن جهل عليه حلم ، لا يظلم ، وإن ظلم عفا ، لا يبغي وإن بُغِيَ
عليه صبر ، يكظم غيظه ليرضي ربَّه ، ويغيظ عدوه ، متواضع في نفسه ، إذا
قيل له الحق قَبِلَهُ من صغير أو كبير ، يطلب الرفعة من الله عز وجل لا من
المخلوقين ، ماقت للكبر ، خائف على نفسه ودينه ، لا يتأكل بالقرآن ، ولا
يحب أن تقضى له به الحوائج ، ولا يسعى به إلى أبواب الملوك ، ولا
يجالس به الأغنياء ليكرموه ، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه كسب
هو القليل بفقه وعلم إن لبس الناس اللين للتفاخر ، لبس هو من الحلال ما
يستر عورته ، إن وسع عليه وسَّع على نفسه ، وإن أمسك عليه أمسك يقنع
بالقليل فيكفيه ، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يُطغيه ، يتبع واجبات القرآن
والسنة ، يأكل بعلم ، ويشرب بعلم ، ويلبس بعلم ، وينام بعلم ، ويجامع
أهله بعلم ، ويصحب الإخوان بعلم ، ويزورهم بعلم ، ويستأذن عليهم
بعلم ، ويسلم عليهم بعلم ، ويجاور جاره بعلم ، ويلزم نفسه بر والديه.
فيخفض لهما جناحه ، ويخفض لصوتهما صوته ، ويبذل لهما ماله.
وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة ، ويدعو لهما بالبقاء ويرفق بهما عند
الكبر ، لا يضجر بهما ، ولا يحقرهما إن استعانا به على طاعة أعانهما ، وإن
استعانا على معصية لم يعنهما عليها ، ورفق بهما في مغصيته إياهما يحسن
الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا فيما لا يحسن بهما فعله ، يصل الرحم ،
(1/203)
ويكره
القطيعة ، من قطعه لم يقطعه ، من عصى الله فيه أطاع الله الكريم
فيه ، يصحب المؤمنين بعلم ، ويجالسهم بعلم ، من صحبه نفعه ، يحسن
المجالسة لمن جالسه ، إن علَّم غيره رفق به ، ولا يعنف من أخطأ ، ولا
يخجله ، رفيق في أموره ، صبو رعلى تعليم الخير ، يأنس به المتعلم.
ويفرح به المجالس ، مجالسُه يفيد خيراً ، يؤدب من جالسه بأدب القرآن
والسنة ، وإن أصيب بمصيبة فالقرآن والسنة له مؤدبان ، يحزن بعلم ، ويبكي
بعلم ، ويصبر بعلم ، ويتطهر بعلم ، ويصلي بعلم ، ويزكي بعلم ويتصدق
بعلم ، ويصوم بعلم ، ويحج بعلم ، ويجاهد بعلم ، ويكسب بعلم ، وينفق
بعلم ، وينبسط في الأمور بعلم ، وينقبض فيها بعلم ، يتصفح القرآن ليؤدب
به نفسه ، ولا يرضى من نفسه أن يؤدّي ما فرض اللّه عز وجل عليه بِجَهْلٍ قد جعل
القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خير ، إن درس القرآن فبحضور
فهم وعقل ، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عز وجل من اتباع ما أمر.
والانتهاء عما نهى ، ليس هِمتهُ متى أَخْتُمُ السورةَ ؟ هِمتُةُ متى أستغني
بالله عن غيره ؟ متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من المحسنين ؟ متى
أكون من المتوكلين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟
متى أكون من الصادقين ؟ متى أكون من الخائفين ؟ متى أكون من الراجين ؟
متى أزهد في الدنيا ؟ متى أرغب في الآخرة ؟ متى أتوب من الذنوب ؟
متى أعرف النعم المتواترة ؟ متى أشكره عليها ؟ متى أعقل عن الله عز وجلّ
الخطاب ؟ متى أفقه ما أتلو ؟ متى أغلب نفسي على ما تهوى ؟ متى
أجاهد في الله حق جهاده ؟ متى أحفظ لساني ؟ متى أغض طرفي ؟
متى أحفظ فرجي ؟ متى استحي من الله حق الحياء ؟ متى أشتغل بعيبي ؟
متى أصلح ما فسد من أمري ؟ متى أتزود ليوم معادي ؟ متى أكوِن
من الله راضياً ؟ متى أكون بالله واثقاً ؟ متى أكون بزجر القرآن متعظاً ؟
(1/204)
متى
أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلًا ؟ متى أحب ما أحب ؟
متى أَبغَضُ ما أبغضَ ؟ متى أنصح لله ؟ متى أخلص له عملي ؟ متى أُقصر
أملي ؟ متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي ؟ متى أعمر قبري ؟ متى
أتفكر في الموقف وشدته ؟ متى أفكر في خلوتي مع ربي ؟ متى أحذر ما
حذرني ربي عز وجل من نارٍ حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وعمقها طويل ، لا
يموت أهلها فيستريحون ، ولا تُقال عثرتهم ، ولا ترحم عبرتهم ، وطعامهم
الزقوم ، وشرابهم الحميم ، كلما نضجت جلودهم بُدلوا جلوداً غيرها ليذقوا
العذاب ، ندموا حيث لا ينفعهم الندم ، وعضوا على الأيدي أسفاً على
تقصيرهم في طاعته ، وركوبهم المعاصي لله عز وجل ، فقال منهم قائل :
"يا ليتني قدمت لحياتي ، وقال قائل : "رب ارجعون لعلي أعمل
صالحاً فيما تركت ، وقال قائل : "يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر
صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "..
وقال قائل : (يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً)
وقالت فرقة منهم وجوههم تتقلب في أنواع من العذاب :
"يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا".
فهذه النار يا معشر المسلمين ، يا حملة القرآن حذرها الله عز وجل
للمؤمنين في غير موضع من كتابه رحمة منه لهم فقال عز وجل :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا
يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6).
(1/205)
وقال
عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ
مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
(18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ
أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19).
فحذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم ، وعهد إليهم أن لا يضيعوه ، وأن
يحفظوا ما استرعاهم من حدود ، ولا يكونوا - كغيرهم ممن فَسَقَ عن أمره
فعذبه بأنواع العذاب.
ثم أَعْلَم المؤمنين أنه (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ
الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20).
قال محمد بن الحسين : فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض
القرآن ، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن فعله وما قبح.
فما حذره مولاه حذِره ، وما خوفه به من عقابه خافه ، وما رغبه فيه مولاه رَغِب فيه
، ورجاه ، فمن كانت هذه صفته ، أو ما قارب هذه الصفة ، فقد تلاه حق تلاوته ، ورعاه
حق رعايته ، وكان له القرآن شاهداً وشفيعًا وأنيساً وحِرْزاً -
أسال الله عز وجل بكرمه أن يجعل لي من هذه الأوصاف حظاً أتخلَّص به
من تبعة القرآن - وقد كان شيخنا أبو القاسم الشاطبى رحمه الله صاحب
هذه الصفات جميعها ، وربما زاد عليها.
قال محمد بن الحسين حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان
(1/206)
السجستانى
، وحدثني أبو المظفر الجوهري ، رحمه الله ، بإسناده إلى أبي
بكر حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني يحيى بن
أيوب ، عن زَبان بن فائد ، عن سهل بن معاذ الجهنى ، عن أبيه أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"من قرآ القرآن وَعَمِلَ بما فيه ، ألبِسَ والِداهُ تاجاً يومَ
القيامةِ ، ضَوْءُهُ أحْسَنُ من ضوْءِ الشمسِ في بيوت الدنيا ، فما ظَنكَ بالذي
عمِلَ بهذا ؟ ".
قال محمد بن الحسين رحمه الله حدثنا محمد بن صاعد ، حدثنا
الحسين بن الحسن المروزي ، أنبأنا ابن المبارك ، أنبأنا همام ، عن قتادة
قال : لم يجالس هذا القرآن أحد إلَّا قام عنه بزيادة أو نقصان قضاء الله
الذي قضى ، شفاء ورحمة للمؤمنين ، ولا يزيد الظالمين إلا خساراً.
وقال قتادة في قول الله عز وجل : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ
بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا)
قال : البلد الطيب المؤمن سمع كتاب الله فوعاه ، وأخذ به ، وانتفع به كمثل هذه
الأرض أصابها الغيث وأنبتته - وأمرعت ، (وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا
نَكِدًا)
(1/207)
إلا
عَسِراً وهذا مثل الكافر سمع القرآن ، فلم يعقله ، ولم يأخذ به ، ولم ينتفع به
كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم تنبت شيئاً ، ولم تمرع
شيئاً.
قال محمد بن الحسين : ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به ، ولا يغفلوا
عنه ، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها ، فإن
تبينوا منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من أداء
فرائضه ، واجتناب محارمه فحمدوه في ذلك وشكروا الله عز وجل على ما
وفقهم له وَإنْ علموا أن النفوس مُعرضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم قليلة
الاكتراث به استغفروا الله عز وجل من تقصيرهم وسألوه النقلة من هذه
الحالة التي لا تحسن بأهل القرآن ، ولا يرضاها لهم مولاهم إلى حال
يرضاها ، فإنه لا يقطع من لجأ إليه.
ومن كانت هذه حاله وجدَ منفعة تلاوة القرآن في جميع أمورِه ، وعاد
عليه من بركة القرآن كما يحب في الدنيا والأخرة.
قال محمد بن الحسين : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، حدثنا
محمد بن الصباح الدولابي ، حدثنا وكيع ، حدثنا هشام ، عن أبيه ، عن
عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"إذا نعِسَ أَحدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ ، فإن أحدكم يريد أن يستغفر الله عز وجل
فيُسب نفسه.
(1/208)
قال
زِر : قلت لعطاء : أَقرأُ القرآنَ فيخرُجُ مني الريحُ فقال : تُمسك
عن القراءةِ حتى تنقضي الريح.
وعن مجاهد رحمه الله : إذا تثاءبت ، وأنت تقرأ ، فأمسك حتى
يذهب عنك.
وروى أبو عبيد ، رحمه الله ، عن أبي مَيْسَرَة أن جبريل عليه السلام
لقَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند خاتمة القرآن ، أو قال عند خاتمة
البقرة : آمين ".
وكان معاذ بن جبل ، رحمه الله ، إذا ختم سورة البقرة قال : آمين.
وكان جُبَيْر بن نُفَير يقول : آمين آمين حتى يركع ، ويقول ، وهو
راكع ، حتى يسجد
ودخل عمر ، رضي الله عنه ، المسجد ، وقد سبق ببعض الصلاة.
فنثسب في الصف ، وقد قرأ الِإمام : (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ).
فقال عمر : وأنا أشهد ، رفع صوته حتى ملأ المسجد.
وسمع عمر رضي الله عنه رجلًا يقرأ :
(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا).
فقال يا ليتها تَمَّت .
(1/209)
وسمع
ابن مسعود - رحمه الله - من قرأ هذه الآية ، فقال :
إيْ وعزتك فجعلته : سميعاً بصيراً وحياً وميتاً.
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه تلا هذه الآية : (يَا أَيُّهَا
الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)
فقال : جهله.
وعن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقرأ فوق بيت له (أَلَيْسَ
ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى)
فرفع صوته فقال : سبحانك اللهم وبلى"
فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قرأ في الصلاة (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى
أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) فقال : سبحانك اللهم وبلى.
وعن أبي هريرة : من قرأ ذلك فليقل : بلى ، وكذلك في آخر
(والتين والزيتون)
ومن قرأ آخر المرسلات فليقل : آمنت بالله ، وما أنزل.
وعن أبي أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن عمر بن عطية قال :
(1/210)
سمعت
أبا جعفر محمد بن على يقول : إذا قرأت : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).
فقل أنت : اللهُ أَحَدُ ، وإذا قرأت (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)
فقل أنت : أعوذ برب الفلق ، وإذا قرأت (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
فقل أنت : أعوذ برب الناس.
وعن عبد خير قال : سمعت علياً عليه السلام قرأ في الصلاة
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فقال : سبحان ربي الأعلى.
وكذلك روي عن ابن عمر ، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - وعن أبي موسى ، وسعيد بن
جبير.
وقال صلة بن أشيم : إذا أتيت على هذه الآية (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) فقف عندها ، وسل الله الجليل.
ورُوِيَ أنه كان يُسْتَحب للقارئ إذا قرأ (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ
يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ) أن يرفعْ صوته .
(1/211)
ذكر
ختم القرآن
أبو عبيد بإسناده عن أبي قلابة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد المغانم حين تقسم ، ومن شهد فاتحة القرآن
كان كمن شهد فتحاً في سبيل الله".
وعن قتادة كان بالمدينة رجل يقرأ القرآن من أوله إلى آخره على
أصحاب له ، فكان ابن عباس يضع عليه الرقباء ، فإذا كان عند الختم جاء
ابن عباس فشهده.
وعن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : من ختم القرآن فله دعوة
مستجابة.
وكان إذا ختم القرآن جمع أهله ، ثم دعا ، وآمنوا على
دعائِهِ ، وكان أنس بن مالك يجمع أهله عند الختم.
وقال إبراهيم التيمى كان يقال : إذا ختم الرجل القرآن في أول النهار صلت عليه
الملائكة بقية يومه ، وإذا ختمه أول الليل صلت عليه الملائكة بقية ليلته
قال : فكانوا يحبون أن يختموا في أول النهار ، وفي أول الليل .
(1/212)
وقال
محمد بن جحَادة : كانوا يستحبون إذا ختموا من أول الليل أن
يختموا في الركعتين بعد المغرب ، فإذا ختموا من النهار أن يختموا في
الركعتين قبل صلاة الفجر.
* * *
تجزئة القرآن
يقال : أجزاء القرآن ، والأحزاب ، والأوراد بمعنى واحد.
وأظن الأحزاب مأخوذاً من قولهم : حِزْب فلان أي جماعته ؛ لأن الحزب طائفة من
القرآن ، والورد أظنه من الوِرْد الذي هو ضد الصَّدَر ؛ ولأن القرآن يروي ظمأ
القلوب.
قال أبو عبيد : حدثنا مروان بن معاوية ، عن عبد الله بن عبد الرحمن
الطائفي ، قال : حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي ، عن جده أنه
كان في الوفد الذين قَدِموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بني مالك ،
فأنزلهم في قبة له في المسجد قال : فكان يأتينا ، فيحدثنا بعد العشاء ، وهو قائم ،
حتى يراوح بين قدميه من طول القيام ، وكان أكثر ما يحدثنا شكايته قريشًا ، وما كان
يلقى منهم ، ثم قال : كنا مستضعفين ، فلما قدِمنا المدينة انتصفنا من القوم ،
وكانت سجال الحرب بيننا ، علينا ولنا.
قال : فاحتبس عنا ليلة ،
(1/213)
فقلنا
: يا رسول الله : لبثث عنا الليلة أكثر مما كنت تلبث قال : نعم طرأ
على حزبي من القرآن ، فكرهت أن أخرج - من المسجد حتى أقضيه".
قال أبو عبيد : وحدثني أبو نعيم ، عن عبد الله بن عبد الرحمن
الطائفى ، عن عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن جدّه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
مثل ذلك ، وزاد في حديثه : قال : فقلنا لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
إنه قد حدثنا
أنه طرأ عليه حزبه من القرآن ، فكيف تحزبون القرآن ؟
فقالوا : نحزبه ثلاث سور ، وخمس سور ، وسبع سور ، وتسع سور ، وإحدى عشرة سورة ،
وثلاث عشرة سورة ، وحزب المفصل فيما بين قاف وأسفل.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - :
"طرأ على حزبي من القرآن : هو من قولهم طرأ علينا يطرأ طَرءاً وطروءً.
إذا طلع عليهم من بلد آخر ، فلما خطر بباله - صلى الله عليه وسلم - حزبه صار كأنه
طرأ عليه".
وحدثني المظفر الجوهري ، رحمه الله ، بالسند المتقدم إلى أبي بكر
عبد الله بن أبي داود ، حدثنا محمود بن آدم المروزي حدثنا بشر بن
السري ، حدثنا محمد بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن عثمان بن
عبد الله بن أوس ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : استأذن رجل على
(1/214)
رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو بين مكة والمدينة ، قال :
إنه قد فاتني الليلة جزئي من القرآن فإني لا أوثر عليه شيئاً.
قال عبد الله : وحدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا ابن أبي مريم
قال : أنبأنا يحيى بن أيوب قال : حدثني ابن الهاد ، قال : سألني نافع بن
جُبَيْر فقال : في كم تقرأ القرآن ؟
فقلت - : ما أُجَزِّئُهُ ، فقال نافع : لا تقُلْ : ما أُجَزئُهُ ، فإن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - كان يقول :
"قرأت جزءاً من القرآن ".
وقال عبد الله : حدثنا هارون بن سليمان ويحيى بن حكيم ، قالا :
حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال : حدثنا عمرو بن منخل السدُوسي.
عن مطهر بن خالد الربعى ، عن سالم ، وقال يحيى عنْ سلام أي محمد
الحماني : قال أبو بكر بن أبي داود : ليس هو سالم ، ولا سلام إنما هو
راشد أبي محمد الحماني ، قال : جمع الحجاج بن يوسف الحفاظ
والقراء ، وكنت فيهم فقال : أخبروني عن القرآن كله كم هو من حرف
قال : . فجعلنا نحسب حتى أجمعوا أن القرآن كله بثلاتممائة ألف حرف
وأربعين ألف حرف وسبع مائة حرف ونيف وأربعين حرفاً.
قال : فأخبروني إلى أي حرف ينتهي نصف القرآن ؟
فحسَبوا ، وأجمعوا أنه ينتهي في الكهف (وَلْيَتَلَطفْ) في الفاء
قال : فأخبروني بأسباعه على الحروف ، فإذا أول سبع في النساء
(فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ) في الدال ، والسبع الثاني في
الأعراف (حَبِطَتْ) في التاء
قلت : يعني قوله عز وجل : (وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ)
والسبع الثالث في الرعد (أُكُلُهَا دَائِمٌ)
(1/215)
الألف
آخر (أكلُهَاْ) والسبع الرابع في الحج (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا)
في الألف ، والسبع الخامس في الأحزاب (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ)
في الهاء ، والسبع السادس في الفتح (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ) في
الواو.
والسابع ما بقي من القرآن.
قال فأخبروني بأثلاثه قالوا : الثلث الأول رأس مائة من براءة ، والثلث
الثاني رأس إحدى ومائة من طسم الشعراء ، والثلث الثالث ما بقي من
القرآن.
قال الحماني وسألنا عن أرباعه فإذا أول ربع خاتمة سورة الأنعام.
والربع الثاني في الكهف (وليتلطف) والربع الثالث خاتمة الزمر ، والربع
الرابع ما بقي من القرآن.
قال الحماني : عملناه في أربعة أشهر وكان الحجاج يقرؤه في كل ليلة.
وقال عبد الله حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم عن أبيه ، عن الفيض
بن موسى قال : حدثنا عبد الواحد العطار ، عن هلال الوراق ، وعاصم
الجحدري أنهما قالا : نصف القرآن خاتمة الكهف ، وخاتمته (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ).
وثلث القرآن خاتمة براءة ، وخاتمة طسم القصص ، وآخر القرآن.
وربع القرآن خاتمة الأنعام ، وخاتمة الكهف ، وخاتمة يس ، وآخر
القرآن.
(1/216)
وخمس
القرآن خاتمة المائدة ، وخاتمة يوسف ، وخاتمة الفرقان.
وخاتمة حم السجدة ، وآخر القرآن.
وسدس القرآن خاتمة النساء ، وخاتمة براءة ، وخاتمة الكهف.
وخاتمة طسم القصص ، وخاتمة الدخان ، وآخر القرآن.
وسبع القرآن (يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) في النساء ، وفي سورة
الأعراف (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ).
وفي سورة إبراهيم (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25).
وفي المؤمنين (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ
(55).
وفي سبأ (فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20).
وخاتمة الفتح ، وآخر القرآن.
وثمن القرآن البقرة ، وآل عمران ، وخاتمة الأنعام ، وخاتمة هود.
وخاتمة الكهف ، وخاتمة الشعراء ، وخاتمة يس ، وخاتمة والذاريات ، وآخر
القرآن.
ولم يحفظ التسع.
وعشره البقرة ، ومائة من آل عمران ، وخاتمة المائدة ، وخاتمة
الأنفال ، وخاتمة يوسف ، وخاتمة الكهف ، وخاتمة الفرقان ، وخاتمة
الأحزاب ، وخاتمة حم السجدة ، وخاتمة الواقعة ، وآخر القرآن.
والقرآن كله ستة آلاف آية ، ومائتان وأربع آيات ، وهو مائة وأربع
عشرة سورة مع فاتحة الكتاب.
وقال عبد الله : حدثنا شعيب بن أيوب قال : حدثنا يحيى بن آدم
قال :
أسباع القرآن :
السبع الأول خمس مائة وسبع وأربعون آية ، والسبع الثاني خمس
(1/217)
مائة
وسبعون آية ، والسبع الثالث ستمائة وإحدى وخمسون آية.
والسبع الرابع تسعمائة وثلاث وخمسون آية والسبع الخامس ثمانِ مائة
وثمانِ وستون آية ، والسبع السادس تسع مائة وست وثمانون آية.
والسبع الآخر ألف آية وستمائة وأربع وعشرون آية.
فجميع آي القرآن ستة آلاف ومائتا آية وتسع وعشرون آية في
الجملة.
نقصان (ثلاثون) آية خطأ في الحساب.
وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وواحد وعشرون ألف
حرف ومئتا حرف وخمسون حرفاً.
قال يحيى بن آدم : حدثنيه يزيد بن أسحم قال : أعطانيه حمزة
الزيات من كتابه ، فيصير كل سبع من أسباع القرآن خمسة وأربعين ألف :
حرف وثمانِ مائة حرف واثنين - وتسعين حرفًا ، تبقى ستة أحرف.
قال أبو بكر بن أبي داود : القائل حدثنيه يزيد بن أسحم عن
يحيى بن آدم : وأسباع القرآن : السبع الأول في النساء (يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا
(61).
(1/218)
والثاني
في الأعراف (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170).
والسبع الثالث في إبراهيم (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ (24) . . . إلى قوله : (لعلهم يَتَذَكرُونَ).
والرابع في المؤمنين قوله عز وجل : . . . نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ
(55).
والخامس في سبأ (فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20).
والسادس خاتمة الفتح ، والسابع بقية القرآن.
وقال عبد الله بن أبي داود : حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا عبد الله
بن الزبير الحُميدي ، حدثنا أبو الوليد عبد الملك بن عبد الله بن مسعود.
عن إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين ، عن حميد الأعرج أنه حسب
حروف القرآن ، فوجد النصف الأول من القرآن ينتهي إلى خمس وستين آية
من سورة الكهف عند قوله (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا
عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67).
وهو الربع الثاني والسدس الثالث والثمن الرابع والعشر الخامس ، وصار
(مَعِيَ صَبْرًا) من النصف الآخر إلى أن يختم القرآن.
والثلث الأول ينتهي إلى بعض إحدى وتسعين
آية من براءة عند قوله : ( . . . كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ)
إلى الياء من (سَيُصِيْبُ) وهو السدس الثاني ، والتسع الثالث.
وصارت الياء من (سيصيب) من الثلث الأوسط ينتهي إلى بعض
ستٍ وأربعين آية من سورة العنكبوت عند قوله : (إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلَّا)
وهو السدس الرابع ، والتسع السادس ، وصارت (الَّذِين ظَلَمُوا) من الثلث الآخر ،
والثلث الآخر ينتهي إلى أن يختم القرآن.
(1/219)
والربع
الأول ينتهي إلى أول آية من سورة الأعراف إلى (وذِكْرَى
لِلْمُؤْمِنِينَ) وهو الثمن الثاني وصارت (اِتبِعُوا) من الربع الثاني ، والربع
الثاني ينتهي إلى (إِنكَ لَنْ تَسْتَطِيْعَ) حيث انتهى النصف ، والربع الثالث
إلى بعض مائة وثمان وأربعين آية من سورة الصافات عند (فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ)
وهو الثمن السادس ، وصارت (إِلَى حِينٍ) من الربع الآخر.
: الربع الآخر إلى أن يختم القرآن.
والخمس الأول ينتهي إلى بعض اثنتين وثمانين آية من سورة المائدة
عند قوله : (أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) ، وهو العشر الثاني ، وصارت (وَفِي
الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) من الخمس الثاني ، والخمس الثاني ينتهي إلى
بعض ست وأربعين من سورة يوسف عند قوله تعالى : (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ)
وهو العشر الرابع ، وصارت (لَعَلَّهُمْ) من الخمس الثالث.
أوالخمس الثالث ينتهي إلى بعض إحدى وعشرين آية من سورة الفرقان عند
قوله عز وجلٌ (أَوْ نَرَى رَبَّنَا) ، وهو العشر السادس.
وصارت (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا) من الخمس الرابع ، والخمس الرابع ينتهي إلى بعض خمس
وأربعين آية من سورة حم السجدة عند قوله عز وجل :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ) ، وهو@العشر الثامن ، وصارت (أَسَاءَ
فَعَلَيْهَا) من الخمس الخامس ، والخمس الخامس ينتهي إلى أن يختم القرآن :
والسدس الأول ينتهي إلى بعض إحدى وأربعين ومائة من سورة
النساء عند قوله عز وجلٌ : (إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا) وصارت (كُسَالَى) من
السدس الثاني ، والسدس الثاني ينتهي إلى إحدى وتسعين آية من سورة
براءة في (سُيُصِيْبُ) إلى الياء ، وهو الثلث الأول والتسع الثالث ، وصارت
(1/220)
الباء
من (سيصيب) منْ السدس الثالث والسدس الثالث ينتهي إلى بعض
خمس وستين آية من سورة الكهف عند (إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ) ، وهو النصف
الأول ، والربع الثاني ، والثمن الرابع ، والعشر الخامس ، وصارت (معيَ
صبراً) من السدس الرابع ، والسدس الرابع - ينتهي إلى بعض ست وأربعين
آية من سورة العنكبوت عند قوله عز وجل : (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا) ، وهو
التسع السادس ، وصارت (الذين ظلموا) من السدس الخامس.
والسدس الخامس ينتهي إلى بعض أربع وثلاثين آية من حم الجاثية عند
قوله عز وجل : (فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا) وصارت (وَلَا هُمْ
يُسْتَعْتَبُونَ)
من السدس الآخر ، والسدس الآخر ينتهي إلى أن يختم القرآن.
والسبع الأول ينتهي إلى بعض ست وخمسين آية من سورة النساء
عند قوله عز وجل : (أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ) ، وصارت
(وَنُدْخِلُهُمْ) من السبع الثاني ، والسبع الثاني ينتهي إلى مائة وسبع وستين آية
من الأعراف عند
قوله عز وجل : (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْـ) وصارت (عِقَابِ) من السبع
الثالث ، والسبع الثالث ينتهي إلى بعض أربع وعشرين آية من سورة إبراهيم
عند قوله عز وجل : (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْـ) ، وصارت (كُمْ) من السبع
الرابع ، والسبع الرابع ينتهي إلى بعض سبع وأربعين آية من سورة المؤمنين
عند قوله عزَّ وجلَّ : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوْسَى الكِتابَ) ، وصارت (لَعَلَّهُمْ
يَهْتَدُونَ) من السبع الخامس ، والسبع الخامس ينتهي إلى بعض ثمانِ
عشرة آية من سورة سبأ عند (قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْ) وصار (نَا) من السبع
السادس ، والسبع السادس ينتهي إلى آخر حرف من الآية الثانية من سورة
الحجرات (وَأنتمْ لاَ تَشعُرُونَ) وصارت (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ) من السبع
الآخر والسبع الآخر إلى أن يختم القرآن .
(1/221)
والثمن
الأول ينتهي إلى بعض مائة وخمس وتسِعين آية من سورة آل
عمران عند قوله عز وجل : (مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ) وصارت الواو والياء
والهاء والميم التي في (مَأْوَاهُمْ) من الثمن الثاني ، والثمن الثاني ينتهي إلى
أول
آية من سورة الأعراف عند (وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنَيْنَ) ، وهو الربع الأول.
- وصارت (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) من الثمن الثالث ، والثمن الثالث
ينتهي
إلى بعض سبع وثلاثين آية من سورة هود عند (وَفَارَ) وصارت (التَّنُّورُ)
من الثمن الرابع ، والثمن الرابع ينتهي إلى خمس وستين آية من سورة
الكهف عند (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ) حيث انتهى النصف الأول ، وهو الربع
الثاني ، والعشر الخامس ، وصارت (مَعِيَ صَبْراً) من الثمن الخامس.
والثمن الخامس ينتهي إلى آخر سورة الشعراء (أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) الياء
من (يَنْقَلِبُونَ) من الثمن الخامس والنون والقاف واللام والباء والواو والنون من
الثمن السادس ، والثمن السادس ينتهي إلى بعض مائة وثمانية وأربعين آية
من سورة (والصافات) عند (فآمَنُوا فَمَتعْنَاهُمْ) وهو الربع الثالث ، وصارت
(إلى حينٍ) من الثمن السابع ، والثمن السابع ينتهي إلى أول عشر من
سورة النجم. إلى قوله عز وجل : (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10).
وصارت (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ) من الثمن الآخر ، والثمن الآخر إلى أن يختم القرآن.
والتسع الأول ينتهي إلى بعض مائة وثلاثة وأربعين آية من سورة آل
عمران عند (فَقَدْ رَأْيتُمُوْهُ وَأ) فالواو والألف آخر التسع الأول ، والنون
والتاء والميم من التسع الثاني ، والتسع الثاني ينتهي إلى بعض أربع
وخمسين آية من سورة الأنعام عند (لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا)
وصارت (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) من التسع الثالث ، والتسع
الثالث
(1/222)
ينتهي
إلى بعض إحدى وتسعين آية من سورة براءة عند (سَيُصِيبُ) إلى
الياء ، وهو الثلث الأول ، والسدس الثاني ، وصارت الباء من (سَيُصِيبُ) من
التسع الرابع ، والتسع الرابع ينتهي في بعض إحدى عشرة آية من سورة
النحل (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي) وصَاْرَتْ (ذَلِكَ) من التسع الخامس.
والتسع الخامس ينتهي في بعض ثمانِ وعشرين آية من سورة الحج عند
(وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَ) وصارت النون والعين والألف والميم التي في
(الْأَنْعَامُ)
من التسع السادس والتسع السادس ينتهي في بعض ست وأربعين آية من
سورة العنكبوت (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِلَّا) ، وهو
الثلث الأوسط ، والسدس الرابع ، وصارت (الذين ظلموا) من التسع
السابع ، والتسع السابع ينتهي إلى بعض تسع آيات من أول سورة المؤمن
عند (يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْـ) وصارت الفاء
والسين والكاف
والميم من (أَنْفُسَكُمْ) في التسع الثامن ، والتسع الثامن ينتهي في بعض
سبع عشرة آية من أول سورة الواقعة عند (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَى)
وصارت (سُرُرٍ) من التسع الآخر والتسع الآخر إلى أن يختم القرآن.
والعشر الأول ينتهي إلى بعض إحدى وتسعين آية من سورة آل عمران عند . (لَنْ
تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا) وصارت (تُحِبُّونَ) من
العشر الثاني ، والعشر الثاني ينتهي إلى بعض اثنتين وثمانين آية من سورة
المائدة عند (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ) ، وهو
الخمس الأول ، وصارت (وَفِي الْعَذَابِ) من العشر الثالث ، والعشر
الثالث ينتهي إلى بعض اثنتين وثلاثين آية من سورة الأنفال عند (فَأَمْطِرْ
عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ الْتِنَا) ، وصارت (بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
من العشر
الرابع ، والعشر الرابع ينتهي إلى بعض ست وأربعين آية من سورة يوسف
عند قوله عزَّ وجلَّ :
(1/223)
(لَعَلِّي
أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ) وهو الخمس الثاني ، وصارت (لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ)
من العشر الخامس ، والعشر الخامس ينتهي إلى خمس وستين
آية من سورة الكهف عند قوله : (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ) وهو النصف الأول.
والربع الثاِني ، والسدس الثالث ، والثمن الرابع ، وصارت (مَعِيَ صَبْرًا)
من العشر السادس ، والعشر السادس ينتهي إلى بعض إحدى وعشرين آية
من سورة الفرقان عند (لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى
رَبَّنَا) وهو
الخمس الثالث وصارت (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) من العشر السابع.
والعشر السابع ينتهي إلى بعض إحدى وثلاثين آية من سورة الأحزاب
(وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ) ، وصارت (صَالِحًا)
من العشر
الثامن ، والعشر الثامن ينتهي إلى بعض خمس وأربعين آية من سورة حم
السجدة عند (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ) وهو الخمس الرابع ، وصارت
(أَسَاءَ فَعَلَيْهَا) من العشر التاسع ، والعشر التاسع ينتهي إلى بعض
خمس وعشربن آية من سورة الحديد عند (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ
وَالْكِتَابَ) وصارت (فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ) في العشر العاشر ، والعشر العاشر
ينتهي إلى آخر القرآن.
* * *
ذكر أنصاف الأسداس :
وهي أجزاء اثني عشر ، الأول من ذلك خاتمة البقرة ، وهذا قول
المعلى بن عيسى الورَّاق ، وقال محمد بن الجهم السمري (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) من آل عمران " وقيل : عند قوله عزَّ وجلَّ : (وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ)
منها والجزء الثاني ينتهي إلى السدس الأول ، والثالث إلى
الربع الأول والرابع إلى الثلث الأول ، والخامس إلى آخر الرعد ، وقيل :
إلى قوله عز وجل : (وَبِئْسَ الْمِهَادُ) منها.
(1/224)
والجزء
السادس إلى انتهاء النصف الأول ، والسابع في النور (وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ
حَكِيمٌ) وقيل : إلى قوله : (وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20).
والثامن ألخر القصص ، وقول الجماعة هو آخر الثلث الثاني.
والتاسع هو الربع الثالث ، والعاشر هو السدس الخامس ، والحادي عشر
آخر الامتحان ، وقيل : خاتمة الصف ، والثاني عشر خاتمة الناس.
وأما أنصاف الأسباع :
فحدثني أبو القاسم شيخنا ، رحمه الله ، قال : حدثنا أبو الحسن علي
بن محمد بن هذيل ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو عمرو عثمان بن سعيد
الداني ، رحمه الله ، قال : رواية الحلوانى عن ابني ذكوان : نصف السبع
الأول من أول البقرة إلى مائتين وخمس وستين آية (لعلكم تتفكرون) ، ونصف
الثاني عشرون آية من الأنعام (فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) ونصف الثالث ستون آية
من سورة يونس (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ) ونصف الرابع عند اثنتين
وتسعين آية من الكهف (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا) ، ونصف الخامس عند
أربعين آية من القصص (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) ، وقيل :
عند
قوله : (نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) في رواية ابن المنادي.
وليس مما رواه أبو عمرو الداني ، ونصف السبع السادس أربعون آية من
المؤمن (يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) ونصف السبع السابع
إلى آخر التغابن.
وقال ابن ذكوان : َ أخذت هذه الأجزاء عن أصحابنا
ومشايخنا أهل الشام.
(1/225)
وأما
أجزاء خمسة عشر فداخلة في أجزاء ثلاثين ، وأجزاء ستين
وسأذكرها إن شاء الله تعالى فتعرف منها أجزاء خمسة عشر.
وأما أجزاء ستة عشر وهي أنصاف الأثمان فنصف الثمن الأول
(وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ، ونصف الثمن الثاني (وَلَهُمْ
عَذَابٌ مُقِيمٌ)
في العقود ، ونصف الثمن الثالث في التوبة (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) .
ونصف الثمن الرابع آخر الحجر ، ونصف الثمن
الخامس آخر الحج ، ونصف الثمن السادس آخر لقمان ، ونصف الثُمن
السابع آخر الشورى . ونصف الثمن الثامن آخر المعارج.
ذكر أجزاء أربعة وعشرين :
وهي القراريط ، وهي أرباع الأسداس.
قال أبو عمرو الداني - رحمه الله -
(1/226)
وبها
قرأت على شيخنا فارس بن أحمد ، رحمه الله. الأول رأس
إحدى وستين ومائة من البقرة (وَلاَ هُمْ يُنْظرُونَ).
والثاني آخر البقرة ، والثالث آخر آل عمران ، والرابع رأس ست وأربعين ومائة من
النساءً (شَاكِرًا عَلِيمًا) ، والخامس رأس عشر ومائة من المائدة
(وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
والسادس (أو هُمْ قَائِلُونَ) من الأعراف - ، والسابع آخر
الأعراف ، والثامن (حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) من التوبة ، والتاسع
رأس
أربع وأربعين من هود (وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
والعاشر آخر الرعد ، والحادى عشر رأس الثمانين من النحل
(وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ)
والثاني عشر (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا) من الكهف.
الثالث عشر رأس إحدى وستين آية من الأنبياء (لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61).
والرابع عشر رأس عشر من النور (وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10).
والخامس عشر ْرأس عشرين ومائتين من الشعراء (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(220)
والسادس عشر رأس خمس وأربعين من العنكبوت (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
(45).
والسابع عشر رأس اثنتين وستين من الآحزاب . . . . تَبْدِيلاً)
الثامن عشر (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144).
وهو الربع الثالث.
والتاسع عشر رأس سبعين آية من المؤمن (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ
الْأَغْلَالُ) ، والموفي عشرين رأس إحدى وثلاثين آية من الجاثية (وَمَا نَحْنُ
بِمُسْتَيْقِنِينَ (32).
والحادي والعشرون آخر الطور.
والثاني والعشرون آخر الامتحان.
والثالث والعشرون آخر المزمل.
والرابع والعشرون آخر القرآن.
وهذه التجزئة على ما ذكره أبو عمرو الداني - رحمه الله - وقد خولف في مواضع.
(1/227)
ذكر
أجزاء سبعة وعشرين لصلاة القيام :
وحدثنا الخاقانى ، وخلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ في
الإجازة ، قالا : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله المقرئ الأصبهانى قال :
هذه أجزاء سبعة وعشرين على عدد الحروف ، أولها في البقرة (فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ
عَلِيمٌ) بعده (إن الذِينَ يَكْتُمُونَ) الثاني (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ
يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)
الثالث (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) - بعده - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا)
الرابع في النساء (لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82).
الخامس في المائدة (مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
السادس في الأنعام (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)
السابع في الأعراف (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53).
الثامن في الأنفال (خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)
التاسع في التوبة (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)
بعده (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ).
العاشر في هود (فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ
مِنَ الصَّادِقِينَ (32)
الحادي عشر في يوسف (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ (100).
الثاني عشر في النحل (فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)
والثالث عشر في بني اسرائيل (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99)
الرابع عشر في طه (إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38).
الخامس عشر في الحج (سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)
(1/228)
السادس
عشر في النور (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)
بعده (وَالْقَوَاعِدُ)
السابع عشر في النمل (وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)
الثامن عشر في العنكبوت (وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)
التاسع عشر في الأحزاب (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52).
العشرون في الصافات (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)
الحادي والعشرون في المؤمن (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ
مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21)
الثاني والعشرون في الزخرف (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37).
الثالث والعشرون في الفتح (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23)
الرابع والعشرون في الواقعة (إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)
الخامس والعشرون في التغابن (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)
السادس والعشرون في الإنسان (إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)
السابع والعشرون إلى آخر القرآن.
قال : وعدد كل جُزْء من ذلك على الحقيقة اثنا عشر ألفَ حرف
وسبع مائة وخمسة وخمسون حرفًا على زيادة حرفين في الجزء الأخير على
سائر الأجزاء.
* * *
ذكر أجزاء ثمانية وعشرين :
وهي أرباع الأسباع.
الربع الأول مائة وثلاث وخمسون من البقرة (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(153).
الثاني ثلاثون ومائة من آل عمران (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)..
الثالث اثنتا عشرة من المائدة (فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
(1/229)
الرابع
ثلاث آيات من سورة الأعراف (أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)
الخامس أربعون آية من التوبة (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
السادس ثماني عشرة آية من يوسف (وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)
السابع مائة وعشرون من النحل (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)
الثامن إحدى عشرة من الأنبياء (وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11).
التاسع : عشرون من سورة الشعراء (فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ
(20).
العاشر (اثنتان من لقمان في عدد أهل المدينة (وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3).
الحادي عشر مائة وأربع وأربعون من الصافات (إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144).
الثاني عشر ستون من الزخرف (مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60)
الثالث عشر إحدى وتسعون من الواقعة (وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89).
الرابع عشر خاتمة الإنسان فهذه الأجزاء في أرباع الأسباع على ما ذكر ابن المنادي
رحمه الله قال : فإذا أردت أن يُستكْمَلَ لك هذا الوردُ يعني ورد ثمانية وعشرين
فاقصد باب الأسباع ، وباب أنصافها فألف من أجزائها يستكْمَلْ لك ذلك إن شاء الله.
قلت : وذلك أنه أراد بهذه التجزئة أرباع الأسباع فالجزء الأول هو
نصف نصف السبع الأول والجزء الثاني هو نصف نصفه الثاني.
والجزء الثالث هو نصف نصف السبع الثاني.
والجزء الرابع هو نصف نصفه الثاني وكذلك إلى آخر الأجزاء.
ويبقى أربعة عشر جزءاً ، وهي أنصاف الأسباع ، فيكمل بذلك ثمانية وعشرون جزءاً.
* * *
ذكر أجزاء ستين :
قال أبو عمرو الداني ، رحمه الله : وهذه الأجزاء أخذتها في غير
واحد من شيوخنا ، وقرأت عليهم بها.
(1/230)
الأول
في البقرة (مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75).
وقال غير أبي عمرو (وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)
قال أبو عمرو : والثاني رأس أربعين ومائة (عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
الثالث رأس مائتي آية (وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
وقال غيره : (وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)
وقيل : (لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)
وقيل : (يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).
الرابع رأس خمسين ومائتي آية (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
الخامس في آل عمران (وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
وقال غير أبي عمرو : (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)
وقيَل : (العزيز الحكيم).
قال أبو عمرو - رحمه الله - : والسادس (وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)
وقيل : (وَأولَئكَ هُمُ الضالون)
وقيل : (وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135).
والسابع (ولا هم يحزنون) وقال غير أبي عمرو رأس مائة وخمس وستين
(إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
وقيل : (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) - قبل ذلك بآيتين.
والثامن في النساء (إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) باتفاق.
والتاسع رأس خمس وثمانين منها (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
(86)
ولم يوافَقْ على ذلك.
قال غير أبي عمرو : (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)
وقيل : (لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82).
والعاشر رأس مائة وست وأربعين آية منها (وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)
باتفاق.
(1/231)
الحادي
عشر (فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) في
المائدة ، ولم يوافقه على ذلك أحد.
وقال غيره : (فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)
وقيل : (فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23).
والثاني عشر (وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)
ووافقه على ذلك بعضهم ، وقيل : (وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)
وقيل : ، (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)
وقيل : (فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92).
قال أبو عمرو : والثالث عشر رأس أربع وثلاثين آية من الأنعام
(بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33).
قال أبو عمرو : وقيل : رأس ست وثلاثين منها (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
، ولم يقل غيره غير ذلك.
والأول ((بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)
يُرْوَى عن خلف بن هشام البزار.
والرابع عشر (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) باتفاق.
والخامس عشر (أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) في الأعراف
وقيل : آخر الأنعام.
قلت : وعلى هذا القول جميع الناس.
والسادس عشر (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87)
ووافقه على ذلك بعضهم ، وقال غيره : (وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89).
والسابع عشر (أجْرَ الْمُصْلِحِينَ) ولم يوافق عليه.
وقيل : (وَلَعَلهُمْ يَتقُونَ).
والثامن عشر (وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40).
في الأنفال باتفاق.
والتاسع عشر عند أبي عمرو في التوبة (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)
وقيل : (وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
وقيل : (أنى يُؤْفَكُونَ).
(1/232)
العشرون
(أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) باتفاق ، وهو الثلث.
الحادي والعشرون (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)
في يونس ، ولم يوافق عليه ، فقال قوم : (وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ (25).
وذكره أيضاً أبو عمرو ، فقال : وقيل : رأس خمس وعشرين (إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ).
وقال آخرون : قبل هذاَ بآية (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24).
وقال بعضهم (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40).
والثاني والعشرون إلى آخر السورة ، ولم يوافق عليه.
ثم قال أبو عمرو بعد ذلك : وقيل : رأس خمس آيات من هود (عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ (5).
وبهذا القول قال قوم ، وقال آخرون : (إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)
الثالث والعشرون (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83).
ثم قال : وقيل : (الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87).
وقيل : (رَحِيمٌ وَدُودٌ (90).
هذا كله قول أبي عمرو ، ووافقه قوم على (الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ).
فقط ، وقال قوم : (مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82).
الرابع والعشرون (كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52).
في يُوْسُف باتفاق.
وهو الخمس الثاني في قول الجميع الخامس والعشرون (وَبِئْسَ المِهَادُ)
في الرعد باتفاق.
والسادس والعشرون آخر إبراهيم باتفاق.
والسابع والعشرون (وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)
في النحل ، في قول أبي عمرو وغيره.
وقيل : (أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)
وعن خلف صاحب حمزة - رحمهما الله - (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44).
وقيل : (أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40).
(1/233)
والثامن
والعشرون آخر السورة باتفاق.
والتاسع والعشرون فىٍ سبحان (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98).
بعده (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ) ولم يوافق عليه.
وقال قوم : (إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96).
الآية التي قبل ذلك بآيتين ، وقيل : (وَكَفَى بِرَبكَ وَكِيْلاً).
الثلاثون موضع النصف في قول الجميع وذلك في سورة الكهف.
الحادي والثلاثون آخر مريم ، وقيل : (وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80).
وهذان القولان لأبي عمرو ، رحمه الله ، ولم يوافق عليهما ، وقال غيره :
(إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84).
وعن خلف بن هشام (وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92).
الثاني والثلاثون آخر طه باتفاق.
الثالث والثلاثون آخر الأنبياء ، ووافق أبا عمرو بعضهم.
وقيل : (إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)
أربع آيات من الحج ، وقيل : مائة وآية من الأنبياء.
الرابع والثلاثون آخر الحج باتفاق.
الخامس والثلاثون (وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20).
منَ النور ، وقيل : (تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)
هذان القولان لأبي عمرو ، ولم يوافق على الثاني.
وقال غيره : (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(21)
السادس والثلاثون (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)
في الفرقان هذا قول أبي عمرو وغيره.
وقيل : قبل ذلك بآية ، وقيل : بعده بآية.
(1/234)
السابع
والثلاثون (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) ..
في الشعراء بعده (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ)
ووافق أبا عمرو على ذلك غيره ، وقيل : (فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا
وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118).
بعد القول الأول بثماني آيات ، وقال أبو عمرو أيضاً : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ
الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104).
بعده (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105).
ولم يوافق عليه ، وهو قول حسن.
الثامن والثلاثون في النمل (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55).
باتفاق.
التاسع والثلاثون في القصص (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(50)
ووافق أبا عمرو على ذلك بعضهم.
وقيل : (نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)
وقيل : (عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
وقيل : (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47).
وقيل : (أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)
وقيل : (أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60).
الأربعون (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
في العنكبوت ، وهو الثلث الثاني باتفاق من الجميع.
الحادي والأربعون (إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)
في لقمان ، وقيل : (فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11).
بعده (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ).
ووافق أبا عمرو غيره على الموضعين جميعاً.
والثاني والأربعون (ؤوَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)
في الأحزاب ، وعلى ذلك مع أبي عمرو غيره ، وقيل : (بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) ،
بعد ذلك بعشر آيات بعدها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذْكُرُوا اللَّهَ
ذِكْرًا كَثِيرًا (41).
الثالث والأربعون قال أبو عمرو ، رحمه الله : رأس ثلاثين آية في
(1/235)
سبأ
(وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) ، قال : وقيل : رأس ثلاث وعشرين (وَهُوَ الْعَلِي
الْكَبِيْرُ)
وقال غيره : (بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)
وعن خلف : (هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)
رأس ثلاث وثلاثين منها.
الرابع والأربعون (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)
في يس.
وقال غيره : (يَا لَيْتَ قَوْمِيْ يَعْلَمُون)
الخامس والأربعون (إِلَى يَوْمِ يبعَثوْنَ) من الصافات.
السادس والأربعون (عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)
من الزمر باتفاق.
السابع والأربعون (يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)
عند أبي عمرو وغيره ، وقال قوم : (إِلَّا فِي تَبَابٍ (37).
الثامن والأربعون (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)
في حم السجدة ، وقال غيره : (الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30).
وقيل : عند (مُرِيبٍ (45).
التاسع والأربعون قال أبو عمرو : (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُكَذِّبِينَ (25)
في الزخرف.
قال : وقيل : (مُسْتَمْسِكُونَ (21).
قال : وقيل : (مُقْتَدُوْنَ).
الأقوال الثلاثة لأبي عمرو.
وقال غيره : (وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33).
الخمسون آخر الجاثية ، وقال غير أى عمرو : (وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32).
الحادي والخمسون (عَذَابًا أَلِيمًا)
في الفتح ، وقال غير أبي عمرو : آخر سورة القتال ، وقبل : (وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ
(32).
منها ، وقال قوم : (فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)
في الفتح ، وقيل : (صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20).
(1/236)
الثاني
والخمسون (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)
في الذاريات باتفاق.
الثالث والخمسون آخر القمر ، وقال غير أبي عمرو : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ
وَالْمَرْجَانُ (22).
وقال خلف : (وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11).
ِالرابع والخمسون آخر الحديد باتفاق.
الخامس والخمسون آخر الصف ، وقال غير أبي عمرو : (أَنْ تَقُولُوا مَا لَا
تَفْعَلُونَ (3).
وعن خلف (لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) .. منها.
السادس والخمسون آخر التحريم باتفاق.
السابع والخمسون آخر نوح باتفاق.
الثامن والخمسون آخر المرسلات عند أبي عمرو وغيره ، وقال
آخرون : خاتمة النبأ.
التاسع والخمسون آخر الطارق عند أبي عمرو وحده.
وقال خلف : خاتمة الأعلى ، وقيل : خاتمة الغاشية.
الستون آخر القرآن.
وأما أجزاء ثلاثين فداخلة في هذه الأجزاء كل جزءين منها جزء من ثلاثين.
وكذلك أجزاء خمسة عشر كل أربعة أجزاء جزء من خمسة عشر ، وكذلك العشرة كل ستة منها
جزء من عشرة ، وإنما ذكرت أجزاء عشرة فيما تقدم لأن الذي ذكرته على عدد الحروف وهذه
الأجزاء على الكلمات ، ولهذا يجيء بعضها أطول من
(1/237)
بعض
، وكذلك أجزاء عشرين كل ثلاثة أجزاء من ستين جزء من عشرين
وكذلك أجزاء أربعين كل جزء ونصف من الستين جزء من أربعين.
وأنا أذكر أنصاف الأحزاب من أجزاء الستين معستعينًا بالله وهو خير
معين وهي :
أجزاء مائة وعشرين
فنصف الحزب الأول (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ (38).
ونصف الحزب الثان ((أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(106).
وقيل : بعده بآية.
ونصف الحزب الثالث (فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175).
ونصف الحزب الرابع (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229).
بعده (فَإِنْ طَلَّقَهَا).
ونصف الحزب الخامس (هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275).
بعده (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا)
وقيل : قبل هذا بآية ، وقيل : بآيتين.
ونصف الحزب السادس (وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52).
ونصف الحزب السابع (أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128).
ونصف الحزب الثامن (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)
وقيل : آخر السورة ، وقيل : (وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6).
من سورة النساء.
ونصف الحزب التاسع (لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53).
ونصف الحزب العاشر (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113).
ونصف الحزب الحادي عشر (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) أول آية من المائدة ،
وقيل : في رأس ست منها (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6).
(1/238)
ونصف
الحزب الثاني عشر (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)
ونصف الحزب الثالث عشر (وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113).
ونصف الحزب الرابع عشر (وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)
وقيل : (مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67).
ونصف الحزب الخامس عشر (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
(141).
ونصف الحزب السادس عشر وهو الحزب الأول من الربع الثاني
(أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43).
ونصف الحزب السابع عشر (وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)
ونصف الحزب الثامن عشر آخر الأعراف.
ونصف الحزب التاسع عشر آخر الأنفال.
ونصف الحزب الموفي عشرين (وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
(58).
ونصف الحزب الحادي والعشرين (لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ (121) ، بعده (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً).
ونصف الحزب الثاني والعشرين (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
(67).
في يونس بعده (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ)
ونصف الحزب الثالث والعشرين (وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44).
بعده (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ).
ونصف الحزب الرابع والعشرين أربعِ عشرة آية من يوسف (قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ
الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14).
أو قبل ذلك بآية.
ونصف الحزب الخامس والعشرين (يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
(105).
ونصف الحزب السادس والعشرين (فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10).
في إبراهيم ، وقيل : بعد ذلك (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
(12).
وقيل : (ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18).
ونصف الحزب السابع والعشرين (عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93).
في سورة الحجر بعده
(1/239)
ً(فَاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَرُ).
الثامن والعشرون نصفه (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ
(86).
ونصف الحزب التاسع والعشرين (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50)
رأس خمسين آية من بني إسرائيل
وقيل : عند قوله عز وجل (وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65).
بعده (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ).
والأول هو الأصح.
ونصف الحزب الموفي ثلاثين (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28).
ونصف الحزب الحادي والثلاثين ، وهو أول الربع الثالث ، أعني هذا الحزب (قَدْ
جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24).
ونصف الثاني والثلاثين (فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75)
في طه
وقيل : (وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)
وقيل : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67).
ونصف الحزب الثالث والثلاثين من الأنبياء (بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ
(57).
ونصف الحزب الرابع والثلاثين من الحج (وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
(39).
ونصف الحزب الخامس والثلاثين من المؤمنين (عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)
وقيل : (لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70).
ونصف الحزب السادس والثلاثين في النور (بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) ،
ونصف الحزب السابع والثلاثين ست آيات من
الشعراء (مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6).
ونصف الحزب الثامن والثلاثين (وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5).
فى النمل بعده (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) ، وقيل : (ظُلْمًا وَعُلُوًّا
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14).
وقيل : آخر الشعراء.
والحزب التاسع والثلاثون نصفه في القصص (وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12)
ونصف الحزب الموفي أربعين آخر القصص.
والحادي والأربعون نصفه في الروم (كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26)
وقيل : (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
(30).
وقيل : في لقمان
(1/240)
(فَأَرُونِي
مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
(11).
ونصف الحزب الثاني والأربعين في السجدة (مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ (28).
والثالث والأربعون نصفه في الأحزاب (لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63).
والرابع والأربعون نصفه في فاطر (فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى
اللَّهِ الْمَصِيرُ (18).
والخامس والأربعون في الصافات نصفه (قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18).
والسادس والأربعون نصفه في (ص) (فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60).
بعده (قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا).
وقيل : نصفه (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45).
السابع والأربعون نصفه في الزمر (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)
وقيل : (وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)
وقيل : آخرها.
ونصف الحزب الثامن والأربعين آخر المؤمن.
ونصف الحزب التاسع والأربعين في الشورى (إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29).
ونصف الحزب الموفى خمسين في الدخان (قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22).
بعده (فَأَسْرِ بِعِبَادِي)
وقيل : نصفه (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25).
(1/241)
وقيل
: نصفه (وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29).
والحزب الحادي والخمسون نصفه خاتمة الأحقافِ.
وأقول : بل نصفه فى سورة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - (كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9).
بعده (أَفَلَمْ يَسِيرُوا).
والثاني والخمسون نصفه (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
في الحجرات.
والثالث والخمسون نصفه (مِنْ رَبًهِمُ الْهُدَى)
في النجم ، وقيل : (وَهُوَ أعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى).
والرابع والخمسون نصفه (أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)
في الواقعة.
والخامس والخمسون نصفه في الحشر (فَأُوَلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
والسادس والخمسون نصفه (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)
في التغابن ، وقيل : (وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)
وقيل : خاتمتها.
السابع والخمسون نصفه في سورة الحاقة (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً)
والثامن والخمسون نصفه (وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)
في القيامة.
والتاسع والخمسون نصفه في المطففين (إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ
يَسْتَوْفُونَ (2)
هكذا ذكروا ، وهو - غلط ، بل النصف (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)
وقيل : آخرها.
ونصف الموفى ستين خاتمة والتين والزيتون.
(1/242)
ذكر
أرباع أجزاء الستين :
وكان شيخنا أبو القاسم ، رحمه الله ، يأخذ بذلك على من يجمع
القراءات ، فيقرأ عليه الجزء من الستين في أربعة أيام ، والناس إلى اليوم
يجتمعون بجامع مصر بعد تسليم الإمام من صلاة الصبح حول المصحف
الكبير ، ولذلك المصحف قارئ مجيد يجلس على دكةٍ ، والمصحف بين
يديه ، وعنده شمعتان عن يمينه وشماله ، ورجلان قائمان بين يديه ، يفتح
أحدهما المصحف ، ويصفح للقارئ أوراقه ، ويقرأ هذا الجزء على الناس
بصوت رفيع ، ويدعو عَقِيب ذلك ، ويتفرق الناس.
يفعل هذا في كل يوم على الدوام ، ولهذا القارئ على هذه القراءة
في كل شهر خمسة دنانير مصرية.
وأنا أذكر من كل جزء من أجزاء الستين الربع الأول والربع الثالث لأن الربعين
الآخرين قد ذكرتهما
أما الربع الثاني فإنه نصف الحزب وقد ذكرته ، وأما الربع الرابع فهو رأس
الحزب وقد ذكرته.
الحزب الأول من أجزاء الستين ربعه الأول (أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ (25).
وربعه الثالث (رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59).
الحزب الثاني : ربعه الأول (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ
قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)
والربع الثالث منه (وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123).
الحزب الثالث : الربع الأول (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157).
(1/243)
والثالث
(لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ (188).
الحزب الرابع : ربعه الأول (يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(218)
والربع الثالث (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237).
الحزب الخامس : الربع الأول (يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ (260)
الربع الثالث (وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282).
الحزب السادس الربع الأول (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
الْكَافِرِينَ (32).
الربع الثالث (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ (74).
الحزب السابع : الربع الأول (ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)
والربع الثالث (وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152).
الحزب الثامن : الربع الأول (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ
الْغُرُورِ (185)
والربع الثالث في النساء (فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا
حَكِيمًا (11). بعده (وَلَكُمْ نِصفُ).
الحزب التاسع : الربع الأول (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا
فَخُورًا (36) ، وقيل : قبل ذلك بآية الربع الثالث (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ
فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73).
الحزب العاشر : الربع الأول (دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ
اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96)
الربع الثالث (فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ
سَمِيعًا بَصِيرًا (134).
(1/244)
الحزب
الحادي عشر : الربع الأول (سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)
بعده (إِنَّا أوْحَيْنَا إِلَيْكَ)
الربع الثالث في المائدة (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
بعده (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ)
الحزب الثاني عشر : الربع الأول (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40).
الربع الثالث (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)
الحزب الثالث عشر : الربع الأول (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
(96).
الربع الثالث (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12)
في الأنعام بعده (وَلَهُ مَا سَكَنَ).
الحزب الرابع عشر : الربع الأول (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58).
بعده (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ)
الربع الثالث (وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94).
الحزب الخامس عشر : الربع الأول (وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(127).
والربع الثالث (وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150).
* * *
ابتداء الربع الثاني من القرآن :
الحزب الأول : الربع الأول منه (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
71 : 33 ، ، الربع الثالث (نَاصِحٌ أَمِينٌ (68).
الحزب الثاني : الربع الأول منه (وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)
الربع الثالث (وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155).
الحزب الثالث : الربع الأول منه (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ (188).
(1/245)
الربع
الثالث (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25).
الحزب الرابع : الربع الأول (إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59).
الربع الثالث (فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18).
في التوبة.
الحزب الخامس : الربع - الأول (سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمِينَ (47)
الربع الثالث (مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74))
بعده (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ).
الحزب السادس : الربع الأول (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا)
الربع الثالث في يونس (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (10).
الحزب السابع : الربع الأول (وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)
الربع الثالث (وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89).
الحزب الثامن : الربع الأول (وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)
الربع الثالث (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ
مُجِيبٌ (61)
في قصة صالح عليه السلام.
الحزب التاسع : الربع الأول (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)
بعده (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا).
وقال قوم. (غَيْرَ مَنْقُوْص)
الربع الثالث (لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35).
الحزب العاشر : الربع الأول (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76).
الربع الثالث (وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4).
(1/246)
الحزب
الحادي عشر : الربع الأول (فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)
بعده (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ).
وقيل : (وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34).
الربع الثالث (وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
(27).
الحزب الثاني عشر : الربع الأول (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46).
الربع الثالث (إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27).
الحزب الثالث عشر : الربع الأول (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70).
الربع الثالث (ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ
رَحِيمٌ (110).
الحزب الرابع عشر : الربع الأول (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ
فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)
الربع الثالث (وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70).
الحزب الخامس عشر : الربع الأول (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا
(16).
الربع الثالث (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49).
الربع الثالث من القرآن العزيز.
الحزب الأول : الربع الأول (فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا
يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101).
الربع الثالث (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57).
الحزب الثاني : الربع الأول (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ
ثُمَّ هَدَى (50).
الربع الثالث (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114).
(1/247)
الحزب
الثالث : الربع الأول (مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ
نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29).
الربع الثالث (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ
عَالِمِينَ (81).
الحزب الرابع : الربع الأول (إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)
السجدة ، الربع الثالث (فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (57).
بعده (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا)..
الحزب الخامس : الربع الأول (أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا
وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35).
الربع الثالث آخر السورة.
الحزب السادس : الربع الأول (وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34).
الربع الثالث (فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62).
الحزب السابع : الربع الأول (إِلَّا كُفُورًا (50).
بعده (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا).
الربع الثالث (خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51).
الحزب الثامن : الربع الأول (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
(164).
في قصة لوط عليه السلام الربع الثالث السجدة في النمل.
الحزب التاسع : الربع الأول (فَهُمْ مُسْلِمُونَ)
بعده (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ).
الربع الثالث (أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31).
الحزب العاشر : الربع الأول (وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)
الربع الثالث (وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21).
(1/248)
الحزب
الحادي عشر : الربع الأول آخر العنكبوت.
الربع الثالث (مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49.
الحزب الثاني عشر : الربع الأول (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ
مِمَّا تَعُدُّونَ (5).
الربع الثالث (وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16).
الحزب الثالث عشر : الربع الأول (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ
وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
الربع الثالث (إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6).
الآية السادسة من سبأ.
الحزب الرابع عشر : الربع الأول (فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45)
الربع الثالث (بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا
(40).
الحزب الخامس عشر : الربع الأول (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ
(59)
الربع الثالث في والصافات (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82).
* * *
الربع الرابع من القرآن العزيز :
الحزب الأول : الربع الأول (وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)
الربع الثالث (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9).
الحزب الثاني : الربع الأول (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53).
وقيل : قبل هذا بآية.
الربع الثالث (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22).
في المؤمن.
(1/249)
الحزب
الثالث : الربع الأول (فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ (65).
الربع الثالث (مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25).
بعده (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا).
الحزب الرابع : الربع الأول (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12).
بعده (شَرَعَ لَكُمْ).
الربع الثالث (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ
الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48).
الحزب الخامس : الربع الأول في الزخرف (بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
(48).
الربع الثالث (هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ
عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11).
الحزب السادس : الربع الأول (وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20).
بعده (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ).
الربع الثالث آخر السورة.
الحزب السابع : الربع الأول (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28).
بعده (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ).
الربع الثالث (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22).
الحزب الثامن : الربع الأول (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا
يَشْتَهُونَ (22)
الربع الثالث (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10).
الحزب التاسع : الربع الأول (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61).
بعده (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62.
الربع الثالث (هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15).
في الحديد.
الحزب العاشر : الربع الأول (وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13).
بعده ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا)
الربع الثالث (وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(5).
في الامتحان.
(1/250)
الحزب
الحادي عشر : الربع الأول (وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)
الربع الثالث آخر الطلاق.
الحزب الثاني عشر : الربع الأول آخر الملك.
الربع الثالث (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14).
الحزب الثالث عشر : الربع الأول (وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14).
الربع الثالث (رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20).
الحزب الرابع عشر : الربع الأول (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17).
الربع الثالث (فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26).
الحزب الخامس عشر : الربع الأول آخر الفجر.
الربع الثالث آخر والعاديات.
وهذا الورد مبني على الذي قبله ومأخوذ منه وكذلك الذي قبله مأخوذ
من ورد الستين.
قال أبو الحسين بن المنادي ، رحمه الله : وكان الأصل ورد
الثلاثين ؛ لأنه مقسوم على الحروف ، ثم فَرَّع الناس ورد الستين على
الكلمات ، وكذلك ما فرّعوه من ورد الستين.
والورد إذا قسم على الكلام تباينت قسمته ؛ لأن الكلمات متباينة.
ألا ترى أن منها ما هو عشرة أحرف.
وذلك (أَنُلْزِمُكُمُوهَا)
ومنها ما هو حرفان نحو : (إن) و (عن).
قال ابن المنادي : وقد قُسّم القرآن العزيز على مائة وخمسين
جزءاً ، عمل ذلك بعض أهل البصرة ، وكأنه أخذ ذلك من وِرْد الثلاثين
فجعل كل جزء من ثلاثين خمسة أجزاء.
(1/251)
قال
: وقد رأيت القرآن مكتوباً عليها ، وذكر هذه الأجزاء جزءا جزءاً.
لم أرَ أني أطول الكتاب بذكره ، لأن جزء المائة والعشرين يغني عنه ؛ لأن
جزء المائة والعشرين جعل لقراء المساجد ، وهذا قريب منه ، وكذلك ورد
ثمانية وعشرين يغني عنه ورد سبعة وعشرين ؛ لأنه قريب منه.
وقد قسّم القرآن الكريم على ثلثمائة وستين جزءاً لمن يريد حفظ
القرآن ، فإذا حفظ كل يوم جزءاً حفظ القرآن في سنة.
وهذه الأجزاء هي أسداس الأحزاب ، يعني أحزاب الستين.
ويقال إن المنصور قال لعمرو بن عبيد : إني أريد أن أحفظ القرآن ، ففي كم تقول :
إني أحفظه ؟ فقال : إذا يسَّره الله عز وجل ففي سنة ، فقال :
إني أحب أن أجزئ ذلك على نفسي أجزاء لا تزيد ولا تنقص أحفظ منها كل يوم جزءاً ، لا
أخل به يومًا واحداً ، فقال عمرو : أتحبّ أن أصنع ذلك ؟
قال : نعم.
فقسَّم القرآن على ذلك ، وكتبها مصاحف ، وجعل كل اثني عشر من تلك
الأجزاء جزءاً واحداً ، فصارت ثلاثين جزءاً ، وفصل بين الأجزاء بخط من
ذهب في آخر كل جزء.
قال أبو العيناء : وبلغني أن المنصور حفظ بهذه الأجزاء القرآن.
وعلَّم ابنه المهدي بها القرآن.
قال أبو العيناء : وبها حفظت القرآن ، وعلمت بها جماعة من
أهلي ، فحفظوا بها القرآن ، وهي مباركة.
الجزء الأول منها (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
رأس خمس عشرة آية من البقرة.
الثاني سبع وعشرون منها (أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
الثالث أربعون منها (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40).
الرابع ست وخمسون منها (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56).
(1/252)
الخامس
ثلاث وستون منها (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63).
السادس خمس وسبعون منها (وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75).
السابع خمس وثمانون (عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) - بعده - (أولئك الذِين).
الثامن ثلاث وتسعون (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93).
التاسع مائة وخمس آيات (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105).
العاشر مائة وست عشرة (كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116).
الحادي عشر ست وعشرون بعد المائة (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126.
الثاني عشر إحدى وأربعون بعد المائة (عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141).
الثالث عشر خمسون بعد المائة (وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150).
الرابع عشر أربع وستون بعد المائة (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164).
الخامس عشر ست وسبعون بعد المائة (لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)
السادس عشر في الآية الرابعة بعد مائة وثمانين عند قوله عز وجل :
(مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
هذا تحقيق القسمة ، فإن كملت الآية فإلى قوله جمز وبئ : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184).
السابع عشر (بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)
في آية أربع وتسعين بعد المائة.
الثامن عشر ثلاث آيات بعد المائتين (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
(203).
التاسع عشر أربع عشرة آية بعد المائتين (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
(214).
العشرون إحدى وعشرون بعد المائتين (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221).
الحادي والعشرون ثلاثون بعد المائتين (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230).
الثاني والعشرون خمس وثلاثون بعد المائتين (غَفُورٌ حَلِيمٌ (235).
الثالث والعشرون خمس وأربعون بعد المائتين (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245).
الرابع والعشرون اثنتان وخمسون بعد المائتين (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
(252).
الخامس والعشرون (مِائَةَ عَامٍ) في تسع وخمسين بعد المائتين.
(1/253)
السادس
والعشرون (إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ) في آية ست وستين بعد المائتين.
السابع والعشرون خمسِ وسبعون بعد المائتين (وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275).
الثامن والعشرون (فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ) في آية اثنتين وثمانين بعد
المائتين وهي آية الدين.
التاسع والعشرون ست آيات من آل عمران (العزيْزُ الحكيم).
الثلاثون خمس عشرة منِ آل عمران (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).
الحادي والثلاثون ست وعشرون (بِغيرِ حسَابٍ).
الثاني والثلاثون سبع وثلاثون (وَنَبِيًاً مِنَ الصالِحِينَ).
الثالث والثلاثون خمسون منها (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) - بعده -
(إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ).
الرابع والثلاثون خمس وستون (وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا
مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65).
الخامس والثلاثون بعض آية ثمان وسبعين (لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ).
السادس والثلاثون تسعون منها (وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90).
السابع والثلاثون مائة وآيتان منها. (إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102).
الثامن والثلاثون مائة واثنتا عشرة (وكانوا يعتدون)
التاسع والثلاثون مائة وأربع وعشرون (مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124).
الأربعون مائة وأربعون (مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
(140).
الحادي والأربعون مائة واثنتان وخمسون (وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
(152).
الثاني والأربعون مائة وثلاث وستون (هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ
بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163).
الثالث والأربعون مائة وسبع وسبعون
(1/254)
(لَنْ
يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177).
الرابع والأربعون (وَلَا تكتُمُونَهُ) في آية سبع وثمانين بعد المائة.
الخامس والأربعون الثامنة والتسعون بعد المائة (خَيْرٌ لِلأبرَارِ).
السادس والأربعون سبع آيات من النساء (نَصِيْباً مَفْرُوْضاًً)
السابع والأربعون اثنتا عشرة منها (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)
بعده (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ).
الثامن والأربعون ثلاث وعشرون منها (إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)..
التاسع والأربعون (عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) بعض آية ثلاث وثلاثين.
الخمسون بعض آية ثلاث وأربعين (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً).
الحادي والخمسون خمس وخمسون (بِبِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55).
الثاني والخمسون أربع وستون (لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64).
الثالث والخمسون ست وسبعون (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76).
الرابع والخمسون خمس وثمانون (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85).
الخامس والخمسون اثنتان وتسعون (تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا
حَكِيمًا (92).
السادس والخمسون الآية التي بعد المائة (كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101).
السابع والخمسون عشر بعد المائة (يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيْماً).
الثامن والخمسون خمس وعشرون بعد المائة (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا
(125).
التاسع والخمسون خمس وثلاثون بعد المائة (فَإِن الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ
خَبِيْراً).
الستون سبع وأربعون بعد المائة (شَاكِرًا عَلِيمًا (147).
الحادي والستون إحدى وستون بعد المائة (وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ
عَذَابًا أَلِيمًا (161).
(1/255)
الثاني
والستون اثنتان وسبعون بعد المائدة ، (فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172).
الثالث والستون : الثالثة من المائدة (لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(3).
الرابع والستون عشر منها (أوْلَئِكَ أصحَابُ الْجَحِيْمِ).
الخامس والستون ست عشرة (إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ) - بعده - (لَقَدْ
كفَرَ الَذِيْن).
السادس والستون خمس وعشرون (هَا هُنَا قَاعِدُوْن).
السابع والستون خمس وثلاثون (وَجَاهِدُوا في سَبِيْلِهِ لَعَلكُمْ تُفْلِحُوْنَ).
الثامن والستون ثلاث وأربعون (وَمَا أُوْلَئْكَ بِالْمُؤْمِنِينَ).
التاسع والستون خمسون (لِقَوْم يُوْقِنُونَ).
السبعون ستون (أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60).
الحادي والسبعون تسع وستون (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
الثاني والسبعون إحدى وثمانون (وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81).
الثالث والسبعون اثنتان وتسعون (الْبَلاَع المُبِينُ).
الرابع والسبعون ثلاث بعد المائة (وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (103).
الخامس والسبعون اثنتا عشرة بعد المائة (اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ (112).
السادس والسبعون الآية الثالثة من الأنعام (مَا تَكْسِبُوْنَ).
السابع والسبعون ثماني عشرة منها (وَهُو الْحَكِيمُ الْخَبِيْرُ).
الثامن والسبعون ثلاث وثلاثون (بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُوْنَ).
التاسع والسبعون ثمان وأربعون (إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47).
الثمانون ستون (بِمَا كُنتْمْ تَعْمَلُونَ).
الحادي والثمانون اثنتان وسبعون (وَهُوَ الَّذِي إِلَيهِ تُحْشَرُون).
الثاني والثمانون سبع وثمانون (وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87).
الثالث والثمانون ست وتسعون (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96).
الرابع والثمانون عشر بعد المائة (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110).
الخامس والثمانون إحدى وعشرون بعد المائة (إِنكُمْ لَمُشْرِكُونَ).
(1/256)
السادس
والثمانون ثلاثون بعد المائة (أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130).
السابع والثمانون إحدى وأربعون بعد المائة (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
(141).
الثامن والثمانون تسع وأربعون بعد المائة (لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149).
التاسع والثمانون سبع وخمسون بعد المائة (بِمَاْ كَانُوْا يَصْدِفُونَ).
التسعون الرابعة من سورة الأعراف (أوْهُمْ قائِلُوْنَ)
الحادي والتسعون أربع وعشرون منها (وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ).
الثاني والتسعون في بعض السابعة والثلاثين (نَصِيْبُهُمْ مِنَ الْكِتَاب).
الثالث والتسعون ثمان وأربعون (وما كنتم تستكبرون).
الَرابع والتسعون ستون (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60).
الخامس والتسعون ثلاث وسبعون (عَذَابٌ أَلِيمٌ (73).
السادس والتسعون سبع وثمانون (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87).
السابع والتسعون رأس المائة (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ
(100).
الثامن والتسعون أربع وعشرون بعد المائة (ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
(124).
التاسع والتسعون سبع وثلاثون بعد المائة (وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137).
المائة ثمانِ وأربعون بعد المائة (اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148).
الواحد بعد المائة ثمان وخمسون بعد المائة (لَعَلَّكُم تهتَدُون) .
(1/257)
الثاني
بعد المائة مئة وسبع وستون (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167).
الثالث بعد المائة ست وسبعون بعد المائة (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكرُوْنَ).
الرِابع بعد المائة تسع وثمانون بعد المائة ، (صالحاً لَنَكُوننَّ مِنَ
الشّاكرِيْنَ).
الخامس بعد المائة آخر السورة.
السادس بعد المائة ثلاث عشرة من الأنفال (فَإِن اللَّهَ شَدِيْدُ الْعِقَاب).
السابع بعد المائة ست وعشرون منها (لَعَلَّهُمْ تَشْكُرُوْنَ).
الثامن بعَد المائة أربعون منها (وَنِعْمَ النصِيْرُ).
التاسع بعد المائة خمسون منها (عَذَابَ الْحَرِيقِ (50).
العاشر بعد المائة خمس وستون منها (مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ
لَا يَفْقَهُونَ (65).
الحادي عشر بعد المائة آخر السورة.
الثاني عشر بعد المائة تسع من التوبة (سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9).
الثالث عشر بعد المائة عشرون (هُمُ الْفَائِزُونَ (20).
الرابع عشر بعد المائة إحدى وثلاثون (سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31).
الخامس عشر بعد المئة تسع وثلاثون (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
السادس عشر بعد المائة تسع وأربعون (لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49).
السابع عشر بعد المائة إحدى وستون (يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ (61).
الثامن عشر بعد المائة (سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(71).
إحدى وسبعون. التاسع عشر بعد المائة إحدى وثمانون (حَرًّا لَوْ كَانُوا
يَفْقَهُونَ (81).
العشرون بعد المائة ثلاث وتسعون (فَهُم لاَ يَعْلَمُوْنَ).
الحادي والعشرون بعد المائة مائة وثلاث (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)
الثاني والعشرون بعد المائة مائة واثنتا عشرة (وَبَشرِ المؤْمِنِيْنَ).
الثالث والعشرون بعد المائة مائة واثنتان وعشرون (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُوْنَ).
الرابع والعشرون بعد المائة أربع آيات من يونس (بِمَاْ كَانُوْا يَكْفُرُوْنَ).
(1/258)
الخامس
والعشرون بعد المائة ست عشرة منها (أفَلاَ تَعْقِلُوْنَ).
السادس والعشرون بعد المائة (إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
السابع والعشرون بعد المائة سبع وثلاثون منها (لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (37).
الثامن والعشرون بعد المائة أربع وخمسون (وَهُمْ لاَ يُظْلَمُوْنَ).
التاسع والعشرون بعد المائة ثمان وستون (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا
تَعْلَمُونَ (68).
الثلاثون بعد المائة ثلاث وثمانون منها (فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ
الْمُسْرِفِينَ (83).
الحادي والثلاثون بعد المائة سبع وتسعون منها (حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ (88).
الثاني والثلاثون بعد المائة آخر السورة.
الثالث والثلاثون بعد المائة ست عشرة آية من هود (وَبَاطِلٌ مَاْ كَاْنُوْا
يَعْمَلُونَ).
الرابع والثلاثون بعد المائة إحدى وثلاثون منها (إِنِّي إِذًا لَمِنَ
الظَّالِمِينَ (31).
الخامس والثلاثون بعد المائة خمس وأربعون (وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ (44).
السادس والثلاثون بعد المائة ثمان وخمسون منها (مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58).
السابع والثلاثون بعد المائة إحدى وسبعُوْنَ (وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ
(71).
الثامن والثلاثون بعد المائة سبع وثمانون (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ
(87).
التاسع والثلاثون بعد المائة مائة وآيتان - منها (وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ
(103).
الأربعون بعد المائة عشرون ومائة (وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120).
الحادي والأربعون بعد المائة ست عشرة من يوسف (عِشَاءً يَبكُوْنَ).
الثاني والأربعون بعد المائة الثامنة والعشرون منها (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
(28).
الثالث والأربعون بعد المائة رأس الأربعين (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ (40).
(1/259)
الرابع
والأربعون بعد المائة اثنتان وخمسون (لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52).
الخامس والأربعون بعد المائة سبع وستون (فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67).
السادس والأربعون بعد المائة ثمانون (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80).
السابع والأربعون بعد المائة خمس وتسعون (إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ
(95).
الثامن والأربعون بعد المائة مائة وتسع آيات (اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ
(109).
التاسع والأربعون بعد المائة ثمانِ آيات من الرعد (عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8).
الخمسون بعد المائة سبع عشرة آية منها (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
(17).
الحادي والخمسون بعد المائة ثلاثون منها (وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30).
الثاني والخمسون بعد المائة أربعؤن منها (وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40).
الثالثَ والخمسون بعد المائة تسع من إبراهيم (تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9).
الرابع والخمسون بعد المائة عشرون منها (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
(20).
الخامس والخمسون بعد المائة إحدى وثلاثون (لَا بَيْعٌ فِيْهِ وَلاَ خِلاَلٌ)
السادس والخمسون بعد المائة آخر السورة.
السابع والخمسون بعد المائة ثمانٍ وعشرون من الحجر (مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ
مَسْنُونٍ (28).
الثامن والخمسون بعد المائة ثلاث وستون (بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63).
التاسع والخمسون بعد المائة اثنتان وتسعون (لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92).
الستون بعد المائة أربع عشرة من النحل (وَلَعَلَّكمْ تَشكرُونَ).
الحادي والستون بعد المائة اثنتان وثلاثون (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ (32).
الثاني والستون بعد المائة ثلاث أربعون (إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43).
(1/260)
الثالث
والستون بعد المائة اثنتان وستون (وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62).
الرابع والستون بعد المائة (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75).
رأس خمس وسبعين.
الخامس والستون بعد المائة ست وثمانون (إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86).
السادس والستون بعد المائة ثمانٍ وتسعون (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ (98).
السابع والستون بعد المائة مائة وثلاث عشرة (العَذَاْبُ وَهُمْ ظَالِمُون).
الثامن والستون بعد المائة آحر السورة.
التاسع والستون بعد المائة خمس عشرة آية من سبحان (حَتى نَبْعَثَ رَسُوْلًا).
السبعون بعد المائة اثنتان وثلاثون منها (وَسَاءَ سَبِيْلاً).
الحادي والسبعون بعد المائة سبع وأربعون (إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)
الثاني والسبعون بعد المائة إحدى وستون (لِمَنْ خَلَقْتَ طِيْناً".
الثالث والسبعون بعد المائة سبع وسبعون (لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا
قَلِيلًا (76).
الرابع والسبعون بعد المائة خمس وتسعون (مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95).
الخامس والسبعون بعد المانة آخر السورة.
السادس والسبعون بعد المائة سبع عشرة آية من الكهف (وَلِيًّا مُرْشِدًا (17).
السابع والسبعون بعد المائة ثمان وعشرون منها (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28).
الثامن والسبعون بعد المائة ثلاث وأربعون منها (وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43).
التاسع والسبعون بعد المائة ست وخمسون (وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56).
الثمانون وماثة أربع وسبعون (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74).
الحادي والثمانون بعد المائة تسعون منها (مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90).
الثاني وثمانون بعد المائة آخر السورة.
الثالث والثمانون بعد المائة اثنتان وعشرون من مريم (مَكَانًا قَصِيًّا (22).
الرابع والثمانون بعد المائة أربعون منها
(وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42).
(1/261)
الخامس
والثمانون بعد المائة. إحدى وستون منها (إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61).
السادس والثمانون بعد المائة اثنتان وثمانون (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا
(82).
السابع والثمانون بعد المائة خمس عشرة ، من طه (بِمَا تَسْعَى (15).
الثامن والثمانون بعد المائة سبع وأربعون (وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ
الْهُدَى (47).
التاسع والثمانون بعد المائة سبعون (بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70).
التسعون بعد المائة ست وثمانون (فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86).
الحادي والتسعون بعد المائة مائة وخمس عشرة (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً).
الثاني والتسعون بعد المائة آخر السورة.
الثالث والتسعون بعد المائة سبع عشرة آية من الأنبياء (إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ).
الرابع والتسعون بعد المائة ثلاث وثلاثون (فِي فَلَكٍ يَسْبَحُوْنَ).
الخامس والتسعون بعد المائة خمسون (أفانتم له منكرون)
السادس والتسعون بعد المائة أربع وسبعون (كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74).
السابع. والتسعون بعد المائة تسعون (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً
لِلْعَالَمِينَ (91).
الثامن والتسعون بعد المائة آخر السورة.
التاسع والتسعون بعد المائة إحدى عشرة من الحج (ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ
الْمُبِينُ (11)).
المائتان ثلاث وعشرون منها (وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23).
الواحد بعد المائتين ست وثلاثون منها (سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(36).
(1/262)
الثاني
بعد المائتين إحدى وخمسون (فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ (51).
الثالث بعد المائتين ستون وست (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ
(66).
الرابع بعد المائتين آخر السورة.
الخامس بعد المائتين أربع وعشرون من المؤمنين (بِهَذَا فِي آبَائِنَا
الْأَوَّلِينَ (24).
السادس بعد المائتين خمس وأربعون منها. (وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا
وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45).
السابع بعد المائتين ثلاث وسبعون (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ (73).
الثامن بعد المائتين رأس المائة منها (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ (100).
التاسع بعد المائتين ثلاث آيات من النور (وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
(3).
العاشر بعد المائتين عشرون منها (وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20).
الحادي عشر بعد المائتين بعض آية إحدى وثلاثين (أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ).
الثاني عشر بعد المائتين ثمان وثلاثون (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ (38).
الثالث عشر بعد المائتين خمسون منها (بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50).
الرابع عشر بعد المائتين ستون منها (خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(60).
الخامس عشر بعد المائتين خمس من سورة الفرقان (تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً
وَأَصِيلًا (5)).
السادس عشر بعد المائتين عشرون منها (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20).
السابع عشر بعد المائتين أربعون منها (بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40).
الثامن عشر بعد المائتين ستون منها (وَزَادَهُمْ نُفُوراً).
التاسع عشر بعد المائتين آخر السورة.
العشرون بعد المائتين ثمان وعشرون من سورة الشعراء (وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنتمْ
تَعْقِلُوْنَ).
الحادي والعشرون بعد المائتين اثنتان وستون (إِن مَعِيَ ربي سَيَهْدِيْنِ).
الثاني والعشرون بعد المائتين مائة آية وآية (مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ
حَمِيمٍ (101).
(1/263)
الثالث
والعشرون بعد المائتين مائة وأربعون وخمس (إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
(164).
في قصة لوط.
الرابع والعشرون بعد المائتين مائة وثلاث وخمسون (مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185).
في قصة شعيب.
الخامس والعشرون بعد المائتين آخر السورة.
السادس والعشرون بعد المائتين عشرون من النمل (أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
(20). السابع والعشرون بعد المائتين رأس أربعين (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
(40).
الثامن والعشرون بعد المائتين خمس وخمسون (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55).
التاسع والعشرون بعد المائتين سبعون (وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
(70).
الثلاثون بعد المائتين تسع وثمانون (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89).
الحادي والثلاثون بعد المائتين اثنتا عشرة من القصص (وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12).
الثاني والثلاتون بعد المائتين أربع وعشرون منها (إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
(24).
الثالث والثلاثون بعد المائتين خمس وثلاثون (وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ
(35).
الرابع والثلاثون بعد المائتين ثمانِ وأربعون (وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ
كَافِرُونَ (48).
الخامس والثلاثون بعد المائتين ثنتان وستون (الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62).
بعده (قَالَ الَّذِينَ).
السادس والثلاثون بعد المائتين سبع وسبعون (إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ
الْمُفْسِدِيْنَ).
السابع والثلاثون بعد المائتين آخر السورة.
الثامن والثلاثون بعد المائتين ثماني عشرة آية منَ العنكبوت (إِلَّا الْبَلَاغُ
الْمُبِينُ (18) ".
التاسع والثلاثون بعد المائتين ثلاث وثلاثون (كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)
بعده - (إِنَّا مُنْزِلُونَ).
الأربعون بعد المائتين خمس وأربعون (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45).
الحادي والأربعون بعد المائتين ثمان وخمسون
(1/264)
(نِعْمَ
أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58).
الثاني والأربعون بعد المائتين سبع من الروم (بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
(8).
الثالث والأربعون بعد المائتين أربع وعشرون (بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24).
الرابع والأربعون بعد المائتين ثمانِ وثلاثون (هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) - بعده -
(وَمَا آتَيْتُمْ).
الخامس والأربعون بعد المائتين اثنتان وخمسون( إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52).
السادس والأربعون بعد المائتين اثنتا عشرة من لقمان (غَئغَنِيٌّ حَمِيدٌ (12).
السابع والأربعون بعد المائتين خمس وعشرون (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(25).
الثامن والأربعون بعد المائتين ثلاث من السجدة (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدوْنَ)
التاسع والأربعون بعد المائتين اثنتان وعشرون (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ
مُنْتَقِمُونَ (22).
الخمسون بعد المائتين ست من الأحزاب (فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6).
الحادي والخمسون بعد المائتين ثماني عشرة (وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا
قَلِيلًا (18).
الثاني والخمسون بعد المائتين (وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30).
الثالث والخمسون بعد المائتين تسيع وثلاثون (وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39).
الرابع والخمسون بعد المائتين اثنتان وخمسون (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
رَقِيبًا (52).
الخامس والخمسون بعد المائتبن اثننان وستون (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ
تَبْدِيلًا (62).
السادس والخمسون بعد المائتين ثلاث من سبأ (إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3).
السابع والخمسون بعد المائتين بعض آية خمس عشرة (عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ.
الثامن والخمسون بعد المائتين ثلاثون (سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30).
(1/265)
التاسع
والخمسون بعد المائتين ثلاث وأربعون (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43).
الستون بعد المائتين ست من فاطر (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ
أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6).
الواحد والستون بعد المائتين سبع عشرة (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
(17).
الثاني والستون بعد المائتين اثنتان وثلاثون (ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
(32).
الثالث والستون بعد المائتين ثلاث وأربعون (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ
تَحْوِيلًا (43).
الرابع والستون بعد المائتين ست وعشرون من يس (يَا لَيْتَ قَوْمِيْ يَعْلَمُوْنَ).
الخامس والستون بعد المائتين خمسون (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50).
السادس والستون بعد المائتين اثنتان وسبعون (وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72).
السابع والستون بعد المائتين خمس عشرة من الصافات (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15).
الثامن والستون بعد المائتين خمسون (يَتَسَاءَلُوْنَ) - بعده -
(قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ).
التاسع والستون بعد المائتين مائة وآية (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101).
السبعون بعد المائتين مائة وأربع وأربعون (إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144).
الواحد والسبعون بعد المائتين خمس من (ص) (لَشَيْءٌ يُرَادُ (6).
الثاني والسبعون بعد المائتين خمس وعشرون (وَحُسْنَ مَآبٍ (25) - بعده - (يَا
دَاوُودُ).
الثالث والسبعون بعد المائتين ست وأربعون (بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46).
الرابع والسبعون بعد المائتين آخر السورة.
الخامس والسبعون بعد المائتين خمس عشرة من الزمر (ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ
الْمُبِينُ (15).
السادس والسبعون بعد المائتين (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30).
السابع والسبعون بعد المائتين خمس وأربعون
(مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45).
الثامنِ والسبعون بعد المائتين إحدى وستون (لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ (61).
التاسع والسبعون بعد المائتين آخر السورة.
(1/266)
الثمانون
بعد المائتين خمس عشرة من المؤمن (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15).
الواحد والثمانون بعد المائتين ثمان وعشرون (مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28).
الثاني والثمانون بعد المائتين أربعون (يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40).
الثالث والثمانون بعد المائتين خمس وخمسون (بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55).
الرابع والثمانون بعد المائتين تسع وستون (أَنَّى يُصْرَفُونَ (69).
الخامس والثمانون بعد المائتين آخر السورة.
السادس والثمانون بعد المائتين سبع عشرة من السجدة (بِمَاْ كأنُوْا يَكْسِبُوْنَ).
السابع والثمانون بعد المائتين اثنتان وثلاثون (نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)
الثامن والثمانون بعد المائتين ست وأربعون (بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46).
التاسع والثمانون بعد المائتين سبع من عسق (وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7).
التسعون بعد المائتين سبع عشرة منها (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17).
الواحد والتسعون بعد المائتين تسع وعشرون (إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29).
الثاني والتسعون بعد المائتين أربع وأربعون (إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44).
الثالث والتسعون بعد المائتين إحدى عشرة من الزخرف (كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11).
الرابع والتسعون بعد المائتين ثلاثون (وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30).
الخامس والتسعون بعد المائتين ثمان وأربعون (لَعَلَّهُم يَرْجِعُوْنَ).
السادس والتسعون بعد المائتين سبعون (أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70).
السابع والتسعون بعد المائتين اثنتا عشرة من الدخان (إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12).
الثامن والتسعون بعد المائتين اثنتان وخمسون (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52).
التاسع والتسعون بعد المائتين ست عشرة من الجاثية. (عَلَى العَالَمِيْنَ).
الموفى ثلاثمائة اثنتان وثلاثون منها (وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32).
الواحد بعد الثلاثمائة إحدى عشرة من الأحقاف (إِفْكٌ قَدِيمٌ (11).
(1/267)
الثاني
بعد الثلاثمائة اثنتان وعشرون منها (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22).
الثالث بعد الثلاثمائة آخر السورة.
الرابع بعد الثلاثمائة خمس عشرة من سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - (لَذَّةٍ
لِلشَّارِبِينَ).
الخامس بعد الثلاثمائة تسع وعشرون منها (أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ
(29).
السادس بعد الثلاثمائة سبع آيات من الفتح (وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7).
السابع بعد الثلاثمائة تسع عشرة آية من الفتح (عَزِيْزاً حَكِيْماً).
الثامن بعد الثلاثمائة في بعض التاسعة والعشرين (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).
التاسع بعد الثلاثمائة إحدى عشرة من الحجرات (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(11).
العاشر بعد الثلاثمائة إحدى عشرة من (ق) (كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11).
الحادي عشر بعد الثلاثمائة ثمان وثلاثون منها (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38).
الثاني عشر بعد الثلاثمائة ثلاثون من الذاريات (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ
الْعَلِيمُ (30).
الثالث عشر بعد الثلاثمائة خمس من الطور (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5).
الرابع عشر بعد الثلاثمائة ثمان وثلاثون منها (بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ).
الخامس عشر بعد الثلاثمائة ست وعشرون من النجم (لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26).
السادس عشر بعد الثلاثمائة آخر السورة.
السابع عشر بعد الثلاثمائة اثنتان وثلاثون من القمر (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) -
بعده - (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ).
الثامن عشر بعد الثلاثمائة إحدى وعشرون من سورة الرحمن عز وجل
(لَا يَبْغِيَانِ (20).
التاسع عشر بعد الثلاثمائة اثنتان وستون منها (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62).
العشرون بعد الثلاثمائة تسع وأربعون من الواقعة
(1/268)
(قُلْ
إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49).
الواحد والعشرون بعد الثلاثمائة تسعون منها
(وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90).
الثاني والعشرون بعد الثلاثمائة إحدى عشرة من الحديد (وَلَهُ أجْرٌ كَرِيمٌ).
الثالث والعشرون بعد الثلاثمائة عشرون منها "إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20).
الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة آخر السورة.
الخامس والعشرون بعد الثلاثمائة عشر من المجادلة (فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(10).
السادس والعشرون بعد الثلاثمائة إحدى وعشرون منها
"إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21).
السابع والعشرون بعد الثلاثمائة ثماني آيات من الحشر
(أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8).
الثامن والعشرون بعد الثلاثمائة إحدى وعشروْن منها (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكرُونَ).
التاسع والعشرون بعد الثلاثمائة ست آيات من
الامتحان (هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6).
الثلاثون بعد الثلاثمائة خمس من الصف (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْفَاسِقِينَ (5).
الواحد والثلاثون بعد الثلاثمائة ثلاث من الجمعة (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(3).
الثاني والثلاثون بعد الثلاثمائة خمس من المنافقين (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5).
الثالث والثلاثون بعد الثلاثمائة ست من التغابن (وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6).
الرابع والثلاثون بعد الثلاثمائة اثنتان من الطلاق (يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجاً).
الخامس والثلاثون بعد الثلاثمائة الأولى من التحريم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(1).
السادس والثلاثون بعد الثلاثمائة آخر السورة.
السابع والثلاثون بعد الثلاثمائة اثنتان وعشرون من الملك (صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(22).
الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة ثلاثون من (ن) (عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ
(30).
التاسع والثلاثون بعد الثلاثمائة سبع من الحاقة (أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7).
(1/269)
الأربعون
بعد الثلاثمائة خمس من المعارج (صَبْرًا جَمِيلًا (5).
الواحد والأربعون بعد الثلاثمائة ثلاث من نوح (وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3).
الثاني والأربعون بعد الثلاثمائة آخر السورة.
الثالث والأربعون بعد الثلاثمائة عشرون من سورة الوحي (وَلَا أُشْرِكُ بِهِ
أَحَدًا (20).
الرابع والأربعون بعد الثلاثمائة آخر (يا أيها المزمل).
الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة ثلاث وثلاثون من المدثر (وَاللَّيْلِ إِذْ
أَدْبَرَ (33).
السادس والأربعون بعد الثلاثمائة إحدى وثلاثون من القيامة (وَلاَ صَلَّى).
السابع والأربعون بعد الثلاثمائة إحدى وعشرون من الإنسان (شَرَاباً
طَهُوْراً).
الثامن والأربعون بعد الثلاثمائة أربعون من المرسلات (يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
(40) - بعده - (إِنَّ الْمُتَّقِينَ).
التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة آخر (عَم يَتَسَاءَلونَ ".
الخمسون بعد الثلاثمائة عشر من عبس (عَنْهُ تَلَهَّى).
الواحد والخمسون بعد الثلاثمائة عشر من الانفطار (وَإِنَّ عَلَيْكُم
لَحَافِظِينَ). الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة ثمان من الشفق (حِسَاباً
يَسِيْراً).
الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة عشر من البروج (وَلَهُمْ عَذَابُ
الْحَرِيْقِ).
الرابع والخمسون بعد الثلاثمائة آخر (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).
الخامس والخمسون بعد الثلاثمائة من الفجر (الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20).
(1/270)
السادس
والخمسون بعد الثلاثمائة خمس من الليل (أعْطَى وَاتَّقَى).
السابع والخمسون بعد الثلاثمائة آخر سورة العلق.
الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة آخر (إِذَا زُلْزِلَتِ).
التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة آخر الليل.
الستون بعد الثلاثمائة آخر الناس.
وهذه التجزئة مباركة ، ولها فوائد منها أنك تعرف بها أثلاث
الأحزاب ؛ لأن كل جزئين منها ثلث حزب ، وكل ثلائة نصف حزب ، وكل
أربعة ثلثا حزب.
وكذلك تعرف بها نصف القرآن ، لأن نصف القرآن منها مائة
وثمانون ، وثلث القرآن . وهو مائة وعشرون ، والربع وهو تسعون جزءاً.
والخمس وهو اثنان وسبعون جزءاً ، والسدس ، وهو ستون جزءاً ، والثمن.
وهو خمس وأربعون جزءاً ، والتسع ، وهو أربعون جزءاً.
ومنها أنها تعين على حفظ القرآن ؛ لأنه لا يثقل على من يريد حفظه أن يحفظ منها كل
يوم جزءاً..
* * *
ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز
ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي ، رحمه الله ، بالسند
المتقدم إلى أبي عيسى ، رحمه الله ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن.
حدّثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ ، حدثنا الوليد بن مسلم.
حدثنا ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن
عباس ، عن ابن عباس أنه قال :
"بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ
جاءه عليٌّ بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فقال :
بأبي أنت وأمي ، تفلَّت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر
عليه ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"يا أبا الحسن أفلا أعَلمُكَ كلماتٍ يَنْفَعُكَ
(1/271)
اللَّهُ
بِهنَّ ، وينفعُ بهن من علَّمْتَهُ ، وُيثَبتُ ما تَعَلمْتَ في صدرك قال :
أجلْ يا رسولَ اللَّهِ فَعلمْنِي ، قال : إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت - أن
تقوم في ثلث الليل الآخر ، فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب.
وقد قال أخي يعقوب لبنيه : (سوف أسَتْغَفِرُ لَكمْ رَبي) يقول : حتى تأتي
ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم
في أولها ، فَصَل أربع ركعات ، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب
وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفي
الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة ، وفي الركعة الرابعة
بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، وإذا فرغت من التشهد فاحمد اللَّهَ.
وأحْسِن الثناء على اللَّهِ ، وصَل عليَّ وأحْسِنْ ، وعلى سائر النبييين
واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم قل
في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبْقَيْتَنِيْ.
وارحمني أن أتكلفَ ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك
عني.
اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام ، والعزة التي
لا ترام أسالك يا اللَّهُ يا رحمنُ بجلالِكَ ونورِ وجهِكَ أن تُلْزِمَ قلبي حِفْظَ
كِتَابَكَ كما عَلمْتَنِيْ ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهُم بديعَ السمواتِ والأرضِ ذا الجلالِ والإكرام ، والعزة التي لا
تُرامُ ، أسالك يا اللهُ يا رحمنُ بجلالكِ ونورِ وجهِكً أن تُنَوِّرَ بكتابِكَ
بَصَرِيْ ، وأنْ تُطْلِقَ به لساني ، وأنْ تُفَرج به عَنْ قلبي ، وأنْ تَشْرَح بِه
صَدْرِي ، وأن تعمل به بدني فإنه لا يُعِيْنني على الحق غيرُك ، ولا يُؤتيْنيهِ
إلا أنت ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلى العظيم.
(1/272)
يا
أبا الحسن : تفعل ذلك ثلاث جمع ، أو خمساً ، أو سبعاً.
تجاب بإذن الله ، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قط ".
قال ابن عباس : فوالله ما لبث عليٌّ إلا خمساً أو سبعاً حتى جاء رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في مثل ذلك المجلس فقال : يا رسول الله إني كنت فيما خلا لا آخذ
إلا أربع آيات ، ونحوهن فإذا قَرَأتهُن عَلَى نفسي تفَلَّتْنَ ، وأنا أتعلم اليوم
أربعين آية ونحوها ، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عينى ، ولقد كنت
أسمع الحديث فإذا رددته تفلَّت ، وأنا اليوم أسمع
الأحاديث ، فإذا تحدثتُ بها لم أخرم منها حرفاً.
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك : مؤمن وربِّ الكعبةِ يا أبا
الحسن".
(1/273)
أقوى
العُدَدِ في معرفةِ العَدَدِ
عدد آي القرآن ينقسم إلى المدنى الأول ، والمدنى الآخر.
والمكي والكوفي ، والبصري ، والشامي.
فالمدني الأول رواه نافع بن أبي نعيم ، رحمه الله ، عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع ،
وشيبة بن نصاح ، وبه أخذ القدماء من أصحاب نافع.
والمدنى الأخير فهو الذي رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير
الأنصاري ، عن سليمان بن مسلم بن جَمَّاز ، عن شيبة بن نصاح بن
سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعن أبي جعفر يزيد
بن القعقاع مولى عبد الله بن عيَّاش بن أبي ربيعة المخزومي ، وعليه الآخذون لقراءة
نافع اليوم ، وبه ترسم الأخماس ، والأعشار ، وفواتح السور في مصاحف أهل المغرب.
وأما المكي فمنسوب إلى عبد الله بن كثير ، رحمه الله ، وغيره من
أهل مكة ، وهم يروون ذلك عن أبي بن كعب ، رحمه الله.
وأما العدد الكوفي فرواه حمزة بن حبيب الزيَّات ، رحمه الله.
يسنده إلى أبي عبد الرحمن السلمي ، وأبو عبد الرحمن يسند بعضه إلى
على بن أبي طالب ، رضي الله عنه.
(1/274)
وأما
العدد البصري فمنسوب إلى عاصم بن ميمون الجحدري
وأما العدد الشامي فعن يحيى بن الحارث الذماري ، رحمه الله .
(1/275)
فاتحة
الكتاب
هي سبع آيات باتفاق إلا أنهم اختلفوا في الآية السابعة فعد
الكوفيون والمكي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) آية من الفاتحة.
ولم يعدوا (أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).
وبالعكس المدنيان والبصري والشامي . وعدَّ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ) آية من الفاتحة الشافعى رحمه الله ، وأبو ثور ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبو
عبيد ، وأهل الكوفة ، وأكثر أهل العراق ، وابن شهاب الزهري ، وعمرو بن دينار ،
وابن جريج ، ومسلم بن خالد ، وسائر أهل المدينة ، وهو مذهب ابن عمر ، والصحيح عن
ابن عباس ، وبه تقول جماعة ، وأصحاب ابن عباس : سعيد بن جبير ، وعطاء ومجاهد وطاووس.
وقد روي الجهر بها في الصلاة عن أبي هريرة ، وعمَّار ، وابن
الزبير ، واختلف في ذلك عن عمر ، وعلي ، وكان أحمد وإسحاق ، وأبو
عبيد ، وسفيان ، وابن أبي ليلى ، والحسن بن حَيّ ، وابن شبرمة
يخفونها في صلاة الجهر.
(1/277)
وكذلك
يقول إبراهيم النخعي ، والحكم بن عيينة ، وحمَّاد ، وهو
مذهب عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، وإلى ذلك ذهب أبو حنيفة.
رضي الله عنه ، وقال الكرخى ، وغيره من أصحابه : لم يحفظ عنه أنها
من فاتحة الكتاب ، أوليست منها ، ومذهبه يقتضي أنها ليست بآية منها.
قالوا : لأنه يسر بها في صلاة الجهر ، والإسرار بها لا يدل على ما قوَّلوه
به ؛ لأن جماعة من فقهاء الكوفة قد عدوها منها وهم يُسرون بها اتباعاً
للسنة في صلاة الجهر ، واقتداء بالآثار الواردة في ذلك.
وقال داود : هي آية ، مفردة في كل موضع كتبت فيه في المصحف.
وليست بآية في شيء مما افتتح به.
وإنما هي آية في قوله عز وجل : (وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(30).
لا غير.
قال الرازي : ومذهب أبي حنيفة يقتضي عندي ما قاله داود.
وكذلك قال مالك ، رضي الله عنه ، إلَّا أنه قال : إن الله - عز وجل - لم
ينزلها في شيء من كتابه إلا في وسط سورة النمل ، ولا تقرأ في الفاتحة
في الفريضة سرًّا ولا جهراً.
وقال بجميع ذلك من قوله الأوزاعي ، وابن جرير الطبري.
وعدوا كلهم (أنعمت عليهم) آية.
وحجة من عدَّها
(1/278)
آية
ما روى الليث بن سعد ، رحمه الله ، قال : حدثني خالد بن يزيد.
عن سعيد بن أبي هلال ، عن نُعَيم المُجْمر قال : صليت وراء أبي هريرة
فقرأ : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ (وَلَا الضَّالِّيْنَ " فقال : آمين ، وقال الناس
: آمين ، وكان يقول كلما ركع وسجد : الله أكبر ، وإذا قام من الجلوس قال : الله
أكبر ، ويقول إذا سلَّم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاةً برسول الله - صلى
الله عليه وسلم -.
والليث بن سعد إمام قدوة ، وخالد بن يزيد الإسكندري ، وسعيد بن أبي هلال من الثقات
عند أهل الحديث.
وروى العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه
وسلم - كان إذا افتتح الصلاة جهر بها (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
قالوا : ومما يدل على أنها آية من أول فاتحة الكتاب أن أم سلمة
وصفت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت :
"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقطع قراءته
آية ، آية (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2).
فهذا دليل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرؤها كذلك.
ويجهر بها.
وعن عبد الله بن عمر ، وابن عباس ، رضي الله عنهما : أنهما كانا
إذا افتتحا الصلاة يقرأان (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
وكذلك روي
(1/279)
عن
عبد الله بن الزبير.
وروى سفيان الثوري ، رحمه الله ، عن عاصم.
قال : سمعت سعيد بن جبير يقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
في كل ركعة.
وروي عن ابن جريج قال : أخبرني أبي : أن سعيد بن جبير
أخبره ، عن ابن عباس قال في قوله عزَّ وجلَّ : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً)
قال هي أم القرآن.
قال عبد الرزاق قرأها على ابن جريج (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
آية آية ، وقال : قرأها على أبي كما قرأتها عليكَ ، وقال قرأها على ابن عباس كما
قرأتها عليك.
وقال ابن عباس : قد أخرجها الله لكم - يعني فاتحة الكتاب - وما أخرجها
لأحد قبلكم.
وعن سعيد بن جبير سألت ابن عباس ، رضي الله عنه ، عن قول
الله عز وجل : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ
الْعَظِيمَ (87).
قال : هي أم القرآن ، استثناها الله عز وجل لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -
وأخرها حتى أخرجها لهم ، ولم يعطها أحداً قبل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -
(1/280)
قال
سعيد : ثم قرأها ابن عباس فقرأ فيها (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
قال ابن جريج : قلت لأبي : أخبرك سعيد بن جبير أن ابن عبّاس
قال له : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب ؟
قال : نعم.
وعن عكرمة عن ابن عباس أنّه كان يجهر ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
ويقول : هو شيء ، أخلسه الشيطان من عامة الناس.
وهذا هو الأكثر والأشهر عن ابن عباس أنه كان يجهر بها ، وأنها أول آية في فاتحة
الكتاب ، وعلى ذلك جميع أصحابه.
ولا خلاف في ذلك عن ابن عمر ، وابن الزبير ، وشدّاد بن أوس.
وعطاء ، ومجاهد ، وطاووس ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، ومكحول.
وعمر بن عبد العزيز ، وابن شهاب الزهري.
وقال محمد بن كعب القرظي : فاتحة الكتاب سبع آيات ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ).
وكان ابن شهاب يقول : من ترك (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
فقد ترك آية من فاتحة الكتاب.
وعن أبي المقدام صلّيت خلف عمر بن عبد العزيز فسمعته يقرأ :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
(1/281)
وقال
أبو عبيد : أخبرنا ابن أبي مريم ، عن عبد الجبار بن عمر ، أنه
سمع كتاب عمر بن عبد العزيز يقرأ : استفتحوا بـ
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)..
وكان عمر بن عبد العزيز ، رحمه الله : يقتدي بعمل أهل
المدينة ، ويحمل عليه الناس.
وقال الشافعيّ ، رضي الله عنه : حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز
قال : أنبأنا ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، أن أبا
بكر بن حفص بن عمر بن سعيد أخبره ، أن أنس بن مالك أخبره ، قال :
صلَّى معاوية بالمدينة صلاة يجهر فيها بالقراءة فلم يقرأ (بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، ولم يكبر في الخفض والرفع ، فلما فرغ ناداه
المهاجرون والأنصار : يا معاوية نقصت الصلاة
أين (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ؟
وأين التكبير إذا خفضت ورفعت ؟
فكان إذا صلَّى بهم بعد ذلك قرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ،
وكبَّر.
وهذا يدل على أن الجهر بها في أول الفاتحة في الصلاة من عمل
أهل المدينة ، وأنها آية منها لقولهم : نقصت الصلاة.
وروى عكرمة ، عن ابن عباس أنّه كان يفتتح ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ) يجهر بها ، وكان يقول : إنما ذلك شيء سرقه الشيطان
من الناس.
وأما من لم يعدّها آية من الفاتحة.
وأسقطها منها ، فإنه احتج بما رواه قيس بن عباية قال : حدّثني ابن عبد الله بن
مغَفَّل عن أبيه ، قال :
(1/282)
سمعني
أبي وأنا أقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فقال : يا بنى إياك
والحدث ، فإني صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر ، ومع أبي بكر ، وعمر
، وعثمان ، فلم أسمع أحداً منهم يقرؤها.
فإذا قرأت فقل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
وقيس بن عباية الحنفى أبو نعامة ثقة عند أهل الحديث إلا أنه لم
يرو هذا الحديث عن ابن عبد الله بن مُغَفَّل سواه فابن عبد الله بن
مُغَفَل مجهول ؛ لأن المجهول عندهم من لم يرو عنه إلا رجل واحد.
والمجهول لا تقوم به حجة ، وقد ذهب إلى هذا الحديث من أسقطها.
وذهب إليه من أسر بها ؛ لأنه قال : لم أسمع ، أو ما سمعت أحداً
منهم ؟.
واحتجوا أيضاً بماْ رواه أبو الجوزاء ، واسمه أوس بن عبد اللّه ، من
رَبَعَة الأزْد ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، "أن النبي - صلى الله عليه وسلم
- كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
، ويختمها بالتسليم ".
قال أهل الحديث : هذا حديث مرسل ؛ لأن أبا الجوزاء لا يعرف
له سماع من عائشة رضي الله عنها ، وأيضاً فإنه لا حجة فيه لمن أسقط
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ؛ لأن قولها يفتتح الصلاة ب (الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) لم تُردْ به نفي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ) ، وإنما
(1/283)
أرادت
كان - صلى الله عليه وسلم - يفتتح الصلاة بهذه السورة ويختمها بالتسليم.
وهذا واضح.
واحتجوا أيضاً بما روى مالك ، رحمه الله ، عن العلاء بن عبد
الرحمن ، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه سمعه يقول : سمعت
أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
"من صلَّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاجٌ هي خِدَاجٌ: غير تمام.
قال : قلت : يا أبا هريرة : إني أحياناً أكون وراء الإمام قال : فَغَمَز ذراعي ،
ثم قال : اقرأ بها في نفسك يا فارسي ، فإنى سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم
- يقول : "قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ،
ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ".
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"اقرؤوا : يقول العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يقول الله :
حمدني عبدي. يقول البعد : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، يقول الله : أثنى على عبدي.
يقول العبد : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) يقول الله تعالى : مجَّدني
عبدي.
يقول العبد : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فهذه الآية بيني وبين
عبدي ، ولعبدي ما سأل.
يقول العبد : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
(1/284)
فهؤلاء
لعبدي. ولعبدي ما سأل ".
وليس لهم حديث في سقوط (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) من أولِ الفاتحة
أقوى من هذا الحديث لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"اقرؤوا يقول العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
قالوا : ولم يقل : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثم قال ، بعد أن عذ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) آية : يقول (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
فعدَّها
آية ، قالوا : ثم قال : يقول العبد : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فعدّها آية ، ثم
قال :
يقول العبد : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فعدهَا آية ، فتمَّت
أربعاً.
ثم قرأ إلى آخر السورة فقال : هؤلاء ، ولم يقل : هاتان ، فدل ذلك
على ثلاث آيات لتتم سبع آيات ؛ إذ أجمع المسلمون على أنّها سبع
آيات ، قالوا فدل هذا الحديث على أن (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) آية ، وأنّ
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ليست آية ، وهذا حديث لا خلاف في
صحته ، وثقة رواته.
والكلام على هذا الحديث من وجهين : قول الأئمة ، والمعنى.
أما قول الأئمة ، قال يحيَى بن معين : العلاء بن عبد الرحمن ليس
حديثه بحجّة ، هو وسهيل قريب من السواء.
وقال أحمد بن حنبل ، رحمه الله : هو عندي أقوى من سهيل بن أبي صالح ، ومحمد بن
عمرو.
(1/285)
وقال
ابن أبي خيثمة : . سمعت يحيَى بن معين يقول : العلاء بن
عبد الرحمن ليس بذاك ، لم يزل الناس ينفون حديثه.
وقال أبو حاتم الرازي : روى عن العلاء الثقات ، وأنا أنكر من
حديثه أشياء.
وقال أبو عمر بن عبد البر : العلاء ليس بالمتين عندهم ، وقد
انفرد بهذا الحديث ، وليس يوجد إلا له ، ولا تروى ألفاظه عن أحد
سواه. والله أعلم.
وأما من جهة المعنى فأقول مستعيناً بالله : إنه ليس بحجة في
إسقاط (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) من الفاتحة ؛ لأنه إنما لم يذكر
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ؛ لأن المراد منها موجود في قوله في
الآية
الثالثة (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). فلو قال : اقرؤوا : يقول العبد (بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، يقول الله عز وجل : أثنى علي عبدي ، ثم قال بعد
ذلك يقول العبد : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) لقال : يقول الله عز وجل : أثنى
عليَّ عبدي ، - واستغنى بإحدى الآيتين عن الأخرى.
وأما قوله يقول الله عزَّ وجل : هؤلاء لعبدي ، فإنما أراد هؤلاء الكلمات ويعضد هذا
الذي قلناه حديث نعيم المجمر "صليت وراء أبي هريرة".
والجمع بين الحديثين أولى من تعارضهما ، والله أعلم.
(1/286)
وابن
أبي هلال الذي يرويه عن نعيم المجمر عن أبي هريرة ؛ ليس بدون العلاء بن عبد الرحمن
عند أهل الحديث.
ومما يشهد لصحة ما رواه أبو سعيد المَقْبُرِيّ ، وصالح مولى التوءمة عن أبي هريرة
"أنّه كان يفتتح ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
وأما إثباتها آية في أول كل سورة فلم يذهب إليه أحد من أهل
العدد.
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : من تركها فقد ترك مائة وأربع
عشرة آية.
قال الشافعي رحمه الله : وأخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج
عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يدع (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) لأم
القرآن والسور التي بعدها وكذلك كان عطاء وأكثر أصحاب ابن
عباس" . . . يقرؤونها في فاتحة الكتاب ، وفي السورة التي يقرؤون
بعدها ، وروى ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر : أنه كان يقرأ
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في أول فاتحة الكتاب ، ويقرؤها كذلك فىِ
السورة التي يقرأ بعدها.
وكذلك روى نافع عنه ، وروي عن ابن الزبير مثل ذلك.
وعن سعيد بن جبير أن المؤمنين في عهد النّبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا
لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
فإذا نزلت (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) علموا أن السورة قد
انقضت ، ونزلت الأخرى.
(1/287)
وكذلك
روى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.
وروى المختار بن فلفل عن أنس قال : "بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات
يوم بين أظْهُرِنا إذْ أغْفَى إِغْفَاءَةً ، ثم رفع رأسه مبتسماً.
قلنا : ما يضحكك يا رسول اللّه ؟
قال : نزلت عليّ آنفاً سورة فقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3).
ثم قال : هل تدرون ما الكوثر ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال : نَهْرٌ وَعَدَنِيْه ربّي في الجنّة آنيته أكثر من عدد الكواكب ، تَرِدُ
عَلَيْهِ
أمتي ، فيختلج العبد منهم فأقول : يا ربِّ إنه من أمتي ، فيقال : إنّك لا تدري ما
أحدث بعدك ؟.
فمذهب ابن عبّاس ، ومن ذكرناه أنّها آية في أول كل سورة من
تلك السور ، وهو مذهب ابن عمر ، وابن الزبير ، وعطاء ، ومكحول.
وطاووس ، وابن مبارك ، والشافعي ، وقد اختلف عنه ، وتحصيل مذهبه ما
ذكرته.
* * *
سورة البقرة :
(الم)
عدَّها أهل الكوفة.
(1/288)
(وَلَهُمْ
عَذَابٌ ألِيْمٌ) انفرد بها الشاميّ.
(مُصْلِحُوْنَ) أسقطها الشامى وحده.
(إلا خَائِفِيْنَ) أسقطها الجميع إلا البصري.
(واتَقُونِ يَا أولِي الألْبَابِ) أسقطها المدني الأول.
(في الأخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ) أسقطها المدنى الأخير.
(وَيَسْألُوْنَكَ مَاذَا يُنْفِقُوْنَ) عدَّها المدنيّ الأول ، والمكي.
(لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَرُوْنَ) عدَّها الكوفيّ والشامى والمدني الأخير.
(قَوْلًا مَعْرُوفًا) للبصري وحده.
(الحَي الْقيومُ) للمدنى الأخير ، والبصري ، والمكي.
(مِنَ الظلُمَاتِ إلى النوْرِ) للمدنى الأول.
فالاختلاف في إحدى عشرة آية فهي في الكوفي مائتان وثمانون
وست آيات ، وخمس آيات في المدنيين والمكي والشامي ، وسبع آيات
في البصَري.
* * *
آل عمران :
(الم) الكوفيّ.
(وَأنْزَلَ التوْرَاةَ والإنْجيْلَ) أسقطها الشامي وحده.
(وَأنْزَلَ الفُرْقَانَ) أسقطها الكوفي وحده.
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48).
عدها الكوفي وحده.
(وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ) عدَّها البصري.
(1/289)
(مِما
تحبونَ) أسقطها الكوفي والبصري.
(مَقَامُ إبْرَاهِيمَ) عدَّها أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني.
ووافقه الشامي ، ولا نظير لها.
فاختلافها سبع آيات وهي مائتا آية في جميع العدد.
* * *
سورة النساء :
(وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) للكوفي والشامي.
(فَيُعَذِبُهُمْ عَذَاباً ألِيْماً) للشامي وحده فهي مائة
وست وسبعون آية عند الكوفي ، وتنقص آية للمدنيين ، والبصري
والمكي ويزيد آية الشامي.
واختلافها آيتان.
* * *
سورة المائدة :
(أوْفُوا بِالْعُقُود) أسقطها الكوفي وحده ، وكذلك قوله عز
وجل : (وَيَعْفُوْ عَنْ كثِيْرٍ).
(فَإِنكُمْ غَالِبُونَ) البصري وحده.
اختلافهما ثلاث آيات : وهي في الكوفي مائة
وعشرون ، وفي المدنى والمكي والشامي تزيد اثنتين ، وفي البصري تزيد
ثلاث آيات.
* * *
سورة الأنعام :
(وَجَعَلَ الظلُمَاتِ وَالنورَ) للمدنيين والمكي.
(1/290)
(لَسْتُ
عَلَيْكُمْ بِوَكِيْلٍ) للكوفى.
(وَيَوْمَ يَقُوْلُ كُنْ فَيَكُوْنُ) أسقطها الكوفي وحده.
وكذلك (إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ).
اختلافها أربع آيات ، وهي مائة وستون وخمس آيات للبصريَ والشامي ، وسبع آيات
للمدنيين والمكي.
* * *
سورة الأعراف :
(المص) للكوفي.
(مُخْلِصينَ لَهُ الدِّيْنَ) للبصري والشامي.
(كمَا بَدَأكُمْ تَعُودُونَ) للكوفي.
(ضِعْفاً مِنَ الئارِ@71 : 38 ، للمدنيين والمكي.
(الحُسْنَى عَلَى بَنِي إسرَائِيلَ) مدنيين ومكي.
اختلافها خمس آيات ، وهي في الكوفيّ والمدنيين والمكّي مائتان وست آيات.
وفي البصري والشاميّ تنقص آية.
* * *
سورة الأنفال :
(ثُمَّ يُغْلَبُونَ) للبصريْ والشامي.
(لِيَقْضِيَ الَّلهُ أمْراً كَانَ مَفْعُولاً) للجميع إلا الكوفي.
(1/291)
(بِنَصْرِهِ
وبالمُؤْمِنِينَ) للجميع إلا البصري.
اختلافها ثلاث آيات ، وهي في الكوفي سبعون وخمس آيات ، وقال الشامي :
وسبع آيات ، وقال الباقون : وست آيات.
* * *
سورة التوبة :
(أنً اللهَ بريءٌ مِنَ المُشْرِكينَ) للبصري.
(إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) للشامى.
(قَوْمِ نوحٍ وَعَادٍ وثَمُودَ) للمدنيين والمكي.
اختلافها ثلاث آيات ، وهي مائة وتسع وعشرون في الكوفيَ.
وثلاثون للباقين.
* * *
سورة يونس عليه السلام
(دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) للشامي وحده.
(لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
أسقطها الشاميَ وحده.
(وشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) عدّها الشاميّ وحده.
وهي مائة وتسع آيات في جميع العدد إلا الشامي فإنها فيه مائة وعشر.
* * *
سورة هود عليه السلام :
(أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)
للكوفي وحده.
(يُجَادِلُنَا في قَوْمِ لُوطٍ) أسقطها البصري وحده.
(مِنْ سِجِّيلٍ) للمدني الأخير ، والمكي.
(مَنْضُودٍ) أسقطها المدني الأخير ، والمكي.
(1/292)
(خَيْر
لكم إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ) للمدنيين والمكىي (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
للكوفيّ والبصريّ والشاميّ.
(إنَّا عَامِلُون) أسقطها المدنيّ الأخير والمكي.
اختلافها سبع آيات ، وهي في الكوفيّ مائة وعشرون ثلاث آيات ، وآيتان في المدنيّ
الأول ، والشاميّ ، وآية في المدنى الأخير والبصري والمكيّ.
* * *
يوسف عليه السلام :
ليس فيها اختلاف وهي مائة وإحدى عشرة آية عند الجميع.
* * *
الرعد :
(لفي خلق جديد) أسقطها الكوفى.
(يَسْتَوِي الأَعْمَى والبَصِيْرُ) للشامي.
(تَسْتَوِي الظلُمَاتُ والنورُ) أسقطها الكوفى
(مِنْ كُل بَاب) للكوفي والبصري والشامي.
اختلافها أربع آيات وهي في الكوفي ثلاث وأربعون آية ، وأربع وأربعون في
المدنيين والمكيّ ، وخمس وأربعون في البصري ، وست وأربعون في
الشاميّ.
* * *
سورة إبراهيم عليه السلام :
(الناسَ مِنَ الظلُمَاتِ إلَى النورِ) أسقطها الكوفى
والبصري ، وكذلك (قَوْمَكَ مِنَ الظلُمَاتِ إلَى النُّورِ)
(وَعَادٍ وَثَمُودَ) أسقطها الكوفي والشامي.
(1/293)
(ويَأتِْ
بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) للكوفي والمدنيّ الأول والشامي.
(وفَرْعُهَا في السمَاءِ) أسقَطَهَا المَدَنِي الأول.
(وَسَخرَ لكم الَليلَ والنهَارَ) أسقطها المكي والبصريّ.
(عَمَّا يَعْمَلُ الظَالِمُونَ) أسقطها الكل إلا الشامي.
اختلافها سبع ، وهي خمسون وآيتان في الكوفي ، وآية في
البصريّ ، وأربع آيات في المدنيين ، والمكي ، وخمس آيات في
الشامي.
* * *
الحجر :
ليس فيها اختلاف ، وهي تسعون وتسع آيات.
* * *
النحل :
مائة وعشرون وثمانِ آيات ، ليس فيها اختلاف.
* * *
سورة بني إسرائيل :
(يَخِزوْنَ لِلأذْقَاْنِ سُجداً) للكوفي وحده ، والباقون لا خلاف
عندهم.
عدَّها عطاء بن يسار ، وعاصم الجحدري ، ويحيى بن الحارث
الذّماري ، وأُبى بن كعب ، وأهل مكة ، مائة وعشر آيات ، وكذلك قال
عكرمة ، وقتادة ، والحسن ، والكلبيّ ، وهي في الكوفي مائة وإحدى عشرة
آية.
وعند المدنيين والبصريّ والمكيّ والشامي مائة وعشر آيات.
* * *
سورة الكهف :
مائة وعشر آيات في الكوفيّ ، وخمس آيات في المدنيين والمكي ،
(1/294)
وإحدى
عشرة آية في البصري ، وست آيات في الشامي.
اختلافها عشر آيات : (إِلا قَلِيْل) للمدني الأخير.
(فَاْعِل ذَلِكَ غَداً) للمدنى الأول ، والكوفي والبصري
والمكي والشامي.
(وَجَعَلْنَاْ بَيْنَهُمَا زَرْعاً) أسقطها المدنى الأول والمكي.
(أنْ تَبِيْدَ هَذِهِ أبَداً) أسقطها المدني الأخير والشامي.
(وآتَيْنَاْهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) أسقطها
المدني الأول ، والمكي.
(فَآتْبَعَ سَبَباً) أثبتها الكوفي والبصري ، وكذلك (ثُمَّ أتْبَعَ
سَبَباً) ، وكذلك أيضاً (ثُمَّ أتْبَعَ) الثانية.
(وَوَجَدَ عَنْدَهَا قَوْماً) أسقطها المدنى الأخير والكوفى.
(بِاْلأخْسرِ يْنَ أعْمَاْلاً) أسقطها المدنيان والمكي.
* * *
سورة مريم عليها السلام :
تسعون وثمانِ آيات في الكوفي والمدنى الأول والبصري والشامي.
وتسع في المدني الأخير والمكي.
اختلافها ثلاث آيات :
(كهيعص) للكوفى.
(وَاْذُكْر فِي اْلكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ) للمدنى الأخير والمكي
(فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا) أثبتها الكل إلا الكوفى.
(1/295)
سورة
طه :
مائة وثلاثون وخمس آيات في الكوفي ، وأربع آيات في المدنيين.
والمكيّ ، وآيتان في البصريّ ، ومائة وأربعون آية في الشاميّ.
اختلافها إحدى وعشرون آية.
(طه) للكوفى.
(كي نُسَبحَكَ كَثِيْراً) أسقطها البصريّ وحده.
(ونذكرك كثيراً) مثله.
(محبَّة مِني) أسقطها البصريّ وحده.
(وفتنَّاك فتوناً) عدَّها البصري والشامي.
(كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ) عدَّها الشامي وحده.
(فَلَبِثْتَ سِنِيْنَ في أهْلِ مَدْيَنَ) عدَّه الشامي وحده.
(واصطنعتك لنفسي) للكوفي والشامي.
(مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ) للكوفي.
(فَأرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسْرَائيلَ) للشامي وحده.
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنًَاً إلَى مُوْسَى) للشامي وحده.
(غَضْبَانَ أَسِفَاً) للمدنيّ الأول والمكيّ.
(وَعْداً حَسَناً) للمدنى الأخير.
(وَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِي) أسقطها المدنى الأخير وحده.
(وَإلَهِ مُوسَى) عدَّها المدنى الأول والمكي.
(1/296)
(فَنَسِيَ)
أسقطها المدنى الأول والمكي.
(أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا) عدَّها المدنى الأخير وحده.
(إِذْ رَأيْتَهُمْ ضَلُّوْا) عدَّها الكوفي وحده.
(قَاعًا صَفْصَفًا) عدَّها البصري ، والكوفي ، والشامي.
(مِنيْ هُدًى) أسقطها الكوفي وحده.
وكذلك (زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).
واعلم أن من أهْلِ العدد من يقول : اختلافها سبع عشرة ، فلا يذكر أربع آيات انفرد
بها الشامي : (تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ " ، (سِنِيْنَ في أهْلِ
مَدْيَنَ) ، (فَأرْسِلْ مَعَنَا بَنِيْ إِسْرَائيلَ).
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوْسى).
* * *
سورة الأنبياء عليهم السلام :
اختلافها آية :
(مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ) عدَّها الكوفي وحده.
فهي مائة واثنتا عشرة آية عنده وعند الباقين وإحدى عشرة.
* * *
سورة الحج :
(مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ) للكوفي وحده.
(مَا فِي بُطُونِهِمْ وَاْلجُلُودُ) كذلك (وَعَاْدٌ وَثَمُوْدُ) عدَّها
الكل إِلا الشامي.
(وَقَوْمُ لُوْطٍ) أسقطها البصري ، والشامي.
(هُوَ سَمَّاكممُ المُسْلِمِينَ) لم يعدَّها إِلا المكي.
اختلافها خمس آيات ، وهي
(1/297)
سبعون
وثمانِ آيات في الكوفي ، وسبع آيات في المكي ، وست آيات في
المدنيين ، وخمس آيات في البصري وأربع في الشامي.
* * *
سورة المؤمنين :
اختلافها آية واحدة (وَأَخَاه هَارُونَ) أسقطها الكوفى
وحده ، وهي في الكوفي مائة وثماني عشرة آية ، وفي الباقين مئة وتسع
عشرة آية.
* * *
سورة النور :
اختلافها آيتان :
(بِالْغُدُو وَالآصَالِ) عدَّها الكوفي ، والبصري ، والشاميّ.
وكذلك (يَذْهَبُ بِاْلأبْصَاْرِ).
وهي ستون وأربع آيات عند هؤلاء ، وعند المدنيين والمكي اثنتان
وستون.
* * *
سورة الفرقان :
هي سبعون وسبع آيات في العدد كله لا اختلاف فيها.
* * *
سورة الشعراء :
اختلافها أربع آيات
(طسم) للكوفى
(1/298)
(فَلَسَوْفَ
تعْلَمُونَ) للكل إلا الكوفى.
(أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) للكلً إلا البصري.
(وَمَا تَنَزلَتْ بِهِ الشيَاطِينُ) للكل إلَّا المدنى الأخير
والمكي.
وهي مائتان وسبع وعشرون في الكوفي ، والمدنى الأول.
والشامي ، وست وعشرون في المدنى الأخير ، والبصريَ ، والمكي.
* * *
سورة النمل :
اختلافها آيتان :
(مُمَردٌ مِنْ قَوَارِيرَ) في الجميع إلَّا الكوفى.
(وَأُولُو بَأس شَدِيدٍ) عدَّها المدنيان والمكي.
وهي تسعون وثلاث آيات في الكوفي ، وأربع في البصري ، والشامي ، وخمس
في المدنيين والمكي.
* * *
سورة القصص :
وهي في جميع العدد ثمانون وثمانِ آيات :.
(طسم) عدَّها الكوفى.
(أمةً مِنَ الناسِ يَسْقُونَ) أسقطها الكوفى.
اختلافها آيتان.
* * *
سورة العنكبوت :
هي ستون وتسع آيات في جميع العدد.
اختلافها ثلاث آيات :
(الم) عدَّها الكوفى.
(1/299)
(وتَقطَعونَ
السبيلَ) أسقطها الكوفي ، والبصري.
والشامي.
(مُخْلِصِيْنَ لَهُ الدِّيْنَ) عدَّها البصري ، والشامي.
* * *
سورة الروم :
ستون آية عند الكوفي ، والمدنى الأول ، والبصري ، والشامي.
وتسع وخمسون في المدنى الأخير والمكي ، وكذلك قال أُبى بن كعب.
اختلافها أربع آيات :
(الم) للكوفى
(غُلِبَتِ الرُّومُ) للكوفي ، والمدنى الأول ، والبصري والشامي.
(فِي بِضْعِ سِنِيْنَ) للبصري ، والمدنى الأخير ، والمكي.
والشامي.
ً(يُقْسِمُ الْمُجْرِمُوْنَ) للمدنى الأول وحده.
* * *
سورة لقمان عليه السلام :
(الم) للكوفى.
ً(مخلصين له الدِّين) للبصري ، والشامي.
اختلافها موضعان ، وهي ثلاثون وأربع آيات في الكوفي والبصري والشامي ، وثلاث آيات
في المدنيين والمكي.
* * *
سورة السجدة :
ثلاثون آية في جميع العدد إلَّا البصري ، فإنها فيه تسع وعشرون.
اختلافها آيتان :
(1/300)
(الم)
للكوفى.
(أَءِنا لَفِيْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) أسقطها الكوفي ، والبصري.
* * *
سورة الأحزاب :
ليس فيها اختلاف ، وهي سبعون وثلاث آيات عند الجميع.
* * *
سورة سبأ :
اختلافها آية واحدة :
(عَنْ يَمِيْنٍ وَشِمَالٍ) عدَّها الشامي وحده ، فهي خمسون
وأربع آيات عند الجميع إلَّا الشامي ، فإنها في عدده : وخمس آيات.
* * *
سورة الملائكة :
اختلافها سبع آيات (لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيْدٌ) للبصري.
والشامي.
(وَمَا يَسْتَوي اْلأعْمَى وَالْبَصِيْرُ) أَسْقَطَها البصري
وكذلك (وَلاَ الظلمَاتُ وَلَا النوْرُ) عدَّها الجميع إلا البصري.
(بِمُسْمِع مَنْ فِي الْقُبوْرِ) أسقطها الشامي.
(بِخَلْقٍ جَدِيْدٍ) أسقطها البصري.
(لِسُنةِ اللَّهِ تَبْدِيْلاً) أسقطها المدنى الأول ، والمكي ، والكوفى.
(أَنْ تَزُولاَ) عدَّها البصري وحده ، وهي في
(1/301)
الكوفي
، والمدنى الأول ، والبصري ، والمكي أربعون وخمس آيات ، وفي
المدنى الأخير والشامي ست وأربعون.
* * *
سورة يس :
اختلافها آية واحدة (يس) للكوفي وحده.
وهي ثمانون وثلاث آيات في الكوفي ، وآيتان في سواه.
* * *
سورة الصافات.
اختلافها آيتان :
(وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) أسقطها البصري.
(وَإِنْ كَانُوْا لَيَقُولُونَ) أسقطها أبو جعفر يزيد وحده.
وعدَّها الباقون وهي في الكوفي والمدنيين والمكي والشامي مئة وثمانون
آية وآيتان ، وفي البصري مئة وثمانون وآية.
* * *
سورة (ص) :
اختلافها ثلاث آيات :
(ذِي الذكْرِ) عدَّها الكوفى.
(كُل بَنَّاءٍ وَغَوَّاْصٍ) أسقطها البصري.
(وَالْحَق أقُولُ) عدَّها الكوفي.
وهي ثمانِ وثمانون آية في الكوفي ، وست آيات في المدنيين والمكي والشامي ، وخمس في
البصري.
(1/302)
سورة
الزمر :
اختلافها سبع :
(فِيْمَا هُمْ فِيْهِ يَخْتَلِفُوْنَ) أسقطها الكوفى.
(مُخْلِصاً لَهُ الدِّيْنَ) عدَّها الكوفي والشامي.
(مُخْلِصاً لَهُ دِيْني)عدَّها الكوفى.
(فبَشرْ عِبَادِ) أسقطها المدنى الأول والمكي.
(فَمَاْ لَهُ مِنْ هَاْدٍ) عدَّها الكوفي.
(تَجْرِيْ مِنْ تَحْتِهَا الأنهَارُ) عدَّها المدنى الأول والمكي.
(فَسَوْفَ تَعْلَمُوْنَ) عدَّها الكوفي ، وهي سبعون وخمس آيات فى الكوفي ، وآيتان
في المدنيين والبصري والمكي ، وثلاث في الشامي.
* * *
سو رة المؤمن :
اختلافها تسع : (حم) للكوفى.
(كَاظِمِيْنَ @401 : 18 ، أسقطها الكوفى.
(يَوْمَ التَلَاقِ) أسقطها الشامى.
(يَوْمَ هُمْ بَارِزُوْنَ) عدَّها الشامي.
(وَأَوْرَثْنَا بَنِيْ إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ) أسقطها المدنى الأخير ، والبصري.
(اْلأعْمَى وَاْلبَصِيْرُ) عدّها الكوفي ، والمدنى الأخير
والشامى (وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ) عدَّها الكوفي والمدنيّ الأخير والشاميّ .
(1/303)
(في
اْلحَمِيْمِ) عدَّها المدنى الأول والمكي.
(أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ) عدَّها الكوفي والشامي.
وهي ثمانون وست آيات في الشامي ، وخمس آيات في الكوفي ، وأربع في
المدنيين والمكي ، وآيتان في البصري.
* * *
سورة السجدة :
اختلافها آيتان :
(حَمَ) لَلكوفيّ ، (وعاد وثمود) للمدنيين والكوفي والمكي.
وهي خمسون وأربع آيات في الكوفي وثلاث في
المدنيين والمكي ، وآيتان في البصري والشامي.
* * *
سورة حم عسق :
اختلافها ثلاث آيات :
(حمَ) للكوفى.
(عسق) للكوفى.
(كَاْلأعْلَامِ) للكوفي ، وهي في الكوفي خمسون وثلاث
آيات ، وخمسون فيما سواه.
* * *
سو رة الزخرف :
اختلافها آيتان :
(حم) للكوفى.
(1/304)
(إِلا
الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) أسقطهاْ الكوفي
والشامي ، فهي في الشامي ثمانون وثمانِ آيات ، وتسع آيات فيما سواه.
* * *
سورة الدخان :
اختلافها أربع آيات :
(حم) للكوفى.
(إِن هَؤُلَاءِ لَيَقُوْلُوْنَ) للكوفى.
(إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ) أسقطها المدنى الأخير ، والمكي.
(فِي الْبُطُوْنِ) أسقطها المدنى الأول ، والمكي ، والشامي.
فهي خمسون وتسع آيات في الكوفي ، وسبع في البصري ، وست في
المدنيين والمكي والشامي.
* * *
سورة الجاثية :
اختلافها آية :
(حم) للكوفي ، فهي في الكوفي ثلاثون وسبع آيات.
وست فيما سواه.
* * *
سورة الأحقاف :
اختلافها آية :
(حم) للكوفي ، فهي في الكوفيّ ثلاثون وخمس
آيات ، وأربع فيما سواه.
* * *
سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - :
اختلافها آيتان :
(1/305)
(حَتى
تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) عدَّها الكل إلَّا الكوفى.
(للشَارِبِينَ) عدَّها البصري وحده.
وهي في الكوفي ثلاثون وثماني آيات ، وتسع في المدنيين ، والمكي والشامي. وأربعون
في البصري.
* * *
سورة الفتح :
وهي عشرون وتسع آيات لا اختلاف فيها.
نظيرها (إِذَا الشمسُ كُورَتْ).
* * *
سورة الحجرات :
ثماني عشرة آية في جميع العدد.
* * *
سورة (ق) :
أربعون وخمس آيات في جميع العدد.
* * *
سورة الذاريات :
ستون آية في جميع العدد.
* * *
سورة الطور :
اختلافها آيتان :
(وَالطُّوْرِ) للكوفي ، والبصري ، والشامي.
(إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) للكوفي والشامي ، وهي أربعون
وتسع آيات في الكوفي ، والشامي ، وثمانِ آيات في البصري ، وسبع في
المدنيين والمكّى .
(1/306)
سورة
والنجم :
اختلافها ثلاث آيات :
(فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى) للشامي.
(لاَ يُغنِيْ مِن الْحَق شَيْئاً) للكوفى.
(وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدنيَاْ) أسقطها الشامي وحده ، فهي ستون وآيتان
في الكوفي ، وإحدى وستون فيما سواه.
* * *
سورة القمر :
ليس فيها اختلاف ، وهي خمسون ، وخمس آيات في الجميع.
* * *
سورة الرحمن عزّ وجلّ :
اختلافها أربع آيات : (الرَّحْمَنُ) للكوفي والشامي.
(خَلَقَ اْلإنْسَانَ) للكوفي ، والبصري ، والشامي.
(شُوَاْظٌ مِنْ نَاْرٍ) للمدنيين ، والمكي.
(يُكَذبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ) للجميع إلَّا البصري.
وهي سبعون وثماني آيات في الكوفي والشامي ، وست في المدنيين والمكي.
وسبع في البصري.
* * *
سورة الواقعة :
اختلافها أربع عشرة آية :
(فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) أسقطها المكي والكوفى.
(وَأصحَابُ الْمَشْأمَةِ) أسقطها الكوفي وحده.
(1/307)
(مَوْضوْنَةٍ)
أسقطها البصري والشامي
(وَأبَارِيْقَ) عدَّها المدنى الأخير والمكي.
(وَحُوْرٌ عِيْنٌ) عدَّها المدنى الأول ، والكوفى.
(وَلَا تَأثِيْماً) أسقطها المدنى الأول والمكي.
(وَأصحَابُ الْيَمِيْنِ) أسقطها المدنى الأخير ، والكوفى.
(إِنْشَاءً) أسقطها البصري.
(وَأصحَابُ الشمَالِ) أسقطها الكوفى.
(سمُوم وَحَميم) أسقطها المكي.
(وَكَانُوْا يَقُوْلُوْنَ) عدَّها المكي.
(اْلأولِينَ والآخِرِيْنَ) عدَّها المدنى ، والكوفي ، والبصري.
(لَمَجْمُوعُونَ) عدَّها المدنى الأخير ، والشامي.
(فرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ)عدَّها الشامي.
وهي تسعون وست آيات في الكوفي ، وتسع في المدنيين والمكي والشامي ، وسبع في
البصري.
* * *
سورة الحديد :
اختلافها آيتان :
(مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) للكوفى.
(وَآتَيْنَاهُ الإنْجِيلَ) للبصري. وهي عشرون وتسع آيات
في الكوفي ، والبصري ، وثمانِ آيات في المدنيين ، والمكي ، والشامي.
(1/308)
سورة
المجادلة :
اختلافها آية :
(فِي الأذُلِّيْنَ) أسقطها المدنى الأخير ، والمكي.
وهي إحدى وجمشرون آية في المكي ، والمدنى الأخير ، وآيتان فيما سوى
ذلك.
* * *
سورة الحشر :
أربع وعشرون آية لا خلاف فيها.
* * *
سورة الممتحنة :
ثلاث عشرة آية في جميع العدد.
* * *
سورة الصف :
أربع عشرة آية بإجماع.
* * *
سورة الجمعة :
إحدى عشرة آية باتفاق.
* * *
سورة المنافقون :
مثل الجمعة في العدد والإجماع.
سورة التغابن :
ثماني عشرة آية بلا خلاف.
(1/309)
سورة
الطلاق :
اختلافها ثلاث آيات :
(يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اِلْآخِرِ) عدَّها الشامي.
(يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاًً) أسقطها المدني الأول ، والشامي ، والبصري.
(يَا أولِي اْلألْبَاب) عدَّها المدني الأول ، وهي إحدى
عشرة آية في البصري ، وَاثنتا عشرة فيما سوى ذلك.
* * *
سورة التحريم :
اثنتا عشرة آية بغير خلاف.
* * *
سورة الملك :
اختلافها آية :
(قَدْ جَاءَنَا نَذِيْرٌ) عدَّها المدنى الأخير ، والمكي.
وهي إحدى وثلاثون في المدني الأخير ، والمكي ، وهي ثلاثون فيما سوى
ذلك.
* * *
سورة (ن) :
خمسون وآيتان بإجماع.
* * *
سورة الحاقَّة :
اختلافها آيتان :
(اَلْحَاقَّةُ) عدَّها الكوفي
(كِتَابَهُ بشِمَالِهِ) مدنيان ومكي.
وأما قوله تعالى (مَا الحَاقَّةُ) فَإنها آية باتفاق ، والسورة
خمسون وآية في البصري والشامي ، وآيتان فيما سوى ذلك.
(1/310)
سورة
سأل سائل :
أربعون وأربع آيات في العدد كله إلَّا الشامي ، فإنها فيه أربعون
وثلاث آيات ، أسقط (خَمْسِيْنَ ألْفَ سَنَةٍ) وعدَّها الباقون.
* * *
سورة نوح عليه السلام :
اختلافها أربع آيات :
(وَلَا سُوَاعاً) أسقطها الكوفي ، وكذلك (فَأُدْخِلُوا نَارًا).
(وَنَسْراً) عدَّها المدنى الأخير ، والكوفي ، والمكي.
(وَقَدْ أضَلُّوا كَثِيراً) عدَّها المدنى الأول ، والمكي.
وهي عشرون وثماني آيات في الكوفي ، وتسع في البصري ، والشامي ، وثلاثون في
المدنيين والمكي.
* * *
سورة الجن :
اختلافها آيتان :
(لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ) عدَّها الشامي وحده.
(ولن أجد من دونه ملتحدًا) أسقطها الشامي وحده ، فهي تسع
وعشرون في الشاميّ ، وثمان وعشرون فيما سواه.
* * *
سورة المزمل :
اختلافها ثلاث آيات :
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) عدَّها المدنى الأول ، والكوفي ، والشامي.
(1/311)
(إِناْ
أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُوْلاً) عدَّها المكي.
(الوِلْدَانَ شِيْباًً) أسقطها المدني الأخير ، وهي تسع عشرة
آية في البصري ، وثماني عشرة آية في المدنى الأخير ، وعشرون آية فيما
سوى ذلك.
* * *
سورة المدثر :
اختلافها آيتان :
(فِي جَناتٍ يَتَسَاءَلُونَ) عدَّها الجميع إلَّا المدنى الأخير.
(عَنْ اْلمجْرِمِينَ) عدَّها أيضاً الجميع إِلا المكي والشامي.
وهي خمسون وست آيات في المدنى الأول ، والكوفي والبصري ، وخمس
في المدنى الأخير ، والمكي ، والشامي.
* * *
سورة القيامة :
اختلافها آية : (لِتَعْجَلَ بِهِ) عَدَّها الكوفي وحده ، فهي
فيه أربعون آية ، وفيما سواه تسع وثلاثون.
* * *
سورة الإنسان :
إحدى وثلاثون آية باتفاق.
* * *
سورة المرسلات :
خمسون آية في الجميع.
* * *
سورة النبأ :
اختلافها آية :
(عَذَاباً قَرِيباً) عدَّها البصري وحده ، فهي فيه إحدى
وأربعون آية ، وفيما سواه أربعون.
(1/312)